مرّوا من هنا فكان لوقع خطواتهم صدى
فتحتْ عينيها ذلك اليوم و هي ترددْ مرّوا من هنا
()
لبستْ عباءتها و استقلتْ مع زوجها السيارةَ عابرةً الدروب
ذهبتْ حيثُ ولدَ الجمال .. ولدت الحياة .. و هي ترددْ مرّوا من هنا
ترجلتْ من تلكَ الآلةِ الجامدةِ ذاتِ الدواليبِ الأربع
و هي تقول : لا يُسمحُ هنا لآثارك البالية أن تدوسَ فوق حوافرِ الخيول
لا يُسمحُ لك أن تديري عجلاتكِ الصماء فوق خطواتهم العظيمة
فهم مرّوا من هنا
()
نعم مرّوا و لكن ليس ككل من مرّ
كانوا مثلنا يأكلونْ و يشربونْ...يضحكونْ و يبكونْ
و نحنُ مثلهم مررنا من هناك و لكن شتانَ بين خطواتنا و خطواتهم
:::::
لقد مرّوا من مئاتِ السنينِ و ربما آلافها و لكنّ وقعَ خُطاهم ما زالَ يزلزلُ المكانَ
و صدى صهيلِ جيادهم ما زالَ يجلجلُ هنا و هناك
()
أما نحنُ فكلما خطونا خطوةً أتتْ الريحُ على أثرها فمحتهُ قبلَ أنْ نضعَ القدمَ الأخرى
::
قالتْ في نفسها و قد اغرورقتْ عيناها بالدموعِ لماذا ؟؟؟؟
؟؟
و جاءها الجوابُ سريعاً ففي قلبها ما زالَ بصيصٌ من ضياءِ أولئك الكبار
نعمْ فقدْ كانتْ خطواتهمْ واثقةً بنصرِ الله و قلوبهمْ عامرةً بحبّ الله
فأيدهمْ اللهُ بنصرهِ و ذللّ الأرضَ تحتَ أقدامهمْ..
لتكونَ موطئاً و مداساً لهمْ
فكانَ لآثارهمْ وجود و لأنفاسهم عبقٌ و لأعمالهمْ تاريخٌ ..يُقرأُ و يُدرسُ إلى يومنا هذا
- بقلمي -
الروابط المفضلة