انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 11

الموضوع: ساعدوني يا آل الفيض جعلها الله في موازين حسناتكم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    في أرض الله الوااااااااااااااسعــــــــــــــــــــة
    الردود
    101
    الجنس
    امرأة

    cryhard ساعدوني يا آل الفيض جعلها الله في موازين حسناتكم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    .
    .
    .
    السلام عليكم جميعاً ورحمته وبركاته
    .
    .
    محتاجة مساعدتكم ضروري وفي أسرع وقت ممكن
    أريد شرح لهذة الأبيات من قصيدة البردة لكعب بن زهير شرحا أدبياً مفصلاً لأن عندي اختبارفيها بعد غد وفي الكتاب الشرح مختصر جداً والدكتور يريد شرحاً أدبياً مفصلاً ياليت تساعدوني
    وأيضاً قولولي إذا الضبط بالحركات صحيح أو لا إذا يحتاج تعديل اعملوه وقولولي عليه
    وهذة الأبيات المطلوبة :
    هذة الأبيات الستة الأولى من القصيدة :
    بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
    وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
    هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
    تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
    شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ
    تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ * مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ


    .................................................. ...............................

    وهذة ستة أبيات من وسط القصيدة :
    فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ *** فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
    كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ *** يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
    أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* ** والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
    وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً *** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
    مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
    لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
    وجزاكم الله خير الجزاء

    ...................


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الردود
    959
    الجنس
    ذكر
    بانَتْ سُعادُ فَقَلبي اليومَ مَتْبولُ
    مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ

    وما سعادُ غَداةَ البيْنِ إذ رَحَلوا
    إلاّ أَغَنُّ غَضيضُ الطَّرْفِ مَكْحولُ

    تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ
    كأنّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ

    فَقُلْتُ خَلُّوا طَريقي لا أبا لَكُمُ
    فكلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ

    كلُّ ابنِ أُنْثى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ
    يوماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ

    أُنْبِئْتُ أنَّ رسولَ اللهِ أوْعَدَني
    والعَفْوُ عندَ رَسولِ اللهِ مَأْمولُ

    الشرح
    ( أ ) اعتذار واستعطاف
    في لحظ حاسمة يملؤها الخوف من القتل والأمل في العفو يقول كعب: علمت أن الرسول أهدر دمي ولكني أرجو منه العفو وهذا أملى في كرمه ورحمته ـــ ثم يتوسل غليهالله أن يترفق به ولا يتعجل في عقابه قائلاً: رفقاً يا من بعثك الله رحمة للعالمين وهداية للناس وانزل عليك نعمة القرآن الذي يجمع المواعظ والأحكام ــ فلا تحكم علىِّ بما قال الوشاة الحاقدون فأنا برى من كل تهمة على الغم من كثرة ما اتهموني به ـــ وقد أصبحت في موقف صعب لا يتحمله الأقوياء فلو كان الفيل الضخم القوي في مثل موقفي يرى الشر في عيون الجميع ويسمع التهديد في كل مكان ــ لأصبته رجفة الخوف ما لم يشمله عفوُ الرسول الكريم بإذن الله.

    ( ب ) مدح الرسول والمهاجرين

    نور يهتدي به الناس وسيف قاطع مرفوع في سبيلفالرسول الله. وحوله كبار الصحابة من قبيلة قريش الذين هاجروا من مكة إلى المدينة عملاً بإشارة الرسول لنشر الإسلام ومبادئه ــ لا خوفاً ولا جبناُ فهم معروفون بالشجاعة والقوة في المعارك ولهم خبرة في الفروسية واستخدام السلاح ــ ويمتازون بالعزة والإباء والشمم والبطولة ويلبسون الدروع السابغات كأنها من صناعة نبي الله داود والمعروفة بالدقة والمثانة ــ وأخلاقهم متينة لا يبطرهم النصر فيبالغون في الفرح إذا انتصروا ولا يجزعون إذا هُزمُوا وتنهار أعصابهم فهم أصحاب العّزة والصلابة ــ وهم شجعان يقبلون على الموت فلا يصابون إلا في صدورهم وليسوا جبناء يفرون من الموت عند المعارك .

