::
تعودت أن أشرب القهوة كل صباح
بهدوءٍ تام..، أجلس بجانب النافذة ، والتي تطل على شجرة ليمون
أرقب العصافير تتنقل بين أغصانها مغردةً تارة ، ومتعاركةً تارةً أخرى
أتأمل السماء ، أحياناً صافية ، وأحياناً ملبدةً بالغيوم
كما حياتنا التي نعيشها
اليوم استيقظت على صوت المطر يدق على نافذتي بشدة
هرعت إلى إعداد القهوة وأخذت مكاني بالقرب من النافذة
أمتع ناظريّ بمنظر ورائحة المطر تعبق في المكان
رشفت رشفةً من القهوة ، أحسست بمرارتها الشديدة اليوم على غير العادة
استغربت الأمر ... نفس المقادير كما هي ..لم يتغير شيء
نفس الماء ، ونوع القهوة ومقدار السكر
ولكن لم أشعر اليوم أنه مرُّ المذاق
مع أنى أحب القهوة المرّة
ولكن اليوم لا أكاد أطيقها
أضفت قليلاً من السكر إليها .. علني أستمتع قليلاً بشربها اليوم
جال خاطري وذهب بعيداً ... تنقَّل كالغيمة التي تركت نفسها مع الريح
أننا نعيش هذه الحياة حلوة أحياناً .... ومرَّة أحياناً أخرى
كما نشرب القهوة
فالأيام تكون يومٌ لنا ... ويومٌ علينا
في أوقات نشعر بحلاوة الأيام وسعادة الدنيا تفتح لنا ذراعيها فتحتضننا
نشرب منها وتنتشي أرواحنا فلا تعد تكفينا رشفاتها
نتذوق طعم الفرح فيها ونسعد بها
و أوقاتاً أخرى نشعر بمرارتها وقسوتها علينا
فالحياة لا تخلو من المنغصات الكبيرة منها أو الصغيرة
فيهطل الحزن علينا كهطول المطر على أوراق شجرة الليمون أمامي
بُثقل كاهلنا ، وتتألم قلوبنا ونمضي منكسرين منغلقين على أنفسنا
أحبتى في الله
نعم قد تغيب شمس فرحتنا يوما ما ..
ولكنها بالتأكيد ستشرق في الأيام التالية
لننظر إلى الحياة نظرة التفاؤل والأمل بفجرٍ جديدٍ مشرق
لا نفتح أبواب قلوبنا لليأس والقنوط والإحباط
فلا نضع النظارة السوداء أمام أعيننا ونصيح ونبكي لأننا نرى سواداً يلف أفق حياتنا
تحية لقلوبكن ...
بنكهة المطر ...... وطعم الهيل
حنينٌ ... واشتياق
شربت القهـوة هذا الصباح
تصاحبنى ذكريات لها وقعٌ في قلبي ..
لا أكاد أميز نكهته ..!
أهو ألم الفراق ، أو لمسات الحنين والاشتياق
شخصيات تعيش معنا ، في قلوبنا ....تظل صورها تتراءى أمام أعيننا
وإن فرقتنا المسافات..
نذكرها فتنتشي قلوبنا وتدمع أعيننا
يخفق القلب ويتضرع إلى الله
أيا ترى ستجمعنا الأيام مرةً أخرى..؟؟
لنشرب قهوةً طالما شربناها معاً
::
من منا لا تخلو حياته من الدموع والألم
من منا يسعد طول الوقت ويضحك كل أيامه
فالحياة لا تكاد تصفو لأحد
ولكن بالإيمان والصبر والتوجه بقلوبنا إلى الله تعالى
تهون الصعاب وتصغر المشاكل
توكلوا على الأحد والواحد الصمد
واعلموا أن لكل ليلٍ فجر آتٍ
ونهاية النفق هناك نور يضيء الدرب
لكل بداية نهاية ولكل نهاية الدموع ابتسامة وفرح
ولكي لا نجزع مما أصابنا لنعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطانا لم يكن ليصيبنا
أم محمد
أحد مواضيعي في الشبكة العنكبوتية
الروابط المفضلة