,,
- في اليوم التالي ، عاد ابو طلال يستسمح من أمي ومني ، استقبلته بسعاادة
غامرة ، وشعور لذيذ بالإنتصار ، اسرعت إليه حاملة دلة القهوة اسقيه منها
بخفة و دلال وشيئاً من غنج ..!
مرة تلو آخرى ، تجر آخرى وآخرى حتى أدمن ابو طلال رؤيتي وغنجي واهتمامي به
" نقطة ضعف ابو طلال النســــــــاء .. مع انه تجاوز الستين ..؟! "
كم مرة ياتي إلينا متعباً فاقوم مسرعة أحضر الزيت الدافيء بروائح عطره ، ادلك كتفيه
وقدميه ، كان يرفض لكن أصر عليه فيعجز عن مقاومتي ههه << لقد وقع اسيراً
بعشقي ..!
- كانت لحظة سعيدة جداً حينما فاتح ابو طلال امي بموضوع خطبتي لنفسه ..
رفضت امي لكني اناا وافقت " لا خيار آخر ولا سعادة غير الزواج به " ..!
تزوجت ابو طلال واذعن جميع ابناءه لأمره ، حتى نسائه لم تجرؤ إحداهن على منعه
دخلت بيتهم ( عفواً أقصد بيتي ) يدي بيد ابو طلال ..
معززة مكرمة ، الجميع تحت آمري ، لا احد يستطيع تجاوز الحدود معي ..
" شعور جمييل جدا أن يحترمك الجميع رغماً عنهم " ..!
لم ارى ابناءه ، عرض علي ابوطلال مقابلتهم ، وافقت لكن بشرط أن اقابل كل اسبوع
اثنين منهم فقط حتى اقابلهم جميعاً ، تسأل ابو طلال عن السر في ذلك ؟
جاوبته بدلال وخجل اني اخجل منهم فهم أكبر مني جميعهم .. !
قهقه ابو طلال بفرح ونشوة ، كيف لا وقد نبهته انه تزوج بقتاة جميله تصغر ابناءه جميعهم
- كادوا ابناءه يزلقوني بابصارهم كلما رأوني , حتى ان تشاجر احدهم مع امه غايضها
بقوله أني اجمل منها واصغر ومتعلمه ..!
حاولت كسب ابناءه ، احادثهم و احترمهم وابارك لهم كل مناسبة ، اتفقدهم واسال
عنهم ، بدلال واهتمام متصنع ، لدرجة جعلت الغيرة تثووور بقلوب زوجاتهم ..!
( اقسم ليس بينهن من تضاهيني جمالاً و دلالاً و عقل وذكاء ، ليس غرور مني
لكنه الحق وربي ، هنا كان سر المي .. لما انا ضاع مني كل شيء ..
حتى حق الزواج بشاب بعمري احبه اهواه ويبادلي الشعور ..؟!
لم يكدن لي و يظهرن العداء نحو ، لم لا يشكرن فضل الله عليهن ، ويلتفتن لم بين ايدهن
من نعمة صحة ، و ابناء ، وازواج محبين في عمر الشباب ، وترف ورغد عيش ، واستقرار
عاطفي ، و نعمة لا تحصي ..!
لا يعرف النعيم إلا من جرب الجحيم بحق .. )
- كنت اتمنى لو اني مكان احداهن ، مرة يقودني املي لأكون زوجة لطلال ، و مرة
يقودني زوجة لماجد ، ومرة لحسن ومرة ومرة ... الى ان يصل بي لواقعي البغيض
واعرف اني لست سوى زوجة لأبو طلال ..
فتنهار كل الآمال بداخلي ، وتتحطم الأحلام ، وينتحب القلب اسي ، فاهرع لابو طلال
محاولة ان اشبع نفسي ودواخلي وحاجتي به ..
اغض طرفي عن كل عيوبه ، حتى عن ذاك البياض الذي يكسو شعره وشاربه ودقنه ..
