وقفة :
شوقٌ للمكان جعلني أتأمله بحب
وترتبك أحرفي وهي تصطف على صفحاته ,
فاعذروا سوءة حرفي , فالغياب جعل من حرفي .. حرفاً آخر .
قلوبنا جزءٌ منا فـهي : نبضنا , حياتنا , حبنا , سعادتنا , ذكرياتنا ..
وبرغم كل ذلك .. هي ايضا : أوجاعنا , جراحنا , آلامنا ..
في سنوات مضت على قلبي , ومواقف كثيرة عاشها هذا القلب بكل كيانه , تأملته اليوم وكأنه يقول : تألمتُ فتعلمتْ ..
سأحكي لكم بعضاً مما وجدته ..
وقبل ذلك , أريد أن أخبركم كم أننا قومٌ مُترفون , وبحجم النعم التي أعطانا الله إياها , نشعر بالفقد , بالألم , بالوجع , لمجرد مشاعرٍ تحركت في قلوبنا ..
- غفر الله لنا هذا الترف ورزقنا وإياكم شكر نعمته -
قلبي حين يُحب , يُسرف في الحُب , يُسرفُ في العطاء , يُسرفُ في الاهتمام ,
ولأن قلبي صفحة مفتوحة كان كلُّ ذلك يظهر لكل من اقترب مني , و -بفضل من الله - كان حولي الكثير من الأحبة ..
ولازال قلبي يُحب ..
لأتفاجأ بـ خيبات , وخذلان , وصدمات , وجراحات .. ممن أحبهم قلبي ..
ولا أُبرئ نفسي .. فقد نالهم مني الشيء الكثير , لكني لم أكن أرى سوى ما أراه منهم !
فيتحطم شيٌ عميق كان بالقلب ..
توجعت , تألمت , بكيت !
كررت التجربة مرة واثنتين وثلاث .....
وذات الحب وذات الاسراف وفي النهاية ... ذات الألم وذات الوجع .. ونفترق .. أو نصبح كـ الغرباء !
هنا توقفت ..
لأني تعلمت !
تعلمتُ أن الاسراف بالحب هو مايجعلنا نفقد الأحبة , هو مايجعلنا ننكسر منهم , هو مايجعلنا نشعر بخيباتنا منهم أكثر ..
ليس لأنهم سيئين , وليس لأنهم قسوا علينا ذات يوم ..
بل لأن الله يُربينا !
أي وربي يُربينا ..
- أكاد أجزم - أن كل منا قد مرّت بتجربة مماثلة وخيبة أوجعت قلبها تحاول نسيانها والمضي في الحياة !
فلا تمضي بعدها دون أن تتعلمي .. فالله ما أجرى عليكِ هذه الأقدار إلا لتتعلمي ..
وما صرف عنكِ قلوباً إلا لأنه أراد لقلبك أن يعود إليه ..
تعلمتُ أن أُحب .. باعتدال ... وأهتم .... باعتدال ... وأتواصل ... باعتدال ..
أصبحتُ أكتم في قلبي كثيرا من مشاعري , أحب بصمت وأشتاق بصمت .. فليس كل شيء يُقال ..
من أجل قلبي وقلوب أحبتي ..
فلا تتعلقي بأحد ولا تكوني فتنة لأحد فيتعلق بكِ ..
تعلمتُ كل ذلك وبدأت أطبّقه -بفضل الله -
ليبقى الحب .. و لِنبقى أصدقاء !
فكم هو موجع جدا أن نصبح غُرباء بعد أن كنا أصدقاء ..
نسأل الله أن يُرضينا بقدره ويرضى عنا ..
وفي الختام ..
هذه همسة خاصة - لكل من كان لها في قلبي شأنٌ عظيم - :
شكراً لكل ماقدّمتيه من أجلي ذات يوم , لن أنسى كل ذكرى جميله شاركتيني بها , فكم كنتِ رائعة ,
غفر الله لكِ , و رزقك رفقة صالحة تنفعك بالدارين , وثبتكِ على دينه , وحفظ قلبكِ له وحده ..
ثمّ..
سامحي قلباً أوجعك ذات يوم ..
واذكريهِ بخير ..
وتأكدي بأني أدعو لكِ بكل خير في كل موطن إجابة .. والله كريم لن يخيبني ..
11\7\1434 هـ
ومضة :
الكتابة مُتنفس نزفرُ به كل مايوجعنا ..
وقد تنفست بعمق
فـ الحمدلله كثيرا .
الروابط المفضلة