هأنا أحط بين أيديكم أولى قصصي كماوعدتكم فأتمنى أن تنال ولوجزء" بسيطا"من إستحسانكم
الجزء الأول
شاء القدرلهديل أن تقع في مستنقع عميق لاقوةلهاعلية وإنماهو قدركتب عليهاوحملت بعض النفوس عليها الشرولكن بلمقابل كانت لهاقلوبا"محبه ومخلصه تنقذها منه
هديل فتاة تسكن في حارتي تبلغ من الجمال شيئا"يفوق الفتنه سبحان من خلقهابتلك الصوره عمرهاتسعةعشرعاما"طالبه في الثانويةالعامه في نفس مدرستي ذات أخلاق عاليةوطيبةقلب لاتصدق في هذا الزمان أحبها الجميع من أهل الحي والمدرسه وأحبت الجميع دون إستثناء
كانت تصحى كل صباح سعيده ونشيطه يملأهاالأمل فتملى النفوس التي حولها سعادةوفرح وكان سرسعادتها وجودوالديهاعلى قيدالحياةفقدكانا كنزها الغالي كانت تصحى لصلاةالفجرفتوقظهماوكلهاخوف بإن يكوناقدتركاهاوفارقا الحياة ولكن عندماترى تفتح أعينهمابوجهها تحس بأن عيون السعادةهي من تفتحت بوجهها فتقبلهماوتذهب لصلاتهاوكان هذاهوسربهجتهاالدائمه
لم يكن حالهم المادي ميسورا"لكنهالم تشتكي يوما"وقد تربت على العفاف والإعتزازبنفسها
فكيف لفتاةبمثل هذةالأخلاق أن تتحول لفتاةسيئةالسمعه؟
كلماتذكرت كيف مرت الأحداث سريعا"في حياةهديل وكيف صارحييناكئيبا"يملأه الحزن في تلك الأيام أصبح أكثرإيمانا"ويقينا"بقضاء الله وقدره
أناغدير صديقةهديل منذوأن كنا صغارا"لكن حالتنا الماديةأيسرمن حالهم فوالدي يعمل في دوله خليجيةومتوفرلديناكل شي لكنهامع ذلك كانت أسعدمني وكنت أسعدبسعادتها حتى أني كنت إذا أهديتهاشي تهديني شيئا"أجمل منه وأغلى فكنت أحس بحقارةنفسي لأني بدلا"من أن أسعدها أثقل عليهابهداياي ومع ذلك لم تكن أقل مني شأنا"
فكنت كل يوم أحب شيئا"جديدا"فيهاوتمنيت لوأن لي قلبا"وعقلا"وحنانا"مثلهاولا أخفي عليكم أنها أثرت في شخصيتي كثيرا"وأصبحت طباعهاطباعي وكنت أخاف على جرحهافي يوم من الأيام لأني كنت أحسهاملاكا" لابشرا"
كنا في ذاك الوقت في بدايةالعام الدراسي وكانت كعادتها مجده ومجتهده وكلهاحماسه لتلقي العلم من أول يوم كان الجميع يتعلم منها
إلا لمياءمندوبةالفصل منذوأن كنافي المتوسط وهي تكره هديل وتغارمنهالأنهاكانت تحس بأن حب الجميع هومن حقهافهي إبنةفلان وهي المندوبه وهي الجميله ولأنهاإبنةفلان فقدكان لهاشأنا"في المدرسه لكنهالم تقدرفي يوم على كسرهديل
وفي يوم من الأيام
كناأناو هديل نفطرسويا"كعادتنا في وقت الفسحه
فإذابلمياءتأتي إليناوبيدهاحقيبةصغيره تحمل بهافطورهافرمتهابينناوقالت لهديل
_خذي مابداخلهاوتذوقي بدل هذا الخبزالناشف الذي تأكلينه لعلك تتعرفين على أشياءلم تكوني لتستوعبي وجودها في حياتك
غلي الدم في رأسي منهاوأشطت غضبا"كيف بواحدةمثل هذه تؤذي صديقتي بكلامهافصرخت بوجههاوكدت أن أمديدي عليهادون تفكير أو صبر
لكن هديل قالت لهامأخرسهاوأسكتهاوهدأ غضبي
