:
( تَحْتَ ظِلالِ العَرْشِ )
( 6 )
( بيني وبينهَا / رسالتي الثانية لهَا )
( أبْعَدتهَا قليلاً عَنهَا , لِ تَملئَ عَينيهَا ملامحهَا هي َالأخرَى , ثمّ دَنتْ منهَا هامسةً : )
من مصنفْ حَديثُ القمرْ .
بقلمْ : نَدية الغُروبْ .
.
للبحث في شبكة لكِ النسائية:
|
:
( تَحْتَ ظِلالِ العَرْشِ )
( 6 )
( بيني وبينهَا / رسالتي الثانية لهَا )
( أبْعَدتهَا قليلاً عَنهَا , لِ تَملئَ عَينيهَا ملامحهَا هي َالأخرَى , ثمّ دَنتْ منهَا هامسةً : )
من مصنفْ حَديثُ القمرْ .
بقلمْ : نَدية الغُروبْ .
.
آخر مرة عدل بواسطة *NADJIA* : 12-08-2011 في 02:30 AM
:
- { عَارِضَة } -
قالتِ الشّمسُ : أينَ المَفرّ ..؟! , ضَحِكَ القمرْ , ثمّ استدارَ ونَظرْ .
:
الأزهارْ , وَهيَ ~ كلتاهُمَا رقيقَتانِ في الصّباحْ , دَافئتَا اللّيل .
وقَدِ امتلأت الغُرفَة بِ " عِطرهَا " مُؤخراً ؛ فَ هَديةُ " جُوريهَا " نَضِرَة كمَا هيَ
تعبقُ أجواءَ المكَانِ ... وَقلبهَا !
الغُرفَة بَدتْ جَميلَة ودَافِئَة رُغمَ صِغرهَا :
لونُهَا الوَرديّ والمُطبّع بِ زَهرٍ أبيضَ نَقيّ جَعلهَا أُنثويّة بِ شكلٍ لافتٍ للنّظرْ ,
السّريرُ السّماويّ الهَادئ مُرتَبْ بِ طريقَة مُدهِشَة , وزَاويةُ المَكتبْ تُوحي بِ فتاةٍ ذَكيّة لديهَا حَساسيّة اتجاهَ الفَوضَى ...
كَ أوراقهَا البيضَاءْ , وَسُطورهَا المُرهَفة ترتصُّ بَإتقانٍ مُذهِلْ ... فَ لهَا روحٌ تُشبِهُ الحَديقَة المُطلّة عَليهَا
وَقلبُهَا المُرتبْ بِ أنَاقَة يَقرأُ رسَالتهَا الأخيرَة بِ صَمْتٍ تلقّاهَا نَبْضُهَا بِ شَوقٍ عَلى غيرِ العَادَة !
" أحتاجُ أنْ أملئَ عَينيّ بكْ , أحْكي بِ قُربكْ , وَأُهديكِ رَبيعَ حُبّي ... تَحتَ ظِلالِ العَرْش
الأحدْ , السّاعة 5:00 عصْرَاً ... سَ تتلَاقَى قُلوبنَا بإذْنِ البَاري / إنْ يُناسِبُكْ !
أشْتَاقُكِ حَبيبَتي ( عَنُودْ ) . "
" اووهْ صَغيرَتي ... يَا لِ نسرينِ الوَرْدِ كمْ يُشبِهُك , فَاتنْ كَ مِثلهَا حينَ أحبّتْ بِ صدقٍ وَلا زَالتْ ,
كَيفَ لَهُ ألّا يُناسِبَني وقَدْ مَضَى على سفركِ والغِيَاب ثلاثَةُ أعوامْ !!
كمْ سَتكونينَ قدْ كَبُرتِ قلباً / رُوحاً / عُمراً ... وَحُبّاً في أورِدَتي () "
قالَتهَا بِ حنانٍ أعمقَ مِنْ أنْ يُكتَب ,
بينَمَا كانتْ تُلقي نَظرةً سَريعَة حَولهَا
- تُمسِكْ رسَالتهَا في رَاحتيهَا , وتَضمُّهَا قريباً من قلبِهَا -
قبلَ أنْ تُغادِرَ الغُرفَة لِ تُعِدّ شيئاً لَذيذاً لَهُمَا ... مُنعِشَاً يَجمعُ أرواحَهُمَا .