    التعليق
    1-غرض هذا النص (القصيدة): الاعتذار والمدح وهو من الأغراض المتداولة في الجاهلية والإسلام لأن حياة الشاعر لا تخلوا من أخطاء يعتذر عنها ــ وهو يجعل المدح وسيلة لإرضاء من يعتذر إليه حتى يكسب عطفه ورضاه ــ وكان النابغة الذبياني في الجاهلية فارس هذا الميدان ــ وسار على طريقة كعبُ بنُ زهير مع اختلاف الظروف فالنابغة يخشى بطش ملك ظالم هو النعمان وكعب يأمل العفو من إنسان عظيم هو الرسول الكريم ولذلك بات النابغة في أرق وعذاب بعد تهديد الملك له أما (كعب) فقد احتمى بالإسلام وبايع الرسول عليه السلام والرسول لا يقتل المسلمين ومبادئ الإسلام تدعو إلى الرحمة فتحقق أملهُ في العفو.
    2-بدأ (كعب) قصيدته بالغزل الصناعي على عادة الشعراء في ذلك العصر تمهيداً للمدح وقد كانوا يبدءون بالغزل لارتباطه بحياة البادية وأهمية المرأة عند العرب ولأنه كالموسيقى التي تمهد للإنشاد سواء في الوصف أو المدح أو حتى في الرثاء

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الردود
    959
    الجنس
    ذكر
    تتمة نقل ...
    لما قبله ... منقول ..
    الألفاظ واضحة وملائمة للجو النفسي تبعاً لكل موقف فعند الاعتذار والاستعطاف تدل على الخوف والرجاء في العفو مثل ( أو عدني ـ العفو مأمول ــ مهلاً ــ الوشاة ــ لم أذنب ــ الأقاويل ــ يرعد ).
    وعند المدح تجد صفات الهداية والقوة مثل ( نور ــ يستضاء به ــ مهند ــ سيوف الله ــ عصبة ــ شم ــ العرائن ــ أبطال ــ حياض الموت ).
    ولعلك تسأل لماذا مدح المهاجرين ولم يمدح الأنصار ؟
    والجواب عن ذلك أن بعض المهاجرين هم الذين أرشدوه إلى طريق النجاة ومهدوا له عند الرسول .
    والعبارات محكمة متينة وإن كان في بعضها تقديم وتأخير أدى إلى التعقيد .
    4-الأساليب متنوعة بين الخبر والإنشاء الذي يثير المشاعر ويحرك الذهن ويشوق السامع أو القارئ كما في الأمر (مهلاً) وفي النهي (لا تأخذني) فهما إنشاء وبقية الأساليب خبرية لتقرير صفات المدح.
    5-استعان الشاعر ببعض وسائل التوكيد لتقوية المعاني مثل ( إن الرسول لنور ) فهو مؤكد بأن واللام ــ و( لقد أقوم ) مؤكد باللام وقد ــ و( لا يقع الطعن إلا في نحورهم ) فهو أسلوب قصر بالنفي (لا) و الاستثناء (إلا) ويفيد التخصيص والتوكيد.
    6-من المحسنات البديعية ( الطباق ) بين ( أوع دني ــ العفو ). والالتفات من الغيبة في (أن رسول الله أو عدني) إلى الخطاب في (مهلاً هداك الذي أعطاك ــ لا تأخذني) ثم العودة إلى الغيبة في (إن الرسول لنور يستضاء به) وذلك للتشويق وتحريك الذهن.
    7-الصور الخيالية قليلة اعتماداً على الإقناع العقلي بنفي التهمة (لم أذنب) واعتبار ذلك من أقوال الوشاة ــ ومع ذلك جاءت صور رائعة مثل ( إن الرسول لنور.....مهند من سيوف الله) و(شم العرانين ــ لا يقع الطعن إلا في نحورهم ــ مالهم عن حياض الموت تهليل) .
    8-تبدو ملامح شخصية الشاعر من خلال النص: فهو مؤمن يريد أن يعتذر عما نسب إليه وشعوره قوي بعظمة الإسلام وله موهبة في الشعر ممتازة .
    9-الموسيقى في النص: واضحة في الوزن والقافية فقد اختار بحر البسيط الممتد ليلائم الاعتذار والمدح واختار قافية اللام المطلقة القوية لتساعد على التأثير النفسي ــ وفي النص موسيقى خفية نابعة من حسن اختيار الألفاظ وتنسيقها وترابط المعاني وجمال التصوير.
    10-أثر البيئة في النص : كان الشاعر مخضرما ولذلك تأثر بالجاهلية والإسلام كما يلي :

