صورة وتعليق
عذرا من الجميع، لا أقصد الإساءة لأحد بعينه..
بعض الأشخاص لديه ضحالة بالفكر وكسوف بالآراء، إذا توددت له بكلمه فسرها بألف تفسير من نسج خياله، ولا يخطر على باله التفسير الوحيد المجرد، وهو أنك تتلطف بالكلام معه ..
فهو قد صنّفك مسبقاً ووضعك في قسم من الأقسام التي يفرز بها البشر حسب مزاجه ورأيه وأسلوب تفكيره وقناعاته ..
كان يقول الأستاذ رحمه الله (باللهجة العراقية): العقول ماخذة إجازة !
ويقول أيضا داعياً الله: اللهم ارزقنا العقل ..
فإن العقل إن لم يُسخّر في الحق والعدل والإنصاف، كان أقرب للحجارة، ولنتخيل أن شخص يحمل داخل رأسه أو صدره قطعة حجر !!
قال تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج (46)
يقول صاحب الظلال رحمه الله: ولو كانت هذه القلوب مبصرة لجاشت بالذكرى، وجاشت بالعبرة، وجنحت إلى الإيمان خشية العاقبة الماثلة في مصارع الغابرين ..
وهنا لست أقصد أصحاب الأفكار المريضة مثل أولئك الذين كفروا، لكن مشارق قلوبهم مبهمة، وآمال عقولهم شاردة، وسعة صدورهم لتقبل الآخر ليس لها محل من الإعراب .
الله أكبر ولله الحمد، يا باقي أنت الباقي
بقلم الفقير
------------
يبحث البعض خلال تجواله في العالم الافتراضي عن المشاكل، بكل أنواعها، فهو يبحث عن كل مقطع فيه سب وشتم، وكل موضوع فيه جدل عقيم، وكل صورة فيه حزن وهم وألام؛ ليأتي بعدها وقد ضاق صدره وتلبدت آفاقه وأوهن عقله بتلك البوائس ..
عندما نصحني أحد الفضلاء قبل سنوات رحمه الله، قال: اشتري عقلك، ولا تدخل بكل قضية، ولا تبحث عن الهم ولا تطرق على بابه .
"يقولُ أحد الزعماء: أنا لا أقرأُ رسائل الشتمِ التي تُوجَّه إليَّ، ولا أفتحُ مظروفها فضلاً عن الردِّ عليها؛ لأنني لو اشتغلتُ بها لمَا قدَّمت شيئاً لشعبي {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}، {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ}." كتاب لا تحزن
العاقل هو الذي يقدم شيء جديد كل يوم، أو يستفيد من كل شيء جديد نافع وفيه هدف، وقد قيل: إن لم تزد شيئا على الدنيا... فأنت زائد عليها !!
واعلم أن هذه التقنية التي بين يديك هي من نعم الله عليك، فلا تضعها في غير موضعها، ومن شكر النعمة أن تُسيّرها في الخير ..، فالعمر يمر، وأنت بأناملك إما أزاهير تبحث عنها وتنشرها، أو هموم تتعلق بها وتكدر بها على غيرك !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ ، وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ )) واه ابن ماجه (237) ، وحسنه الألباني رحمه الله في (صحيح سنن ابن ماجه) (194) .
الله أكبر ولله الحمد، يا باقي أنت الباقي
بقلم الفقير
-------------------------
يسأل أحدهم: ينصحك بعض الأشخاص وهو لايفعل ذلك هذا ليس تناقض ..
فأقول له: بصراحة النصيحة يكون وقعها في النفس أعظم عندما يكون الناصح هو أول من يبدأ بتطبيقها على نفسه، مثلا: شخص يدخن لكنه ينصح غيره بعدم التدخين؛ رغم أنه صادق في نصيحته لكن المستمع سوف يسأل، كيف ينصح بعدم التدخين وهو يدخن!! أو ذاك الذي يقول: عليك أن تدرس خلال العطلة الصيفية بعض الأمور المفيدة، لكن المتحدث لا يفعل بحجة أنه لا يملك الوقت لذلك، فيقول: أنا في العطلة أعمل وليس لدي وقت، لكن أنت تستطيع تدارك ذلك ..، فلا أشك أن نيته في نصيحته تلك سليمة، إن أغفلنا النظر عن واقعه الذي لا يشجع لأن يؤثر بغيره ..
