:
بسم الله الرحمن الرحيم
~ ّ= ||| ~ اصمُتْ وكُفّ الآهِ قَدْ أوجَعْتَنِي ! ~ ||| =ّ ~
{ قطرةٌ أولى :
دنيانا بُلغَةٌ مُـنـَغّــصَـــــــــــة ..
وكمْ وكمْ .. نتصارعُ فيها مع غيرِنا ..
وأصعبُ الصّراع ..
ماكانَ ..
معَ دواخِلنا !الآهُ فِي الصّدرِ الحزِينِ حَبِيسَةٌ ......... والمرُّ طَعمُ الزّادِ مِنْ أشْجَانِ ..
والدَّمعُ يغلِي فِي المَآقِي تَارّةً ............ وتَرُدُّهُ البسَمَاتُ عنْ إخْوانِ ..
تُخفِي أيا قَلبُ الجِرَاحَ بِهَدْأَةٍ ........... وتَكُفُّ عنْ شَكوَى بلا إعْلَانِ ..
وتُرَدَّدُ الآهَاتُ فِي أضْلاعِهِ ......... وتُخَاطُ نسْجَ الخَيطِ فِي الشِّريانِ ..
وأُحِسُّها كَصَلابةِ الحَجَرِ الأصَمِّ كَجَلمَدٍ ... لاشَيءَ يكسِرُهُ سِوَى الدّيانِ ..
اسكُتْ أيا قَلبِي المُلّوَع بُرهَةً ...... أَسْكِتْ ضَجِيجَ الصّمْتِ فِي وجْدَانِي ..
افتَحْ نوافِذَهُ لِنُورِ ذُؤَابةٍ ................ أطلِقْ قًيودَ الصّدْرِ مِنْ سَجّانِ ..
اهْدَأ فقَدْ أثَرتَ كَوامِنَ حُرقَتِي ........... وغَرَزتَ سَهمَاً يحتَوِيهِ جَنَانِي ..
اُصمُتْ وكُفَّ الآهِ قدْ أوجَعْتَنِي ....... اطْفِئْ لهِيبَاً فِي الضّلوعِ شَجَانِي ..
اُسكُتْ ومَاذَا ينفَعُكَ البُكَا .................. والدّمْعُ يُشعِلُ جَذْوةَ النّيرَانِ ..
ما أنتَ إلا ريشةٌ فِي ثَورةٍ ................ للرّيحِ تهْوِي مِنْ عُلُوِّ عَنَانِ ..
مَا أنتَ إلا بعْضُ جِذْعِ شُجَيرَةٍ ........... فِي وجْهِ طُوفَانِ علَى شُطْآنِ ..
ما أنتَ إلا جَمْرةٌ فِي مَوقِدٍ ................. يُشعِلْ لظَاهَا نسْمَةٌ بِــ بنَانِ ..
كَيفَ الصُّمُودُ وكَيفَ تَرجُو نَجدَةً .......... والرِّيحُ تعصِفُ فِيهِ كُلّ أوانِ ؟
لو كُنتَ ظِفرَاً قدْ قلعتكَ وانتَهَى ................ ألمٌ يُردَّدُ نَبضُهُ بكَيانِي ..
لو كُنتَ جِلداً قدْ سَلَختُكَ وانقَضَى .... بَعْضُ احتِرَاقٍ فِي الجُلُودِ دَهَانِي ..
لكنّكَ القَلبُ العَلِيلُ بسَاحَةٍ ............. قَدْ كُنتَ فَارِسَهَا وكُنتَ العَانِي ..
آهٍ و آهٍ .. مِنْ نَحِيبٍ لَفّنِي ............... آهٍ تُردّدُ : وَيحَ ذَا الإنسَانِ ..
:
ويردُّ عنْ سُؤلِي المُكرّرِ بَغتَةً ......... أو لسْتَ قَاتِلُهُ .. وأنْتَ الجَانِي ؟!
أو لسْتَ قدْ ألقَمْتَنِي جَمرَ الغَضَا ........ أو لسْتَ قدْ أسْكَنتَنِي أحَزَانِي ؟!
