سامحوني أخواتي بالامس ما نزلت منهجكم
سامحوني وجميلكم على راسي ربي يحفظكم
اليوم احفظوا سورة الإنفطار كاملة
وهي من السور سهلة الحفظ
انتظر تسميعكم
وهذا تفسير السورة نقلته لكم من تفسير السعدي رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى مستفتحا سورة الإنفطار
(( إذا السماء انفطرت (1) وإذا الكواكب انتثرت ( 2) وإذا البحار فجرت ( 3) وإذا القبور بعثرت ( 4 ) علمت نفس ما قدمت وأخرت ))
أي : إذا انشقت السماء وتناثرت نجومها وزال جمالها وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا .
وبعثرت القبور ، بأن أخرج ما فيها من الأموات ، وحشر للموقف , بين يدي الله , للجزاء على الأعمال .
فحينئذ ينكشف الغطاء , ويزول ما كان خفيا .
وتعلم كل نفس , ما معها من الأرباح والخسران .
هنالك يعض الظالم على يديه , إذا رأى ما قدمت وأيقن بالشقاء الأبدي , والعذاب السرمدي .
وهنا لك يفوز المتقون , المقدمون لصالح الأعمال , بالفوز العظيم , والنعيم المقيم , والسلامة من عذاب الجحيم
( ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ( 6 ) الذي خلقك فسواك فعدلك ( 7 ) في أي صورة ما شاء ركبك ( 8 ) كلا بل تكذبون بالدين ( 9 ) وإن عليكم لحافظين ( 10 ) كراما كاتبين ( 11) يعلمون ما تفعلون ( 12 ) ))
يقول تعالى , معتبا للإنسان المقصر في حقه , المتجرئ على معاصيه :
{ يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم } أتهاونا منك في حقوقه ؟؟ أم احتقارا منك لعذابه ؟؟
أم عدم إيمان منك بجزائه ؟؟
أليس هو { الذي خلقك فسواك } في أحسن التقويم
{فعدلك }وركبك تركيبا قويما معتدلا , في احسن الأشكال وأجمل الهيئات ؟
فهل يليق بك , أن تكفر نعمة المنعم , أو تجحد إحسان المحسن ؟
إن هذا إلا من جهلك ,وظلمك , وعنادك , وغشمك .
فاحمد الله , إذ لم يجعل صورتك , صورة كلب ,أو حمار أو نحوهما , من الحيوانات .
ولهذا قال تعالى { في أي صورة ما شاء ركبك } وقوله { كلا بل تكذبون بالدين } أي : مع هذا الوعظ والتذكير ظو لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء .
وأنتم لا بد أن تحاسبوا على ما عملتم , وقد أقام الله عليكم ملائكة كراما , يكتبون أقوالكم وأفعالكم , ويعلمونها .
فدخل في هذا , أفعال القلوب , وأفعال الجوارح .
فالائق بكم ,أن تكرموهم وتجلوهم .
{ إن الأبرار لفي نعيم (13 ) وإن الفجار لفي جحيم ( 14 )
يصلونها يوم الدين ( 15 ) وما هم عنا بغائبين ( 16 ) وما أدراك ما يوم الدين ( 17 ) ثم أدراك ما يوم الدين ( 18 ) يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ( 19 ) }
المراد بالأبرار , هم القائمون بحقوق الله , وحقوق عباده , الملازمون للبر , في أعمال للبر , في أعمال القلوب , وأعمال الجوارح .
فهؤلاء جزاؤهم , النعيم في القلب , والروح في البدن , في دار الدنيا , وفي دار البرزخ ,
وفي دار القرار .
[ وإن الفجار ] الذين قصروا في حقوق الله , وحقوق عباده , الذين فجرت قلوبهم ففجرت أعمالهم { لفي جحيم } أي : عذاب أليم , في دار الدنيا , ودار البرزخ وفي دار القرار .
{ يصلونها } ويعذبون بها أشد العذاب { يوم الدين } أي : يوم الجزاء على الأعمال .
{ وماهم عنها بغائبين } أي : بل ملازموهم لها , لا يخرجون منها .
{ وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين } في هذا تهويل لذلك اليوم الشديد ,
الذي يحير الأذهان .
{ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا } ولو كانت قريبة أو حبيبة أو حبيبة مصافية فكل مشتغل بنفسه ,
لا يطلب الفكاك لغيرها .
{ والأمر يومئذ لله } فهو الذي يفصل بين العباد , ويأخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه والله أعلم .
تمت بحمد الله تفسير سورة الإنفطار
وإن شاء الله تستفيدوا من التفسير
الروابط المفضلة