" السّاعةُ الآنْ الرّابعَة وَخمسونَ دَقيقَة ... بقيَ عشرُ دَقائقَ ؛ لِ تُزهِرَ روحي بِ قُربِهَا , تَحويهَا أورِدَتي المُشتاقَةُ لهَا "
أدفَئهَا هذا التّفكيرُ حينَ ألقَت بِ جسدهَا مُمَدداً على الأريكَة تَنتَظرُ قُدومهَا , وَتنظرُ فيمَا حَولهَا
لِ تتأكدَ إنْ كَانَ كُلّ شَيْءٍ مُهيئ لاسْتقبَالهَا .
الأريكَة الثّنائيّة , الأزهَارْ , مائدةُ الضّيَافَة ,
السّتائرُ الشّفافَة وَالمُنسَدِلة بِ رفقٍ وانْسيابْ , لَوحةُ أفنَانْ بِ منظرهَا الطّبيعيّ الخَلّابْ - كَانَتْ هَديتهَا يومَ تَخرّجهَا
ولا عجبَ أنّها ما زالتْ تَحتَفِظُ بهَا ؛ فَ أفنَان رَفيقَةُ العُمرِ , وَزهرةُ الرّوحْ ... -
وَلونُ الغُرفةِ البُنيّ يُضفي جواً دَافئاً لِ أُمسيَةٍ لَا تُنْسَى .
" أظُنّني مُستَـ ... " ... وَقبلَ أنْ تُكمِلَ جَرسُ البابِ يَرنّ !
دَقّ معهُ قلبُ جُمانَة حينَ أسْرَعتْ إلى البَابِ وقلبهَا يَرفّ مِنْ فَرطِ الاشْتياقِ .
" اووهْ ... ! كيفَ سألقَاكِ ؟! , مَاذَا عسايَ أنْ أقولْ / أفعَل حينَ أراكِ ..!؟
ومَشاعري المُكتَظّة تتزاحمُ كَ قبيلَةٍ كُلٌّ سَيأوي إليكِ ... اووهْ صَغيرتي , أتسَاءلُ فيمَا إذا كانَتْ مُشتاقَةٌ بِ قدري ,
تُبادِلُني الـ عُ ـمقَ ذاتَهْ ... ) كَانتْ تَهمسُ وَيديهَا المُرتَجفتينِ تُمسكانِ بِ مَقبض ِالباب .
وتَذكرتْ لِ وَهلَةٍ لحظَ الوداع ... كَيفَ كانَ قَاسياً بِ إسرافٍ لا يَرحم .
:
جُمانَة : مَنْ بالباب ..؟!
أفنانُ يَا قلبَ الـ جُوريّ .
جَاءَ الردّ أقلّ منَ المَأمول ... فَتحتِ البابَ وخيبةُ الأملِ ترتسمُ على مُحيَاهَا بِ عُمقٍ . حَاولَت أنْ تُخفيهَا
فَ بَدَتْ كَ طفلَةٍ يَتيمَة غيرِ مُرتبّة أضَاعَتْ أمّها وسطَ الزُّحام ... لكنّهَا كانتْ بَلا شكّ سعيدَة فَ أفنانُ القَلبِ هُنَا
أفنَانْ : ..! عُذراً لعدمِ الاتصالِ بكِ , أكانَ مَجيئي مُفاجِئ / غير لائِق ؟!
جُمانَة : لَا يَا زهرتي ... عَلى العَكْسِ تماماً , أهلاً بكِ في كلّ وقتٍ , وأيّ وقتْ .
أفنَانْ : عَلى أيّ حالْ أحضرتُ حَلوى أعددتُهَا لأجلِ قلبكِ عَزيزتي ...
جُمَانَة : اممم ... أنتِ لَطيفَة شُكراً يَا رُوحهَا ... يُمكنكِ الدّخولُ ؛ الغُرفَة تشتاقُكِ كمَا أنَا .
أفْنَان : إيهْ , وقلبي كذلكْ ... لكنْ ! في وقتٍ لاحق , فَ على مَا يبدُو مَجيئي مُفاجئ .
جُمانَة ( وهيَ تُلوحْ بِ يدهَا مَازِحَة ) : اوووفْ ... إلى مَتى تنوينَ مُعاقبتي يَا فَننْ ! هلّا دخلتِ وحسب .