وآلان قلبها
قالت لهاهديل بصوت الفتاةالعزيزةالحنونةالكريمه
_قدتكون حقيبتك الصغيرةهذه مليئه بمالذوطاب ولكنه نصيبك في حياتك وهذه القطعه الناشفه نصيبي في حياتي وأنا لم أكن يوما"لأخذنصيب أحدمن يديه
لكن أتعلمين يالمياءهذه القطعةعندي ألذمأكلت لأنه خبزأمي لاخبزطباخ في بيتك الفاخريكفي أن يدأمي وتعبهاوريحتهافيه فإن شئتي غاليتي جربي مذاقه معي وستصدقين مأقول
لم تستطع لمياء الكلام ورضخت لصوت هديل وأخذت قطعةمن ذاك الخبزالذي أكاد أجزم بأنه معجون بسحرالمحبه لهديل
أعود الى لمياءفبعدأن أكلت معانا وعدنا إلى الفصول ظلت ساكته على غيرعادتهاوأنتهى يومناالأول
وفي اليوم الثاني
أتت لمياءتعتذرلهديل عن تصرفاتهاالسابقه معهاوطلبت منهاأن تسامحهاوأن تصبح صديقتناأحسست بأن لمياءكانت تغطي وحدتها بغرورهاوبأن بداخلهاقلبا"طيبا"لكنها أخفت كل هذةالطباع بقناع زائف يختلف عن مابداخلها
وتوالت الأيام ونحن في تطور بعلاقتنا وكل يوم يمر علينا يمر بسعادةوفرح ثلاثتنا وبدأمستوى لمياءفي الدراسه يتطورلأنهاكانت تقتدي بهديل وأصبحت المنافسه على المركزالأول في المدرسه بيننالكن هديل كان حلمها المركزالأول في الجمهورية
وأصبحت أيامنا أجمل الأيام التي عشناها سويا"
توالت الأيام وأقتربت إمتحانات الفصل الأول
وقبل الإمتحانات كانت لدينابضعةأيام إجازةللمذاكره وكانت تصادفنا صعوبات في بعض الموادفلم نكن نجد غيرهديل لتساعدنا
ولا أخفيكم سرا" كنا لانقوى على فراق بعضنا يوما"فكنانقتمص الفرص لنلتقي ببعضنا
لكن العم صالح كان يرفض أن تأتي هديل إلى بيوتنالخوفه عليها ولكنه لم يمانع حضورنا لبيتهم بل على العكس كان يرحب بنا ويدعي لناهو وخالتي فاطمه ويذهب في حال سبيله تاركا"البيت لناحتى نأخذ راحتنا
كنت أحس العم صالح والدي في غياب والدي الأصلي عني فقدتربيت تحت يديه
وكان بيتهم مليئا"بلراحةوالألفه والسعاده
فكنا لانمانع ذهابنا لهادون أن تأتي إليناوكنا إذا مأنتهينامن مراجعةالدروس
وفي يوم من الأيام
كناندرس الفيزياءفإذابلمياءتدق الجرس فخرجت هديل لتفتح لهاونسيت أن تغطي رأسهامن شدةفرحهابأن الطارق كان لمياءفشأ القدرأن يرأها أحمد من سيارته الواقفه بجوارمنزلهم وأنشغلتاببعضهماولم يلاحظا بأن أحمديراهما وأقفلتا الباب ودخلتا
تملك قلبه حبهافقدسلبه جمالهاودهشه بأن لأخته صديقه مثلها
ولأننافي مجتمع يمني محافظ فقدكان اللثام شيئا"أساسيا"في مجتمعناولله الحمدفلم يكن أحدا"يعرفناغيرأهالينا أو نساء الحي
وأنتهت الأمتحانات وأخذنا إجازةإسبوع واحدبعدها سافرت فيه لمياءمع أهلها في رحلةإلى تركيا وأناذهبت مع والدتي للبلد الذي يسكن فيه والدي
وبقيت هديل ذاك الإسبوع لوحدها
ياترى ماذا حصل في هذا الإسبوع وماذا حصل بعده
غدا"سنعرف بإذن الله
الروابط المفضلة