::
::
أقبلوا معي أحبتي في الله لنأخذ جولة سريعة في بستان النبو ة العاطر
الذي تفتحت أزهاره و انتشرت لتملأ العالم أجمع برو ائحها الزكية و سيرتها العطرة التي تبعث في النفس السكينة و الطمأنينة
هذا البستان الرائع الذي لفت إليه أنظار كل من مر عليه
ليري نتاج هذا الزرع الخصب الذي روي بالإيمان و تعطر بالقرآن و تلون بالسنة فانتشر عبيره في الآفاق
لقد اخترت تلك الزهرة التي ملأت نفسي بالأمل
بل هي زهرة عتيدة كبيرة........... زرعت قريباُ لكن عمرها أكبر
تتساقط مني الكلمات..... و تختفي بعيداً عن أنظاري الخواطر كلما حاولت لها وصفاً
فقررت ان أعطيها تعريفاً .......... والله إنه لقليل...قليل ......قليل..في حقها
يا لها من شخصية قديرة...........جليلة.... عظيمة..........
تعالوا معي لنتعرف عليها...........
إنه صحابي جليل ..........
أبي إلا أن يطأ بعرجته الجنة.........
. قال له النبي صلي الله عليه و سلم : كأني أنظر اليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة.........
. لقد عاش هذا الصحابي أعظم أيامه في ظل هذا الدين العظيم و في صحبة الحبيب الذي أحبه من أعماق قلبه حباً جماً .....
أسلم هذا الصحابي و قد تجاوز الستين عاماً من عمره ......
شيخ كبير .. و لكنه امتلأ بالحيوية و الشباب بعد أن غمر الإيمان قلبه...
إنه الصحابي الجليل عمرو بن الجموح رضي الله عنه
ماذا أقول... و الكلمات.... لا تكفي
هو حقاً............ معجزة صنعها الاسلا م
هيا بنا لنعرف كيف أسلم هذا الصحابي
لقد كان عمرو بن الجموح سيد قومه و أحد أشراف المدينة و كبارها.......
شأنه كشأن كل الأشراف من حوله اتخذ لنفسه صنماُ من نفيس الخشب و كان يعتني به عناية كبيرة .
يعطره و يزينه و يقدم له الهدايا و يتبرك به و يلجأ إليه في الشدائد
فأبت زوجته و أبناؤه الذين سبقوه إلي الإسلام دون علمه أن يموت عمرو على الكفر و الشرك فيدخل النار
فقام أبناؤه بمحاولة إثبات أن الأصنام لا تضر و لا تنفع نفسها أو أحداً .
فبعد أن ذهب في النوم أخذوا الصنم و ألقوا به في مكان تجتمع فيه القاذورات.....
فلما استيقظ أخذ يبحث عنه في كل مكان إلي أن وجده فنظفه و عطره و أعاده إلى مكانه............
و في كل مرة كانوا يفعلوا مثل ذلك.
فأعطى عمرو الصنم سيفاُ و قال له أن يدافع عن نفسه لأنه لا يعلم من يفعل به هذا.....
و في النهاية أخذ الأبناء الصنم و ربطوه بكلب ميت و ألقوا به في نفس المكان و السيف بجانبه
فلما رآه عمرو على هذه الحال رفض أن يأخذه و أدرك حقيقته
و هنا بدأ نور الإسلام يتسلل إلى قلبه شيئاً فشيئاً .. إلى أن غمر الإيمان صدره و أعلن إسلامه
فعلى الرغم من كبر سنه....... و عذره الذي أباحه الإسلام........
إلا أنه عمل على استدراك ما فاته
فأخذ يدعو في سبيل الله . و يسهم في نشر الدين الاسلامي في أرجاء المدينة ............
و أكثر من ذلك .........
فلما كانت غزوة بدر أراد هذا الشيخ الكبير أن يكون أحد جنود الله في هذه المعركة .. فمنعه أبناؤه خوفاً عليه لكبر سنه و ضعفه... فتألم ألماً شديداً ...........
فظل هذا الصحابي ملازماً للحبيب يقبس من هديه و أخلاقه و سمته...........
لقد كان عمرو رضي الله عنه مفطوراً على الجود و الكرم و العطاء كما كان العرب
و بعد إسلامه... خالط الإيمان قلبه فزاده جوداً و سخاءاً و كرماً .......
واستدار عام كامل ، فخرجت قريش في أحد و جمعت جموعها للانتقام من المسلمين في بدر .........
فما ازداد هذا الشيخ الكبير إلا شوقا ًللجهاد و حباً للشهادة في سبيل الله
لقد كان رضي الله عنه أعرجاً ...شديد العرج...
و كان له اربعة من الأبناء يخرجون مع النبي للجهاد فأراد أن يخرج معهم فقال له بنوه :
........... إن الله قد جعل لك رخصة في القعود و نحن نكفيك.....
...فذهب إلى النبي صلي الله عليه و سلم يشكوه مما فعله أبناؤه .. فأذن الرسول له في الخروج لعل الله يرزقه الشهادة.
....... فقتل يوم أحد شهيداً ...
و هو يدافع عن النبي و يحميه من أيدي المشركين......... تحرك.....هذا الصحابي لنصرة دين الله ..... فرزقه الله الشهادة في سبيله...
إنه حقاً مثال عظيم............. و قدوة جيدة ........... بل نعمّ القدوة
فماذا عنا نحن الشباب ؟؟
لقد وهبنا الله نعمة.. الإسلام .. و كفى بها نعمة.....
و منّ علينا بنعمة الصحة و العافية........... فماذا فعلنا لننصر هذا الدين؟؟؟؟
و رحل هذا الشهيد عن دنيانا ............
ليكون في جنات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر
فرضي الله عنه
و عن الصحابة أجمعين
و صلي اللهم و سلم و بارك علي نبينا و مصطفانا محمد بن عبدالله .....
..... و على آله و صحبه و تابعيه و تابعيهم إلي يوم الدين
الروابط المفضلة