تقدّمتْ أفْنَان بِ خُطواتهَا الهادئة لكنّها مَا لبثت أنْ تراجَعت . وَعينيّ جُمانَة تَسألهَا بِ عَجبٍ مَا الخَطب ..؟!
أفْنَانْ : ... أكادُ أُقسِمُ أنّ مَجيئي غير لائق ... كأنّكِ تَنتَظرينَ أحداً !.
جُمَانَة ( بعدَ أنْ تَنهْدتْ بِ خَيبَة ) : ... قَدْ كنتُ أنْتَظِر ! ... ليسَ مُهمّاً .
أفنَانْ : اوهْ أنَا بلهَاء .. كمْ وَبختني أمي مراراً لِ عَدمِ إجراءِ مُكالمةٍ قبل زيَارَةِ أحدهم , رُبّما عليّ الرّحيل .. أراكِ لاحِقَاً .
جُمَانَة ( إذْ تبتسمُ بِ حُبٍّ وتُربتُ عَلى كتفهَا ) :
كُفّي عنِ الحَماقَات .. أحبّكمَا , ثُمّ إنّها فُرصَة رائعة بِ حقّ أنْ تَكُونَا مَعاً . وَقُولي ألَمْ تَشتاقي لِ مُدارسةِ الحَديثِ مَعي / قراءةِ الكُتبْ / التّخطيطِ لِ زيارةِ المَيتَمْ .؟ ( تَذكرتْ أيَامهَا المَاضيَة مَعْ عَنود ... وَحَبست دَمعهَا )
أفنَانْ : بلَى أنْتَظرُ الخَميسَ بِ فارغِ الصّبر ... لكنْ ! بِربّكِ لا أُريدُ أنْ أكونَ طُفيليّة ,
والآنْ عليّ الذهاب . سآتيكِ لاحقاً لِ مَشاريعنَا المُتراكمة .
جُمَانَة : وكأنّني قلتُ لا مُغادرَة !... لَا تَجعليني أُعاقبكِ يا صَغيرَة .
وَضحكتَا الاثنتَان ... كَانتِ السّاعةُ تُشيرُ إلى السّادِسَة والنّصْف
حينَ اعتذرتْ أفنَانْ للمُغادرَة فقد قضتَا معاً وقتاً رائعاً , وَلطيفاً يُشبهُ الرّبيعَ بعدَ آخرِ شَتوة
خُصوصاً وأنّ جُماَنة فقدتِ الأملَ بِ مَجيءِ عَنودْ فَ حتماً هُنَاكَ شيئاً مَا مَنعهَا منَ القُدومِ وإلّا لمَا تأخرتْ عَنِ المَوعد .
وَدعتَا بعضهمَا البَعض , وأغلقت جُمانَة البابَ وراءهَا ...
:
:
جَلستْ بِ صمتٍ تُحدّقُ بِ كُلّ شَيْء حَولهَا ... طَالَ جُلوسهَا , السّاعةُ الآن السّابعَة والثّلث ...
تَنبّهت لِ وِعَاءِ أفنانَ الذي نَسيَتهْ ... حملتهُ بِ رفقٍ وتوجهتْ بهِ إلى غرفتهَا تُفكّر ب عَنُود وقلبهَا القلقِ المُشتاقِ لهَا ... كَانتْ مُرهقَةً كفاية
لِ تتَمدّدَ على السّريرْ بِ بجامتهَا الصّفراءَ الباهتَة والتي نَسيتْ حتى أنْ تُبدّلهَا حينَ كانَت أفنان عندهَا ...
تَأملتْ سقفَ الغُرفةِ السّاكن ... تَنهدتْ بِ عُمقٍ ثمّ أخذتْ مُغلّفاً عَلى طاولتهَا ,
وَتنَاوَلتْ البرقية التي بَعثتهَا عَنود لهَا ... تَرْسمُ فرحةَ أولِ قراءتهَا ,
وَكيفَ كانَ كلّ شَيْءٍ حَولهَا يَنبِضُ مِنَ الوَريدِ إلَى الحَصيرْ !
حتى أوراقهَا البيضَاءُ أبَتْ أنْ تُلطّخَ بالسّوادِ
لِ تبقَى طاهرة إذَا ما فكّرت بِ رُؤيتِهَا
أو علّ حَرفاً منهَا يَشتهي أنْ يَسكُنهَا !
