الحمدلله رب العالمين .. والصلاة و السلام على نبي الهدى .. و على آله و صحبه أجمعين ..
وبعد ..

شيخنا الفاضل ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

سمعتم يا شيخ عن مأساة أختنا في العراق (( عبير الجنابي )) التي إغتصبها الجنود الامريكيون و قتلوها (( عليهم من الله ما يستحقون )) وقتلوا أبوها و أمها و أختها ..
عندما سمع أخي بهذه القصة ..
تأثر كثيرا ..

و أثناء سفره للمملكة العربية السعودية ..

ذهب للعمرة ..
ونوى العمرة عن (( عبير الجنابي )) ..

فما حكم ما قام به ؟؟
وهل يجوز شرعاً أداء العمرة عن الأموات ( من غير الأقارب ) ؟؟

بارك الله بكم ..
ونفع بكم الاسلام و المسلمين ..

أختكم في الله ..
مريم..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد ..

فإجابة عن سؤالك نقول :

هذه من المسائل التي وقع فيها الخلاف بين العلماء وإن كان الراجح والله أعلم جواز إهداء ثواب الأعمال الصالحة من العبادات المالية والبدنية إلا أنه ينبغي أن يعلم أن خير ما يصل إلي الميت من الأعمال بعده الدعاء له كما روى مسلم في صحيحه من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا مات ابن أدم أنقطع عمله إلا من ثلاث من صدقة جارية أو علماً ينتفع به أو ولداً صالح يدعوا له )) وعلى هذا كان السلف. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (3/38): لم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعاً وصاموا وحجوا أو قراءة القرآن يهدون ثواب ذلك لموتاهم المسلمين ولا لخصوصهم بل عادتهم أنهم كانوا يعبدون الله بأنواع العبادات المشروعة فرضها ونفلها من الصلاة والصيام والقراءة والذكر وغير ذلك ، وكانوا يدعون للمؤمنين والمؤمنات كما أمر الله بذلك لأحيائهم وأمواتهم فصلاتهم على الجنازة وعند زيارة القبور وغير ذلك فالذي ينبغي على أهل الإيمان سلوك سُبلهم ونهج طريقهم فإنه أفضل وأكمل ، والله أعلم.

أخوكم /

خالد بن عبد الله المصلح