.. تطير خيالاتي فوق السحاب , جاذبة معها آخر أنفاس الرضا بداخلي , رباااه
متى أفيق من سكرة الرومانسية الحالمة ؟ , إلى متى تتقاذفني أمواج
السذاجة البلهاء ؟!
أحقاً ساذجة أنا ؟! و منذ متى ؟!
منذ أن أعلنت الحرب ، و عزمت على وأد كل مشاعري المرهفه , عندما
أدعيت الواقعية , الصلابة , العقل ..
عندما .... طُعنت في أملي , في برائتي , في حبي " خالد" ...!
.. .. ..
ابو طلال عمدة الحارة , رجلٌ شهم , كريم , غني , معطاء , يقصده ذوي
الحاجات من كل فج عميق , يفرج المكروب , و يعين الملهوف , و يفك الأسير
له ثلاث زوجات , وأبناءٌ كُثر , عشرة من الذكور , و ثلاث من الإناث ..
" خالد " الإبن الاوسط لأبو طلال , شابٌ خلوق , هادئ الطباع , متواضعٌ جداً
- خلافاً لإخوته - له إهتمامات متنوعة , ثقافيه , رياضية , وسياسية في
الغالب .. أصدقاءه كثر , بسطاءَ جداً , يزورهم , يخالطهم , و يتفقدهم , رغم
الفارق الشاسع بينه وبينهم .. " ألم أقل لكم إنه متواضعٌ جداً "
الأهم من هذا كلِه أن " خالد " كان فارساً لأحلامي التى لا تحوي سواه ..!
أحبه حباً خالط شغاف القلب , و أمتزج بأوردة الدم , وأنسابَ بين حنايا الروح
وجعل مني تمثالاً للعشق , أنام وأصحو و عشقه ينمو كجنين داخل سويداء
الفؤاد .. !
- قابلت " خالد " مرات عديدة , في منزلهم الكبير والذي يضم زوجات أبو
طلال جميعهن , كنت أذهب هناك مع أمي , التى تبيع العود على أم طلال
كثيراً ما كنت أراه يجلس مع أمه يضاحكها ويمازحها , و ما أن يرانا حتى يقوم
هاماً بالخروج , و يقبل رأس أمي ويدعوها بــ خاله ..! لله دره ما أكرمه وأنبله .
احياناً يجلس يقلب بضاعة أمي ويشتري شيئاً أعلمُ يقيناً انه لا يريده , وإنما
رغبة بالمساعدة لنا ..
- كلما ذهبنا إلى منزلهم العامر , تجلس أمي مع أم طلال , تعرض عليها أنواع
العود التى تعدها , وأناا أقلب بصري بين جنبات منزلهم علني أظفر بشيء
يخص " خالد" , و كثيراً ما أحظى بمرادي ، هنا كتبه , حاسوبه ، شماغه ,
هاتفه الذي دائماً ما ينسى أخذه ..!
أتحسس أشيئاه , بخفقات قلبي قبل يدي , لولا الحياء لقبلت كل ما يخصه
وأحتضنته , تناولت أحد كتبه ، سألت أم طلال عامده : خالة هل يمكني أخذ
هذا الكتاب ؟ تجيب : بكل تأكيد , فهو لخالد , ولا أظنه يحتاجه , فخالد يجلب
الكتاب ولا يتركه حتى يلتهم كل حروفه ." تتعالى ضحكات أمي وأم طلال ,
وانا أغرق بمشاعري ، كم حلمت أن يكون زوجي مثقف يحب القراءة بنهم مثلي "..
- أخذ الكتاب , الذي أقرأه ثلاث مرات أو أكثر , لسبب واحد فقط : لأنه لخالد!
أحتاج مساعدة في بحثي ، أصر على امي لنذهب لأم طلال ، لأطلب منها
أن تقول لخالد يساعدني " كنت أحاول لفت إنتباه خالد بأي طريقة كانت "
يمدني خالد بمراجع كثيرة , أخذها ، نعود للبيت ....
علاقة سطحية جداً , وبوسيط , لا تروي ظمى عشقي أبداً ..! أرجوك ياخالد
اشعر بي , أنا لا أحتاج كتب , أفهم ... أحتاج , أحتاجك أنت ..!
- أسرح بخيالي بعيداً , ربااه ما الذي يمنع أن تجمعني به , إنك قادر على كل
شيء ، يغلبني يأسي فاناااام , وأرى في المنام خالد , أسرع لمن يعبر لي
رؤياي ، لمن يقول لي : إنه خالد ..!
" مع شدة عشقي كنت موقنة أن الأرض لا يمكن أن تلتقي مع السماء , وأن
الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر , لكن قلبي عصي .. "
.. .. ..
بعد غد ، زواج مريم ، أخت خالد , دعونا للحفل , كنت سعيييدة جداً , تكلفت
كثيراً , و أرهقتُ أمي لتوفر لي ثمن تكلفي , مسكينة أمي دفعت لي حصاد
شهرين من الجري والكد .. شكراً أمي ..
- في الحفل رايتها , كانت جذااابة جداً , أنيقة جداً ، أخوات خالد يحطنا بها
وأم خالد ترحب بها , دفعني الفضول لمعرفتها ؟!
عرفتها " مها" إبنة خالة خالد , تقيم في دولة أخرى , كل هذا لايهم ..
ما أوجعني بحق , أنها " خطيبة خالد " كيف ومتى ؟! لا أدري ..!
حبيبة خالد كما كنا يمازحنها أخوات خالد ..
ثاار الكبرياء , هرعت مسرعة لأمي ، أرجوها أن تجعلنا نغادر الحفل و حالاً ..
خرجنا وأمي تلعنني و تشتمني , أمي وجدت علية القوم هناك , و أخذت
تقيم العلاقات وتوهمهم أنها أجود صانعة للعود ..!
كنت أنزف وبقوة , وأمي تصرخ بوجهي وتقول إني قطعت رزقها " أي رزق
يا امي وهل لأمثالنا رزق ؟! " تصرخ : أستغفري ربك , أستغفر الله ، وأصمت
فلا يحق لنا إلا الصمت ..!
تحسرت كثيراً على ثمن الفستان ، الحذاء ، ليتني أبقيت ثمنه لأمي فهي
أحق به ، ليتني وفرته لفاتورة الكهرباء التى ترهق أمي كثيراً ..
" ليت ، ليت ، ليت ، لا شيء يرديني مثل ليت "
( للحكاية تتمه ..)
الروابط المفضلة