قبلَ أنْ تُغادرهَا وحتماً كَانتْ سَ تفعَل
فتحتهَا بِ لُطفٍ ... وأخذتْ تَقرَؤهَا حرفاً , حرفاً ... كَلمَةً , كَلمَة ,
وَعينَيهَا تمتلئان بِ الدّموعِ , تَخُطّانِ طريقهمَا بِ ألمٍ على وَجنتينٍ باردتينْ , طَالمَا ألهبهَا شوقهمَا إليهَا ...
تُغرِقَانِ قلبهَا العَاطفيّ بِ الكَثيرِ منَ الأسئلَة ..!!!
" أحتاجُ أنْ أملئَ عَينيّ بكْ , أحْكي بِ قُربكْ , وَأُهديكِ رَبيعَ حُبّي ... تَحتَ ظِلالِ العَرْش
الأحدْ , السّاعة 5:00 عصْرَاً ... سَ تتلَاقَى قُلوبنَا بإذْنِ البَاري / إنْ يُناسِبُكْ !
أشْتَاقُكِ حَبيبَتي ( عَنُودْ ) . "
وأعادت قراءةَ السّطرَ الثّاني بِ تَمَهّلٍ أكْثر ..!
بِ تَمهّلٍ جَعلهَا ترَى بِ غباشٍ أكثرْ ... وَلا تُدرِكُ السّببْ ؛ فَ رُبّمَا قرأتهَا بِ شكلٍ خَاطئ
أو أنّ الـ عَنُودْ قَصدتَ حرفاً آخرَ وراءَ السّطر ... أوْ أيّ شيْءٍ يُقدمُ مُبرراً لهَا , يُطمئنُ قلبهَا
فَ ثلاثةُ أعوامٍ كَافيَة لِئَن تأتي قبلَ المَوعدِ بِ ساعَةٍ أو رُبّمَا أكْثَر إلّا إذَا ... ! ... إذَا ... !!! بَكتْ كَثيراً وَقالتْ بِ تَعبْ :
" مُستَحيلْ ! مُستَحيلٌ أنْ تَنساني !! وإلّا لمَا بعثَت البَرقيّة ... هيَ تُحبّني وأنَا أحبّها
أعوذُ بربّي منكَ أيُّهَا الشّيطان
اترُكني وحسبْ ... ابتعِدْ عَنّي ولَا تُلوثني بِ أفكارِكَ السّوداءَ السّخيفَة ...!!
فَهيَ لا ... لنْ تَفعلهَا بي فقدْ تَمزّقتُ مِنْ قَبلْ ... كَانَ مُؤلماً وَقاسياً , انهارَ كَياني أمامَ عَينيّ وَلم أستَطِع فعلَ شَيْء !
عَجزتُ عَن إنقاذِ رُوحي ! رأيتهَا تغرقُ أمامي وأتلاشَى أنَا كَ دُخانٍ بَهُتَ وَاختَفَى ! كَانتْ صَفعةُ الفِراقِ قويّة وبَارِدَة ,
بَارِدَة جداً تَفقدُ إحساسكَ مَعهَا .. أرجوكِ لا أُريدُ إعادة المَشهدِ ثَانيةً .. لَا أُريدُ تِكرَاره / لا أُريدُ أنْ أفقدَ صديقةً أُخرَى ,
أو أنْ أموتَ مِنْ جَديدٍ بعدَ تَعذيبٍ مُضني ثُمّ أُلملمني وَحدي وَأُجبر على أنْ أبتسمَ في كُلّ مَرّة ... أُقْسِمُ أنّه مُؤلمْ !
أرجوكِ أحتاجُكِ قُربي تُربّتينَ عَلى روحي , تَأخُذينهَا الجَنّة ... حَلقاتُ التّحفيظِ التي جَمعتنَا , المَركزُ القُرآني , حَفلُ أنْسَام بِ خَتمِ القُرآنْ ,
دُعَاءُ مَهَا حينَ سَافرتِ , لُبنَى والثّلاثي المَرح وَهُم يُنادوكِ ب أعلى صوتهم في الشّارع
( أُستَاذَة عَنودْ نُحبُّكِ ) ... نُحِبُّكِ ... نُحبُّكِ ...
