¨°o.O (انــعـدام أمـل) O.o°¨
بقلم / الـجـوري
صوت المنبه يشير إلى السابعة صباحاً...
بعد استيقاظه وتناول إفطاره همّ مسرعا للخروج إلى العمل، فبدأت حينها برسم
ملامح لوحتي اليومية، تناولت فنجان قهوتي ووقفت عند نافذة الحجرة لأسمح بتخلل
أشعة الشمس وتمازجها بشعري، وتحويلها للون عيني من الأسود إلى البني،
محاولة إقناع نفسي بأن عيناي ذهبيتان اللون، إحساس ولا أروع... وإقناع ولا أبرع...
أسرعت بالتقاط الجريدة من باب المنزل لأتصفحها وأتغلغل في محتواها، وكلي فكر
شارد فيه، كيف بدأ اليوم عمله...؟ وكيف يقضيه...؟ ومتى سيبدأ اجتماعه...؟
وكيف سيطرح آراءه...؟ وأسئلة كثيرة تتخبط في عقلي محاولة الاستقرار على
أجوبة كافية من مرسى الأعذار...
تمر الساعات ببطىء شديد.. وأنا عاكفة في القفص وحيدة، تلتقط عيناي عقرب
الدقائق بين الساعة والأخرى، أترقب إتصالاً منه يسألني فيه عن صباحي،
ويطمئنني فيه عن وضعه الحالي...
أركض من غرفة إلى غرفة، وأنا أتوهج نشاطاً، وأتصارع فكراً بين الشموع الوردية
والبيضاء، أيتهما أجمل...؟ وأيتهما ستضفي على يومنا بضوئها الخافت وسحرها
الجذاب قليلاً من بهجة الحياة وجمالها...؟
أعددت الغداء.. وتركت الكثير من لمساتي على مائدة الطعام، واحترت بمركزية
الوردة بين الكرسيين، لا أريد حاجزاً يفصل بين أعيننا...
نبضات قلبي تتسارع مع تقدم الوقت وعنفوان انقضاءه، نثرت عطري في كل مكان،
وأغدقت المنزل برائحة الورود، وأطلقت العنان للحن ٍ هادىء يسر الوجدان...
مازالت اللحظات تائهة وثقيلة، ومازال أملي في تحسن وضعنا رهين، سأعاتبه هذه
المره، ولن أتفوه بكلمة.. حتى يأتيني بعذر مقنع لعدم اتصاله منذ الصباح...
سأطيل النظر إليه.. بعينين معاتبتين، وسأصطنع كبريائي وجفائي، كي لا يعيدها
أبدا، سأجعله أسيراً لصفحي.. وطامعاً لرضاي، كما جعلته أميراً لعرش قلبي وسيداً لي ولهواي...
قاربت الساعة على السادسة والنصف مساءاً... والصمت والسكون يجثو على
أرجاء المنزل كالمعتاد...
مازلت أنتظره بكل صبرٍ وشوق... رغم غفوات النعاس التي غمرتني بعطفها بين
الحين والآخر، ورغم قرصات الجوع التي داهمتني والتي طالما أخمدتها بوجبة أقل
من أن تكون خفيفة وسريعة، ولا أنكر بأنني حاولت التسلل إلى المطبخ لأذود
بالطبق الرئيسي من الغداء قبله، رغبة مني في الانتقام منه - ولو لمرة واحدة-
على تجاهله لي واهماله، إلا أن قهري غالباً ما يطفئه فرحة سماعي لصوت
مفتاحه وهو يفتح به باب المنزل...
وصل...!!
نعم وصل...!
سأعاتبه...
بل سأعانقه...
كل يوم أعاني نفس الحيرة... بأي وجهٍ سأواجهه...؟ وكيف سأحاوره...؟
دخل المنزل...
وبعد عشرة دقائق جلس على المائدة وأكل... دون أن ينطق بحرف واحد...!
ثم ذهب... ونام... وبعد ساعاتٍ طوال... قام...! ثم أسرع وتطيب على عجل..
ليلتقى بأهله وأصدقائه، وليقضي ما تبقى من يومه بكل رضى وقناعة معهم... معهم فقط،
وهو يشع سعادة ً وتفاؤلاً في تحسن وضعنا وعلاقتنا الزوجية بكل يقين وأمل..................... .
مع خالص الـود ،،،
الروابط المفضلة