    أ- البدء بالغزل يدل على تأثر الشاعر بالبيئة التي عاش فيها حيث اعتاد الشعراء ذلك.
    ب- اعتبار الفيل رمزاً للقوة والتحمل وذلك ناشئ مما سمعوه عن الفيل وإن لم يكن من بيئتهم فقد سمعوا عن (فيل أبرهة) الذي جاء لهد الكعبة وأرسل الله عليه الطير الأبابيل قبل الإسلام.
    ج- الصور منتزعة من البيئة مثل (شم العرانين) حيث كان ارتفاع الأنف دليلاً على العزة عند العرب القدامى. و(حياض الموت) حيث كانوا يمثلون الحياض للشرب ، والإعداد للحرب بلبس الدروع المتينة.
    و- استخدام السيف الهندي في الحرب والرمح في الطعن ــ وإصابة الصدر تدل على الشجاعة والأقدام.
    هـ- تأثر الشاعر بالبيئة الإسلامية في المعاني والألفاظ وظهر أثر ذلك في تكرار لفظ (رسول الله) والأمل في (عفو رسول الله) و(هداك الذي أعطاك نافلة القرآن فيها مواعيظ وتفصيل) وربط الأعمال بمشيئة الله (إلا أن يكون له من الرسول بإذن الله تنويل) ومعرفة أخبار سيدنا داود كما وردت في القرآن الكريم حيث ألان له الحديد وعلمه نسج الدروع السابغات منه يظهر ذلك في قول (كعب) عن قريش (لبوسهم من نسج داود). ومن الصفات التي غرسها الإسلام في المسلمين الاعتدال في إظهار المشاعر فلا غرور عند النصر ولا يأس عند الهزيمة وقد عبر الشاعر عن ذلك في قوله :
    لا يفرحون إذا نالت رماحهم قوماً وليسوا مجازيعاً إذا نيلُوا

    ولله الامر من قبل ومن بعد.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    في أرض الله الوااااااااااااااسعــــــــــــــــــــة
    الردود
    101
    الجنس
    امرأة
    أخي الكريم أنا أريد شرح للأبيات الواردة أعلاه لأن ماكتبته سبب القصيدة وقد وجدته في أحد المنتديات وليس هو المطلوب
    إنما أريد شرحا للأبيات السابقة بيتا بيتا إذا تكرمتم جميعاً .. مع بيان معنى بعض المفردات الصعبة
    وجزاكم الله خيراً ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الردود
    959
    الجنس
    ذكر
    اختي الكريمة غدا بمشبئة الله مساءا لك ذلك .
    بكل احترام الاخ لاخته .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    في أرض الله الوااااااااااااااسعــــــــــــــــــــة
    الردود
    101
    الجنس
    امرأة
    الله يعطيكم العافية أحتاج الشرح بدري عشان ألحق أذاكره واحفظه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    في أرض الله الوااااااااااااااسعــــــــــــــــــــة
    الردود
    101
    الجنس
    امرأة
    Up

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    في أرض الله الوااااااااااااااسعــــــــــــــــــــة
    الردود
    101
    الجنس
    امرأة
    Up

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الموقع
    بيـــ ضلوع قلبه والحنايا ــــــن
    الردود
    219
    الجنس
    امرأة
    قصيدة كعب بن زهير - رضي الله عنه - ( بانت سعاد / البردة ) من عيون الشعر العربي ، وحسبها شرفا أنها أنشدت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستحسنها ، وخلع على كعب بردته الشريفة إكراما له...

