وكان السجين يستمع ويتأمل
أسند ظهره على حائط السجن
وتبدأ أجنحة الحلم تطير بخياله
لقد نال بما يسمى " الحرية"
ها هو الآن يتمشى في طرقات بلاده
يرى الوجوه الباسمة
وينتبه إلى دكان قماش
فيشتري لزوجته أجمل هدية
يجلس تحت شجرة الليمون
يشم عطر الزهر فيها
ثم يكمل عمله في زراعة أرضه الطيبة
يرفع طرفه ويمسح عرق جبينه
ويلتفت
هاهي أمه تمشي والبسمة لا تفارق ثغرها
تحمل "صرّة" فيها خبز أمه الزاكي
وبضع حبات من البندورة والبصل الأخضر
تبتسم ابنته الصغيرة وتقطف باقة الدحنون وتهديه إياها
أما طفله فقد إقترب وقال: غدا يوم الجمعة أشتاق إلى الصلاة في المسجد الأقصى
فيبتسم ويقول : طبعا يا ولدي ، وهل فاتتنا الصلاة فيها
لكن عفونة الجدران تؤذي أنفاسه ويستيقظ من الحلم
ويحس بأنها سكاكين تقطع رئتيه
ثم
ولأول مرة يتمنى أن يصدقه الخيـال
لو لحظــات
أتوق إلى الصلاة في المسجد الأقصى
أتوق إلى الصلاة في المسجد الأقصى
أتوق إلى الصلاة في المسجد الأقصى
الروابط المفضلة