.
.
صوب أي انتهاك أيمم وجه الوجع ؟
ونحو أي فقد أقود عربة الأسى ؟
صوب عفة تستباح تحت رعاية أنصاف الرجولة ؟
نحو وحشة غرباء يقايضون أرواحهم بجحودنا ؟
من سواك يا رب يمسح على رأس هذا القلب بكف سكينة ؟
يا شهيد ..
من يمحو صوتك من دفتر العمر ؟
ويبدد رائحة الجنان المعلقة في غرفة قلبك وذاكرتي ؟
من يزيل بخور تلاوتك من أنفاس الفجر إذا تبسم ؟
يا شهيد ..
على جفني أمنا يبات التعب
وعلى أجفانها - يا ضي عينها -
يتعسر مطر .. ويستطيل إليك العطش ..
يا شهيد ..
الحزن ليس رداء فأمزقه ..
ولا فقدك سحابة عابرة بللت قلوبنا بالفجيعة ومضت ..
يا شهيد ..
حمامة المسجد تفتقدك ..
وصبية الحي الذين استفاقوا رجالا حين رحلت
يرسمون وجهك عشية كل شوق على رصيف حكاياتهم وقلبي
يا شهيد ..
أوقد عتمتنا ليلة أخرى بطيفك ..
وهدهد حزن تلك الجليلة - أمنا - لينام .. لليلة فقط
حين تزورها حلما وبرا .. كقنديل سماوي مر على الدنيا رحمة على كتف ليل أبيض !
الروابط المفضلة