    وقد شرح أستاذي العلامة الدكتور محمد محمد أبو موسى - حفظه الله - هذه القصيدة في كتابه ( قراءة في الأدب القديم ) ، فقال :

    " سنحاول تقسيم القصيدة على وفق ما جرى فيها من معان يمكن أن نسميها مقاصد ، وكان حازم [ القرطاجني ] يسميها فصولا ، وربما وجدنا الفصل أو القسم ، أو المقطع يتكون من عدة معانٍ جزئية ، وقد تطول هذه المعاني الجزئية ؛ فنستحسن أن نفردها ، وكل هذا من باب تنظيم المادة المدروسة لا غير ، قال - رضي الله عنه - :

    بانَتْ سُــعادُ فقَلْبِي اليــومَ مَتْبُولُ = مُتَيَّـمٌ إثْرَهــا لَم يُفْـدَ مَكْبـولُ

    وما سعادُ غَــدَاةَ البَيْنِ إذ رَحَلُــوا = إلا أَغَنُّ غَضِيـضُ الطَّرْفِ مَكْحـولُ

    تَجْلو عَوَارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتَسَـمَتْ = كأنَّـهُ مُنْهَــلٌ بالرَّاحِ مَعلُــولُ

    شُجَّتْ بِــذِي شَبمٍ مِن مــاءِ مَعْنِيَةٍ = صافٍ بـأَبْطَحَ أَضْحى وَهْوَ مَشمُولُ

    تَنْفِي الرِّيَــاحُ القَــذَى عَنهُ وأَفْرَطُهُ ‍= مِن صَوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعَـاليـلُ

    فيَا لها خُلَّةً لـو أَنَّهَــا صَدَقَتْ ‍= مِيعادَها أَو لَو انَّ النُّصْحَ مَقبولُ

    لكنَّهَـــا خُلَّةٌ قَد سِيطَ مِن دَمِهَــا ‍= فَجْـعٌ وَوَلْـعٌ وإخلافٌ وتَبديـلُ

    فما تدومُ على حـالٍ تكونُ بِهـــا ‍= كَمـا تَلَوَّنُ في أثـوابِهـا الغـولُ

    ولا تَمَسَّـكُ بالعَهدِ الــذي زَعَمَتْ = إلا كَما يُمسِـكُ المـاءَ الغَرابيـلُ

    فلا يَغُرَّنْكَ مـــا مَنَّتْ وَما وَعَدَتْ ‍= إنَّ الأَمـانِيَّ والأحـلامَ تَضليـلُ

    كــانَت مَواعيـدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلا = ومـا مَواعيدُهـا إلا الأَبـاطيـلُ

    أرجو وآمُــلُ أنْ تَدنو مَوَدَّتُهــا = وما اخَـالُ لدينـا مِنكِ تَنويــلُ

    أمسَتْ سُــعادُ بأرضٍ لا يُبَلِّغُهــا = إلا العِتـاقُ النَّجِيباتُ المَـرَاسـيلُ


