هذي جُـموع ُ الشام ِ نحو َ النور ِ أمْسَت ْ زاحِفة
كل ّ الطوائف ِ مثل ُ أطفال ِ المدارس ِ ضد ّ أجناد ِ الردى مُتكاتِفة
صَمَدت ْ بوجه ِ العاصِفة
صَمَدت ْ وما ارتجفت ْ بيوم ِ الراجِفة
هذي الحناجر ُ في سماء ِ الشام ِ أمست ْ هاتِفة
وكأنها تشدو بلحن ٍ بات َ يعشق ُ عازِفه ْ
تحيا الشام ُ عزيزة ً ولْيسقط ِ التقتيل ُ باسم ِ الطائِفة
يا أيها الجيش ُ الذي قتل َ الصبي ّ يَصيح ُ وا أمّاه ْ
سَقطت ْ نياشين ُ البطولة ِ إذ ْ سَفكت َ دِماه ْ
سَيحرّر ُ الأقصى سلاحُك ؟!!!! أنت َ للأعداء ِ ذخر ٌ .. نصف َ قرن ٍ قد ْ حَميت َ حِماه ْ
شهِدت ْ عليك َ من َ القديم ِ مَقابر ٌ بحَماه ْ
جيش ٌ عن ِ التحـرير ِ قـد ْ أعـماه ُ ما أعـماه ْ
لَعنته ُ في الشام ِ العظيمة ِ أرضه ُ وسَماه ْ
جيش ٌ قيادته ُ تسلّم ُ للعدو ّ وإن ّ هذا الشعب َ صار َ عدوّه ُ .. ولذاك َ أهلك َ شعبَه ُ بالنار ِ حين َ رَماه ْ
قِسمين َ صار َ الجيش ُ لكن ْ سوف َ يُهلك َ قائدا ً قسماه ْ
وأقولها : سَيحرّر ُ الجيش َ الأبي ّ من َ العميل ِ كُماه ْ
يا أيها الثوري ّ هذي ثورة ٌ قد ْ أسقطت ْ طغيانا
لو كان َ للأقصى السلاح ُ لما استباح َ دِمانا
لو كان َ للأرض ِ السلاح ُ لحرّر َ الجولانا
جَنّد ْ ألوف َ المُخبرين َ .. وخُـذ ْ رجال َ الدين ِ للدنيا ليُفتي َ كاذبا ً مَولانا
أحرِق ْ بلاد َ الشام ِ يا نيرون ُ كي ْ تبقى على أطلالها سُلطانا
صِف ْ ما تشاء ُ بما تشاء ُ وعَذّب ِ الفتيات ِ والفِتيانا
قل ْ ما تشاء ُ عن ِ التآمر ِ ضِد ّ نُبلك َ يا صلاح َ الدين ِ !! يا قطزا ً !! ويا بعث َ التحرّر ِ والسمو ّ ويا مُفجّر َ دَمعِنا ودِمانا
قل ْ ما تشاء ُ وأنت َ مُرتعِد ُ الفرائص ِ خلف َ صف ّ حِراسة ٍ من ْ خلف ِ صف ّ حِراسة ٍ .. لكن ْ بدَت ْ بعُـيوننا فِئرانا
يا أيها البطل ُ الشجاع ُ لك َ البلاطجة ُ الغِلاظ ُ.. ولي َ الإرادة ُ تهـزم ُ البُهتانا
لا تنس َ أن ْ تُخصِي شباب َ الشام ِ قبل َ الذبح ِ .. قبل َ الدّفن ِ في قبر ٍ جَماعي ّ يُهين ُ الأرض َ والإنسانا
عاقبتَهم ْ حقدا ً على ما يملكون َ من َ الرجولة ِ .. إنهم ْ رحلوا رجالا ً للفِدا عُنوانا
لم ْ يَستطِيبوا العيش َ مثلك َ في الدّنى خِصيانا
يا كاتب َ التاريخ ِ ماذا سَتكتب ُ حين َ تُبصِر ُ دَرعا ؟!
حِبرا ً سَتكتب ُ أم ْ سَتكتب ُ دَمعا ؟!
ستقول ُ نصر ٌ مثلما حطين ُ ؟! أم ْ ستقول ُ هولاكو تفنّن َ قمعا ؟!
يا كاتب َ التاريخ ِ قل ْ لي .. هل ْ فقدت َ السمعا ؟!
نظرت ْ إلي ّ رُؤوس ُ أقلام ٍ بَكت ْ أحبارَها
ومَضت ْ تحدّث ُ للدنى أخبارَها
وكأنها بالحبر ِ تأخذ ُ ثارَها
كتبت ْ بليل ِ الحادثات ِ نهارَها
يا من ْ حَكمت َ لنصف ِ قرن ٍ إن ّ هذا الوقت َ في عُـرف ِ الشآم ِ كقطرة ٍ خُصِمت ْ بليل ٍ من ْ مَنابعِنا
في حضرة ِ التاريخ ِ نحيا في مَواقعِنا
هي َ جُـملة ٌ ولها سِياق ٌ رغم َ واقعِنا
هي َ سَطوة ُ التاريخ ِ زادت ْ في تقدّمنا أمام َ جُيوش ِ قامعِنا
فَجّر ْ بُيوت َ الآمنين َ .. سيدفع ُ التاريخ ُ زحف َ الزاحفين َ إلى مَطامعِنا
هذي الديار ُ دِيارُنا مَهما صَببْت َ الموت َ نارا ً من ْ مَدافعِنا
سَيُضمّد ُ التاريخ ُ نزفا ً في مَواجعِنا
وسندفن ُ الأفّـاك َ عَدلا ً في مَرابعِنا
وستمسح ُ الأمجاد ُ ضعفا ً في مَدامعِنا
في حَضرة ِ التاريخ ِ جيل ٌ بات َ يَمنعُه ُ التقدّم ُ من ْ تراجعِنا
يا أيها التاريخ ُ صوتك َ كالأذان ِ على جَوامعِنا
لا شيء َ يبقى غير ُ صوت ِ الحق ّ يعلو في مَسامعِنا
قد ْ تحكم ُ النيران ُ بعض َ الوقت ِ .. لكن ْ كلمة ُ التاريخ ِ حُكم ٌ لا مَرد ّ له ُ ستُكتَب ُ في مَراجعِنا
الروابط المفضلة