- رَددت الكَلمةَ الأخيرة بِ مَرارةٍ وَبُطْءٍ جَعلهَا تَبكي مَزيداً ؛ فَ لا ترَى شيْئاً أمامهَا -
... وأنَا , أنَا أيضاً أُحبُّكِ ... أُحبُّكِ عَنودْ ... رَجَوتكِ عُودي لِ أيامي "
,
كَانَ القلقُ بَادياً على وَجهها وقد أصابهَا الإعيَاءُ مِنْ ذلكْ ... حَاولتْ أنْ تَنسَى / لَا تُفكّر / تَكفّ عن البُكَاءْ !
كَادَتْ أنْ تَغفُو ورَسمُ الدّمعِ على خَديهَا , لولَا أنْ سَمِعَتْ صوتُ طَرْقِ بابِهَا , وَنغمةُ رسالةٍ وَصلتهَا ..!
" إيهْ ... السّاعة التّاسِعَة وَخمْسُ دَقائق , أيّ مُزعِجٍ هَذا يَطرقُ بَابي !
آآآآه ... لابدّ وأنّهَا أفنان جَاءَت لِ تَأخذَ وعاءهَا ... اوه يَا جُمانْ بَدأتِ تَهذينْ "
قالتهَا تزامناً مَعْ قراءتها للرّسالَة وضَحِكَت بِ حُزنٍ على حالهَا المُرثَى لهَا .
جُمانَة ( مِنْ غُرفَتِهَا وهيَ تَمسحُ دَمعهَا ) : أهَذَا أنتِ يَا فَننْ ..؟! يُمكنكِ الدّخولُ حَبيبتي ..؟! أشْعُرني بِ لا طاقَة ... "
وَضِحَكت كَ طفلَةٍ شقيّة نَجحتْ في إعطَاءِ مُبررٍ لئلا تَذهبَ إلى المَدرسَة .
سَمِعَتْ صوتَ إغلاقِ الباب .
جُمَانَة : ثوانٍ يَا فَننْ , أو ... يمكنكِ المَجيء إليّ فَأنَا في غرفتي هُنَا يَا حبيبَة .
انتَظرتْ دقائقاً ... وَلمْ يَأتِ أحدْ !
جُمَانَة : أفنَانْ ..!!؟ ... أهَذَا أنْتِ ؟! ... أنَا ...
شَعرَتْ بِ الخَوفِ / القَلقْ
كَانَ الصّمتُ ! المُجيبَ الوَحيدَ لهَا ...!
أعادَت المُغلّفَ إلى مكانِه ثمّ ذهبَتْ مُسرعَةً إلى غُرفةِ الجُلوسِ فقدْ أصابَ قلبهَا الذُّعُر ,
المَمرّ هَادئ عَلى غَيرِ العَادة ... كمَا أنّ لا صُوتَ يُوحي بِ وجودِ أحدٍ في غرفةِ الجُلوسْ
لمْ تُضطرّ للمَشي كَثيراً حَتى كانتْ عَلى مَدخلِ الغُرفَة وَآ ... !
!
!
مُ .. سْ .. تَ .. حِ .. ي .. لْ !!
عينَاهَا الواسعتان / الغَامضتانِ بِ بحرِ أسرارهَا ,
مَلامحُهَا الطّفولية الـ طّاهرة , وابتسَامَتهَا العَذبَة النّابعَة منْ قلبْ !
( صَمْتٌ , وَنفَسٌ عَميق , وَكلاهُمَا فعلْ )
جُمَانَة : أ ... أ ... أنْتِ ...
جَاءَ الرّدُ : نَعَمْ يَا أنَا ...
صَوتهَا العَذبُ تَسلّل لأُذنيهَا كَ تغريدِ عُصفورِ الفَجْر حِينَ تُنصتُ إليهِ بِ إمْعَان
كَانَ شَكلُهَا كَ المَلاكِ وهيَ تَقفُ بِ قُربِ أزهارِ الجُوريّ وتَنظرُها بِ عَيونٍ تَحوي وَطن , عَميقتينِ كَ البحر
أخَذتْ جُمانَة تُقلّب عَينيهَا بينَها والجُوريّ بِ قُربهَا ثمّ ابْتَسمتْ وهيَ تَمتَلئُ دَمعاً , لمْ تملِكْ مَشاعرهَا
فَ رَكَضتْ نَحوهَا وَألقَتْ بِ رأسهَا على صدرهَا, تُخَبِئُه , وَتقولْ : لا فرقَ بينَكمَا ... عَنودْ أُقسِمُ أنّي ( ا شْ تَ قْ تُ كِ ) ,
لمَاذَا ..؟! لمَاذَا تأخرتِ , وَجعلتني أقلقُ عَليكِ ... كِدتُ أنْ أهوي إذْ حَاولَ الشّيطانُ أنْ يَأويني !