    في هذا القسم ذكر كعب رضوان الله عليه مفارقةَ سعاد ، ولوعة هذا الفراق ، وأن قلبَه متبول ، مِنْ قولِهم ( تَبَلَه الحب ) إذا أسقمه وأضناه ، وأنه متيم أي : مُدَلَّه ، وذاهب العقل ، وأنه كالأسير لم يُعط الفداء ، فيُسْتنقذ ، وأنه مكبول ، من قولهم ( كَبَلَه ) كضربه ، إذا وضع في رجله ( الكَبْل ) وهو القيد ، ثم وصف سعاد ، وأنها كالغزال الأغن الذي في صوته غُنَّةٌ ، والغنة صوت لذيذ يخرج من الأنف ، وأن هذا الغزال غضيض الطرف : أي فاتره ، ثم ذكر ابتسامتها ، وأنها تجلو أي : تكشف عوارض ذي ظلم أي : أسنانها ، والظلم بفتح الظاء ماء الأسنان ، ثم وصف هذا الماء ، وأنه قد مُزج بخمر ، وهي الراح ، مزج بها مرة بعد مرة ، والنهل الشرب الأول ، والعلل الشرب بعد الشرب ، وكعب يقول : كأن ماء أسنانها قد مزج بالخمر ، مرة بعد مرة ، ثم أن هذا الخمر يُمزج بالماء ، فوصف كعب الماء الذي مُزج به الخمر ، وأنه ذو شَبَم : أي بارد ، والشَّبَمُ البرد ، وأنه من ماء مَحْنِيَةٍ : أي ما انحنى من الوادي فيه رمل ، وحصى ، وماؤه من أطيب الماء ، وأبرده ، وأنقاه ، والأبطح مسيل فيه دقاق الحصى ، وقياس جمعه الأباطح ، وجاء بطاح بكسر الباء على غير قياس ، والمشمول الذي ضربته ريح الشمال ، ثم استمر في وصف الماء الذي مزجت به الراح ، فذكر أن الرياح تنفي عنه القذى ، وهو الأذى الذي يصيب الماء ، وأنه أفرطه أي : ملأه من صوب سحابة سارية ، سحاب أبيض يجيء مرة بعد مرة ، وهذا معنى قوله ( يعاليل ) ، وقوله ( بيض ) فاعل ( أفرطه ) .

    ثم رجع الشاعر إلى سعاد ، وقال متعجبا ( فيا لها خلة ) ، والخلة : الصديقة ؛ لأن محبتها تتخلل القلب ، وقوله ( لو أنها صدقت ) وكأنه شرط التعجب والاستعظام ، ثم استدرك وقال أنها خلة قد سيط من دمها : أي خلط في دمها فجع : وهي الداهية ، وولع : وهو الكذب ، وإخلاف : وهو الخُلف ، والتبديل : وهو التغيير ، وأنها لا تدوم على حال ، وإنما تتلون كما تتلون الغول ، ولا تمسك وعدا كما أن الغرابيل لا تمسك الماء ، ثم تركها واتجه إلى المخاطب ، وقال : لا يغرنَّك منها وعد ؛ لأن وعودها وأمانيها تضليل ، وأن مواعيدها كمواعيد عرقوب ، وعرقوب رجل من العمالقة ، قال ابن هشام : وكان من خبره أنه وعد أخا له ثمرة نخلة ، وقال ائتني إذا طلع النخل ، فلما أطلع قال إذا بلح ، فلما بلح قال إذا أزهى ، فلما أزهى قال إذا أرطب ، فلما أرطب ، قال إذا صار تمرا ، فلما صار تمرا جذه من الليل ، ولم يعطه شيئا ؛ فضربوا به المثل في الإخلاف ، فقالوا : أخلف من عرقوب .

    وقوله ( أرجو وآمل ) رجوع إلى الرجاء والأمل ، وهو يقطع بأن ذلك لن يكون ، وهذا معنى قوله ( وما لهن طوال الدهر تنويل أي عطاء ، ثم ذكر أن سعاد صارت إلى أرض لا يبلغه إليها إلا العتاق الكرام النجيبات من الإبل ، وأخذ يصف ناقته هذه التي يرتحل عليها إلى سعاد .

    وبعد هذا البيان اللازم ننظر في بيان آخر هو أقرب إلى طبيعة الشعر ، وبناء معانيه ، وهو علاقات المعاني ، وطريقة تكوينها ، وبيان الروابط التي بين الجزئيات المكونة للنص ، وهذه خطوة تتبعها خطوة ثانية ، وهي دراسة أحوال المعاني الجزئية وتركيبها .

