رمضان (ولّى) هاتِها يا سَاقي *** مشتاقةً تسعى إلى مشتاقِ
عابَ الأخيارُ على (أحمد شوقي) هذا الاستهلال ! وليتَهم عاشوا إلى زمانِنا هذا ؛ لكانوا رأَوا فيه استهلالًا ينبِضُ بالإيمانِ ، والتقوى !! فقد استعصم في رمضان ، وقهر نفسه على الطاعة .. بينما ارتبطَ شهرُ رمضانَ في أذهاننا بالخلاعة والمجون ، والأكلات الشهية !
يحشدُ (الفُسّاقُ ، والمُجّانُ) كلّ طاقاتِهم وإمكاناتِهم (الإبداعية/الإعلامية) لإفساد روحانية هذا الشهر الكريم !
فوازير رمضان - مسلسلات رمضان - مسابقات رمضان - أكلات رمضان - أفلام رمضان - مخيمات رمضان - ألعاب رمضان !!
جهودٌ (شيطانية) لقطع الطريق إلى الله في هذا الشهر الكريم ! .. إنهم يريدون (هدم) الركن الرابع من الإسلام ! فهم بحقّ (أعداء الإسلام) محاربون لله ورسوله .. مفسدون في الأرض ..
كيف لا ؟
أو ليسَ ما يُعرَض في القنوات الفضائية .. في ليل رمضان (ونهارِه) ما يُغضِبُ الله سبحانه وتعالى؟ وينافِي مراد الباري من هذه (المنحة الربانية) السنوية ؟!
(والله يريد أن يتوب عليكم ، ويريد الذين يتبعون الشهواتِ أن تميلوا ميلًا عظيمًا)
لقد أعدّ (جُندُ الشيطانِ) عُدّتهم منذ نهاية شهر رمضان (الفائت) .. وجهّزوا أسلحتهم (الإبليسية) المدمّرة للدين ، والأخلاقِ ، والشرفِ ، والفضيلة !
رمضانُ ليسَ صومًا عن الطعام والشرابِ فحسب ؛ ولكنّه صومُ اللسان عن الفُحشِ ، والعينِ عن النظر ، والأذن عن السمع ، وجميع الأعضاء !
إنهم يريدون أن يتحول الصائمون إلى زُناةٍ ، فسقة .. فالعين تزني وزناها النظر ، والأذن تزني وزناها السمع ..
يا سادة ، يا كرام :
ما يُعرَض على الشاشاتِ في نهارِ رمضانَ يُفسِدُ الصيامَ .. وليس لمن يتابعها من صيامه إلا الجوع والعطش ، وسخط الجبّار !
إن القائمين على هذه القنوات ، والداعمين لها من أصحاب القرار ؛ لا يرجون لله وقارًا .. (أولئك يدعون إلى النار ، والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه) معاندون ، محادّون لله ورسوله (ألم يعلموا أنه من يحاد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم)
فإلى كلّ من بقي في قلبه مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ ؛ أناشدكم الله ، أناشدكم الله ، أناشدكم الله .. أن تنصروا ربّكم ، وتخذلوا عدوّكم ، وتصونوا أُسرَكم : (قاطعوا) التلفاز في رمضان .. واطّرحوا بين يدي ربّكم .. فو الله ما أصابنا من ذلّ وهوان ، وخزْي وعارٍ ، وتسلُّط الأعداء إلا بذنوبنا ..
فكيف ؛ ونحن نجاهر الجبّار بالمعاصي في رمضان ؟!!
ماذا عليكم لو (صمتم) عن التلفاز شهرًا في السنة ؛ إرضاءً للرحمن ، وإذلالًا للشيطان ؟
أغيظوا الشيطان (وجنده) ؟
إن كان أولئك (خانوا) الله ، والرسول ، وخانوا أماناتهم ، وخانوا أمتهم .. فيجب علينا أن لا نكون شركاء لهم في الخيانة ؛ فنخون (أُسَرَنا)
فو الذي لا يُحلَف إلا به : إنّ مشاهدةَ (التلفاز) في رمضان ، وما تعرضه القنوات (الفضائحية) خيانةٌ لله ، وللرسول ، وللدين ، وللأمة ، وللأهل ، و...للنفس ! (إن الله لا يحبّ من كان خوّانًا أثيمًا)
إنّه أمْنٌ من مكر الله (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون ، أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسُنا ضُحًى وهم يلعبون ، أفأمنوا مكر الله ؟! فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)
إنْ لم تَثُب الأمة إلى رُشْدِها ، وتعُدْ إلى ربِّها .. فإنّ عذابَ الله واقعٌ لا محالة (ويل للعرب من شرّ قد اقترب) !
يا قوم !
إنّ (شياطين الإنس) يستعجلون العذابَ .. ويستنزلون سخط المنتقم الجبّار (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ؛ إن أخْذه أليمٌ شديدٌ) !
اللهم إنا نبرأ إليك منهم ، ونستجير بكَ أن تُشركنا في العقوبة معهم .. اللهم إن أردْتَ بعبادِك فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين !
ربّنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا !
الروابط المفضلة