أكُنتِ تَختبرينَ مدَى صبري يا مُشاكِسَة ... أمّ ماذا ..؟!
ظَنَنتُكِ رَحلتِ ... رَحلتِ إلى حيثُ لا أراكِ صَغيرتي
لِ أحتسي مَرارةَ الانْتِظَارِ والفَقدِ وَحدي
!
ابتَسمَتْ عنودٌ بِ حُبّ بينمَا أبعدتهَا قليلاً عَنهَا ؛ لِ تَملئَ عينيهَا ملامحهَا هيَ الأخرَى , ثمّ دَنَتْ منهَا هامسةً :
" حُبّنَا في الله لَا يُمزَّقُ أوْ يَذبُل ... ثقي تَماماً ... لا تَقلقي جُوريّتي إنّهُ سماويّ تأويهِ عَينٌ خَالِدَة
لا كَ حُبِّ الأرْض يَتشتتّ عندَ أولِ مُفترقِ طُرق ... وَ كَهديةِ اعتذَارٍ أُحبّكِ يَا أنَا "
جُمانَة : اووهْ صَغيرتي ... لَكنْ ! ... لَحظَة ! أخلفَ ابتسامَتكِ لُغْز ؟!
كانتِ العَنودُ تَنظرُ إليهَا بِ دفءٍ كَبيرْ تَضعُ يَدهَا على فَمهَا تَكتمُ ابتسامةً عَميقةً " شَقيّة " تَكادُ أنْ تَخْرُج .
جُمَانَة ( بعدَ أنْ نَظرَتْ إلى نَفسِهَا ) : اوووهْ ... لااااااا ... لقدْ رَتبتُ كُلّ شَيْءٍ وَنَسيتُني !
يَا لَكِ مِنْ مَجنونَة فقَد سَرقتِ منّي كياني حينَ أحْبَبتُكِ ... اجلسي صَغيرتي ريثمَا أُعيدُ تَرتيبَ مَظهري
أخذَتْ بيدهَا ضمّتهَا وقَلبهَا وطَبعَتْ عَلى جبينهَا قُبلَة دَافِئَة ثمّ ابْتَسَمتْ بِ خَجلٍ مُغادرةً الغُرفَة على عَجلْ .
عَنُودْ : يَااهْ جُماني ... غُرفَتُكِ جَميلة وَمُرَتبَة كَ قَلبكِ دَائماً مَا كانَ .
( وَرَفعَتْ صَوتهَا قَليلاً , فَ جُمانَة لا زَالتْ في غُرفَتهَا )
وَجلسَتْ هيَ بِ دورهَا ريثمَا تَأتي وَتحتَويهَا .
:
جُمَانَة بِ فُستانهَا الأبيضَ النّاعمَ والمُطبّع بِ وردٍ جُوريٍّ أحمرَ
يَحتَضنُ ورقة أو ورقتين على الأقلّ خَضراوينِ كَ لونِ عَينيهَا , وَقدْ دَخلتْ الغُرفَة :
عَيناكِ صَغيرتي ... تُرَتبني وَالغُرفَة ,
أليسَ حُبُّنَا في الله ..؟
أومَأتِ الـ عَنودُ بِ رأسِهَا وابْتَسَمتْ بِ حجمِ هَذه المَشاعرِ المُختَزلة وَالمُتبادَلة بينَهُمَا
نَهَضت إليهَا وَضمّتهَا بِ رفقٍ , وحُنانِ الأمّ المُشتاقَة ... وَهَمستْ لِ قلبهَا بِ دفْء :
" هُوَ كَذَلكْ ... للهِ وَبالله ... وَفي الله ... حبّاً يَدومُ بِرعايَةِ القيومْ "
:
وَلكمُ أنتمُ أيضاً :
" لِ يَكُنْ حُبّنَا كَذلكْ "
:
انْتهَى بِ فضلِ الله
.