الله أكبر ولله الحمد، يا باقي أنت الباقي
بقلم الفقير
-------------------------
شخصين رافقتهما طويلاً ..
الأول معتمد على ذاته وقدراته، يعطي حسابات معمقة لكل شيء ويقلق كثيراً، بل ويشيع ثقافة القلق فيمن حوله، رغم طيب قلبه وسلامة صدره، لكنه يعياش الهم والقلق ولا يسكن للحظات إلا وكان القلق نديمه ..
فورث رغم شبابه كل من: ضغط الدم - والتهاب الكلى - وأخيرا خفقان في دقات القلب ...
الثاني (انتقل إلى الرفيق الأعلى) رحمه الله، لكنه كان هادئ الطبع يتحدث بهدوء، لم أره قلق إلا مرة واحدة بسبب مشكلة مرت على الخير، وفي خضام تلك المشكلة والتي عايشتها معه، أقول رغم قلقه إلا أنه كان هادئ، والذي لا يعرفه رحمه الله لا يظن أن هنالك خطب ما يحدث في تلك الساعة ..، لا يهم بأمر إلا ويصلي صلاة استخارة .. ثم يتوجه لما أراد مطمئن البال ..
ربما تقول لي: لكنه مات! وأقول لك نعم مات، وحتى موته كان هادئاً ..
قالوا لأحدهم: إنك مريض بالسرطان !!
فقال"باللهجة العراقية": ليش الي ما بيه سرطان ما يموت؟!! أي الذي لا يشكو من هذا المرض لن يموت ..
هل وصلت الرسالة ؟!
الله أكبر ولله الحمد، يا باقي أنت الباقي
بقلم الفقير
----------------------
ناجح في أمور حياته، متواصل مع من حوله، يحاول أن يقدم أفضل ما عنده، له في زمانه رسالة يؤمن بأنها واجبه الذي خُلق من أجله ..
كل تلك المسميات لا تعني أن حياته خالية من الأكدار والكروب والمحن وحتى الفتن ...
لكن الناس تنظر من زاوية واحدة وتغفل باقي الزوايا ..
جلس شخصان يتحاوران فقال الأول"باللهجة العراقية": شكو عليه فلان مسعد، كلشي بحياته ماشي حسب الأصول ..!
فأجابه صاحبه بأربع كلمات اختصرت كل ما يقال: المسعد من يدخل الجنة !!
قال الأستاذ رحمه الله: تلاحك نفسك، فتح عيونك، ديار بالك، من شغلك و ورى ..
اللهم بصرنا بعيوبنا ولا تشغلنا بغيرنا، وأحسن خاتمتنا
الله أكبر ولله الحمد، يا باقي أنت الباقي
بقلم الفقير
------------------------
قال الله تعالى : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الإسراء:53)
وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يؤمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما.
والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره.
وقوله: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ) أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم.
فدواء هذا أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم فإنه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم أن يحاربوه فإنه يدعوهم ( ليكونوا من أصحاب السعير) ..
-------------------
وما بُلي العبد وامتُحن، فارتمى في كنف الرجاء والانكسار والانطراح على باب الديان، إلا وقد زال همه، وأيقن أن القادر لا يضيع عبده..
وفي المحن وفي كل حال ما وجدت أنجع من الاستغفار، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) رواه أبو داود (1518) وابن ماجه (3819)
الله أكبر ولله الحمد، يا باقي أنت الباقي
بقلم الفقير
------------------------
وتضيق دنيانا فنحسب أننا *** سنموت يأساً أو نموت نحيبا
وإذا بلطف الله يهطل فجأةً *** يُربي من اليبَس الفُتات قلوبا
------------------------
قال أحد الصالحين رحمه الله
ليس النعمة أن الله جعلك من أهل الصلاة والصوم والإيمان... وحسب
إنما النعمة أن الله ستر عيوبك عن عيون الخلق
ولو كُشفت لما نظر في وجهك بشر
فستر الله من عظيم نعمه
يظنّ النّاس بي خيراً وإنّي ..... لشرّ الخلق إن لم تعف عنّي
الله أكبر ولله الحمد، يا باقي أنت الباقي
بقلم الفقير
------------------------
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة &أم محمد&
الروابط المفضلة