وتعُودُ تشْكُو .. ويحَ قَاتِلُ بعْضِهِ .......... أنسِيتَ أنّكَ قَدْ طَعَنتَ كَيانِي ؟
أو لسْتَ اليَائِسُ القَنِطُ الذّي ................ قَدْ ذُقْتُ مِنكَ مَرارَةَ الأحْزانِ ؟
أنسِيتَ أنّكَ قدْ أثَرتَ كَوامِنَاً .................. للحُزنِ فِي ألَمٍ يَهُزّ كَيانِي ؟
أنسِيتَ أنّكَ مَنْ عَشِقَ البُكَا .............. أو لسْتَ تُدْمِنُ مُرّهَا الأشْجَانِ ؟
ماذا دَهَاكَ لِتَرْكَنَنّ إلى هَوَى ............ مَاذا أخذْتَ مِنَ الأسَى والفَانِي ؟
:
وصُعِقْتُ مِنْ كَلِمٍ لَهُ قَدْ قَالَهُ .............. فَأثارَ بِي غَضَبٌ بلا شُطْآنِ ..
ياويلَتِي !! قَلبِي يُحَدّثُنِي أنا ............. يَشكُو صِرَاعَاً يحتَوِيهِ جنَانِي !!
بَادَلتُهُ ضَرباً وبادَلَنِي النَوَى ................. وأذَقْتُهُ ألمَاً وكُنتُ الجَانِي !!
بادَلتُهُ جَلدَاً وأحْزَنَنِي هُنا .................. وتَركْتُهُ تَعِبَاً .. وكُنتُ الثّانِي ..
وذَويتُ أبكِي حُرقَةً مِنْ ثَورَةٍ ............. وذَوَى يَكُفُّ الدّمْعَ مِنْ أحْزَانِي ..
وتَحشْرَجَ الصّوتُ وأجْهَشَهُ البُكَا .............. حَرْفَاً لِقَلبٍ يَسْتَحِثُّ بيَانِي ..
مَا آنَ يا إنْسَانُ بعضُ عودَةِ تائِبٍ .......... مَا آنَ عَودَاً وانشِرَاحُ كَيانِ ؟
مَا آنَ تَركَاً للذُّنُوبِ وحُزنِها ؟ .............. فهَلُمّ نسعَى نحْوَ خَيرِ جِنَانِ ..
دعْ عَنكَ أحزَانَاً سَتُردِيكَ الرّدَى .............. دعْ عَنكَ أسقَامَاً بلا عُنوَانِ ..
دعْ عَنكَ أقوَالاً سَتُنثَرُ فِي الفَضَا ................ وارجِعْ لِربّكَ تَائِباً نَدْمَانِ ..
واطلُبْ دُمُوعَكَ واسْتَحِثّ هُطُولَهَا .............. نَدَمَاً لِربّكَ ضَارِعَاً بِـ كَيانِ ..
:
ياربّ عُدنَا نحْوَ بَابِكَ كُلّنا ................ أنا والفُؤَادُ والجَمْعُ مِنْ أركَانِي ..
هَذَا الحَزِينُ بِحُسنِ ظَنٍّ عَائِدٌ ............. وسَتُشْرِقُ الآمَالُ فِي الوُجْدَانِ ..
هَذا الفُؤَادُ وقدْ تعَالَى نَبضُهُ ................... فَرَحَاً يَعُودُ لِخَالِقِ الأكْوانِ ..
فاللهُ قَدْ وعَدَ العِبادَ بأنّهُم ..................... إنْ عَادَ مِنهُمْ تَائِبٌ بِجَنانِ ..
فالعَفْوُّ غَيمٌ للعِبادِ يُظِلُّهُم .................. يَهْمِي مِنَ الرّحَمَاتِ كَالوُدْيَانِ ..
عُذرَاً أيا قَلْب ُ فَقدْ آلَمَنِي البُكَا ............. امسَحْ جِرَاحَكَ .. لُمَنِّي بِحَنَانِ ..
أقبلْ أيا قلبُ سَرِيعَاً واستَجِبْ ................ وأجِبْ مُنادِي وقتَ كُلِّ أذانِ ..
افتَحْ نوافِذَكَ إلى باب السما .............. وأَنِخْ رِحَالكَ .. دَعكَ مِنْ رُكبَانِ ..
واسْجُدْ هُناكَ فِي عتَبَاتِهِ .................... ربٌّ رحِيمُ .. مَنْ غيرُهُ ربّانِي ..
ياربُّ أكرِمنِي ونَفِّثْ كُربَتِي ................. فَرّجْ هُمُومِي .. أطْفِئ النِيرَانِ ..
:
ياربّ ..
:
{ قطرةٌ أخرى :
ماأحلى العودةُ إلى باب الإله ..
ففيهِ جلاءٌ لكُلّ الهُموم ..
( وما يصيبُ المؤمنِ من همٍّ .. )
:
الروابط المفضلة