حين نرتقي بمعنى الأخوة
نشعر بجمالها .. نتذوّق لحظاتها
تلكم العينان في تلكم اللحظات تحمل صورة
و المسامع معها تحكي نبرة حكاية
و الشفتان تُتمتم بكم دعوات
همسات تبحث عن لحنٍ يُغنيها لتصل قلب الحبيب بعُمق
ندىً يحملُ الصفا و روحاً تحملُ الوفا و قلباً محبّاً هفا لكِ ثم هفا و هفا
و ها هو يلتقي به على بتلة وردة
تحمل ذات العطر و تنشر ذات الأريج
هي بالقرب من ذاك السرير
تقرنُ اللحظات باللحظات و الهمسات بالهمسات
ليجمُل الحديث و يحسُن السمر في ليلة أطفأت أنوراها و ظلّ أحبابي فيها هم الضوء و هم القمر
أحبكِ يا ندى أحبكِ
بحجم الإهداء و بحجم الوفا و الإغداق و إن كنت لا استحق
فما لي عليكِ من حق سوى حق الأخوة
أخجلتني بكرمك****
أخجلتني و ربي ***
جزاكِ ربي عن رائعتك خير الجزاء و وفّى بها أجركِ جنة على سررها متقابلين **
و أبكي شوقاً .............*
.
للأمان معاني أحلاها الرفقة الصالحة
و للمعاني أماني أبقاها مع الرفقة الصالحة
-حقوق جميع مواضيعي محفوظة لكل مُسلم-
رحم الله ناقل مقالي و مُهديني الثواب
يا من تذكُرني بالدّعا .. اجمعني فيه بـ "شقيقتي" .. و لكَ مني الوفا ()()
تبارك الرحمن غاليتي نديه..
كلماتك ابداع,,
لاعدمنا مداد قلمك ياحبيبه
لاإله إلاالله
محمد رسول الله..
)
يااه قلوب اجتمعت في الله وفرقها القدر ولكن لـِ أجل الله عادت ودفئت القلبين♡
وابتسم القدر من جديد ..
حينما قرأتها دمعت عيني فمازلت أذكر حديثي لرفيقة الروح وبلسم الجروح
لـِ مَنْ رافقتني سنين و افترقنا سنين أخرى
أين أنتِ مني يا أنا ..!
فَ لتعودي لي ولـ نعيد الفرح والحبور لذاك القلب
فما أنتِ سوى وطن .!
أحبكِ
أحبكِ
أحبكِ
ماشاء الله عليك كلمات رائعه الله يوفقك
إطلالة سريعة
لندية الحرف ،، ولي عودة بإذن الله
المعاني السّامية
وقلبي بُحبّنا هَفَا
ومَا عَسَايَ أن أكتب وأُهدي
وأنْتِ .......................... أعذبُ اختٍ في الله اجتمعنا ()**
حرفي يُزهِرُ حينَ تقتربين , وروحي تبتسم حينَ تُورثينها المَطر
فلا فرقَ بينكِ وبينَ كلّ شيْءٍ جميلٍ في حَياتي
كلاكما يصنعُ حدائقاً في قلبي
وكَثيرُ فرحْ ()*
مُروركِ جنّةٌ على قلبي ()***
لا حرمني الله جنّةً ترافقني بكِ ()*
()()()*
-
اقصِد باب السَّماء؛ وانظُر قَلبك كيفَ يعُود!
:
(والآخِرةُ خَيرٌ وأبقَى)
,
حُروفُ قَصيدَة ,
وأهلاً بكِ تحتفي حرفاً , فرحاً
وردة لروحكِ ~
.
سمية اسلامْ ,
أهلاً تليقُ بكِ ...
ومن روائعِ المَحبّة في الله
أنّهُ مهما ابتعدتِ الأجساد تظلّ القُلوب محفوظةً برحمة الله
وإن لم يَكُن هناكَ لقَاء ... فإنّ الله كريمٌ حينَ يكتبها لجنّةٍ في السّماء
شكراً لبهاءِ المُرورْ
.
-
اقصِد باب السَّماء؛ وانظُر قَلبك كيفَ يعُود!
:
(والآخِرةُ خَيرٌ وأبقَى)
الروابط المفضلة