حتى عن انينه وتوجعه كلما قام أو قعد ، أو اضطجع .. !
حتى عن ........... عن ........ ضعفه الــــ .... الحمدلله انا من اخترت بل لم يكن لي
خيار ، كان الواقع جبار وجداً ...
- كتمت اوجاعي كعادتي ، و حاولت تعويض نفسي بالمال والخروج و الاناقة ..
فتثور غيرة ضرائري العجائز وحنقهن علي .. مع انهن يعلمن علم اليقين اني لا انتفع
من ابوطلال بأمر يستحق غيرتهن العمياء تلك ..!
- في صباح يوم عيد بائس ، اخبرني ابو طلال ان في المساء خطبة خالد لمها ..!
( يال الوجع القاتل ، اي نبأ اسود نبأني به ؟! ظننت ان نسيت عشقي المحموم له
واني اقوى من كل المشاعر ، لما اذا بكيت كطفلة يتيمة غرقت في بحور الظلم ..
اسرعت لأرى خالد ، الذي كان يتاملني بشقة ورحمة ليست غريبة على قلبه الطيب
وحده خالد ، من كان يقف معي يأزرني ، يمد لي العون بكل ما استطاع ..؟!
وحده خالد كان يعرف ان زواجي من والده _ خطأ _ وان شيئا ما دفعني له ..!
وحده خالد من كان يرى أن لي حق في الحياة لا يقل عن حق غيري مهما اختلقت
المستويات والظروف ، وحده خالد من كان يري اني ضحية ..!
وحده خالد من كان يفهم كل شيء عني إلا شيئاً واحد _ أني شغفت به حباً _ )
- خالد كان سعيد جدا في تلك الليلة ، وكانت مها اسعد منه .. هنيئاً لها خالد ..
مرت ايام وخالد غارق مع مها في احلامهم الوردية , وانا غارقة في كابوسا اسود
كلما افقت منه عدت إليه من جديد ..!
لا يعلم مابي الا خالقي ، حتى خالد نسيني ونسي كل اهتمامي به ..
ونسيت انا ان خالد محرم علي للأبد ..؟! واني زوجة لأبيه , واني احمل في رحمي
أخته ..!
- سافر خالد بزوجته ، واكتست الحياة السواد ، و غاب عني كل طيف جميل ، واعتزلت
العالم في غرفتي ، اصلي واذكر الله وادعوه ان يلطف بي ..!
حتى جاء وقت المخاض ، و اشرقت " مي " ابنتي ، حملتها بين ذراعي بقلب ميت
شعرت انها ليست مني ، ليست لي ، لا اوريدها ، رايت فيها والدها ابوطلال ..
الذي طااار فرحاً بها ، وقال انها تحمل الكثير من ملامحي ..!
- " مي " لا تحمل شيئا جوهريا مني ، الكل يحملها ، يدللها ، اخوانها ، اخواتها ،
احفاد ابو طلال وابو طلال ايضا .. مي لا تحمل الا لون بشرتي وشعري الحرئري
وعيناي الواسعة ، وانفي المستوى بدقه ..!
اري فيها جمالي البائس ، الذي لم يشفع لي بحياة هانئة وعيش دافيء ..
كانت عصفورة جميلة بين اخوانها الذين لا يحملون ربعا من حلاوتها ..!
( مي هي الحقيقة الوحيدة التى ظفرت بها هدية ، مع ما شريته من وهم )
- عاد خالد من سفره ، راي "مي " حملها ، قبلها ، وضعها في حجره ، يتأملها ،
يناغيها ويلاعبها ، ويقول انه سعيد باخته الجميلة الصغيرة ..!
( كأن الأولى ان تكون ابنتك يا خالد ، هرعت هاااربة من نفسي وخالد والحياة
إلى بيتنا القديم إلى أمي ، رميت نفسي في حضنها ودسست وجهي بصدرها
ازفر عبراتي لكن .. بعد فوات الآوان )
الروابط المفضلة