    أما بيان العلاقات والروابط التي ربطت جزئيات هذا النص ، وأقامت بناءه الشعري ، فإنك تراها في قراءة النص مرة ثانية ، وعيوننا معقودة على هذه القواطع ، والفواصل ، وأول ما تراه فيها قوله ( بانت سعاد ) وهي جملة خبرية ترتب على معناها قوله ( فقلبي اليوم متبول ... ) إلى آخر البيت لأن كل هذه أخبار متعددة ، وهذه الفاء [ فقلبي ] كشفت هذا الترتيب ، ودلَّتْ على أن ما دخلت عليه فرع مما قبلها ، وقوله ( وما سعاد غداة البين ) إلى آخر البيت معطوف على قوله ( بانت سعاد ) ولا يصح أن يعطف على قوله ( فقلبي .... ) ؛ لأنه ليس ليس مترتبا على بانت سعاد ، وإنما هو وصف لحسنها .

    وجملة ( تجلو عوارض ذي ظلم ) إما أن يكون خبرا آخر عن سعاد ، وإما أن تكون مستأنفة لبيان المعنى الذي دلت عليه ، وهي في الحالتين لا تخرج عن كونها وصفا من جهة المعنى لسعاد ، والبيتان بعد هذا البيت امتداد لمعنى هذا البيت ؛ لأنه لما شبه ماء الثغر بماء نُهِل بالخمر وعُلَّ بها ، نقل الكلام إلى الماء الذي شجت به الخمر : أي كسرت به حدتها ، ووصفه بأنه ماء محنية صاف ، وأن رياح الشمال تهب عليه ، وتنفي القذى عنه إلى آخر ما ترى ، وهكذا تصير هذه الأبيات الثلاثة كأنها جملة واحدة .

    وقوله ( فيالها خُلَّة ) بنى به البيت على هذا التعجب ، وهذه الفاء ربطت هذا المقطع بأوصاف سعا ، ورتَّبته على هذه الأوصاف ، وكأن سعاد هي قطب رحى الشعر في هذه الأبيات ، يروح بها ويغدو ، وتجتذب نحوها كل جمل النص ، وقوله ( لو أنها صدقت ) ( لو ) فيه معناها التمني ، وهو هنا يتمنى لو كانت صدقت حتى يتم له التعجب والاستعظام ، ويتمنى - أيضا - لو أن النصح مقبول : أي لو أن نصحه لها مقبول ، وقد ذكر ابن هشام أن الألف والام في ( النصح ) خلف عن الإضافة ، والأصل نصحها ، وأن الإضافة من إضافة المصدر إلى مفعوله ، وقوله ( لكنها خلة قد سيط من دمها ) استدراك كما ترى ، وقوله ( فما تدوم ) هذه الفاء آذنت بأن ما بعدها مترتب على ما قبلها ، وأن تغيُّرها إنما هو لأنها قد سيط من دمها خُلْفٌ ، ووَلْعٌ ، وقوله ( وما تَمَسَّك بالعهد ) معطوف على تدوم ، داخل في حيز الفاء الدالة على الترتيب ، وقوله ( فلا يغرنك ) إلى آخر البيت مترتب على قوله ( فما تدوم وما عطف عليه ) ، وتأمل ترتب معان على معان هي مترتبة على ما قبلها ، وكيف تتفرع من الفروع فروع ، وقوله ( كانت مواعيد عرقوب ) تأكيد لقوله ( فلا يغرنك ) وداخل فيه ، وقوله ( أرجو وآمل ) معنى مستأنف يشبه القل الذي يتم به هذا المقطع .

    وتأمل قوله ( بانت سعاد ) وما في كلمة بانت من الحنين واللوعة ، والمفاجأة بالفقد ، وهي كلمة رحبة تبسط معناها على أحوال كثيرة ، ثم إن هذه الجملة ليس فيها صنعة ، وإنما هي فعل وفاعل ، وإنما كانت الإصابة في اختيار كلمة البين ، وجعله مفتتح الكلام ، وأول ما يسمع ، وأو ما يطرق القلب ، ووراء ذلك من شجن النفس ما وراءه ، وقد ذكر ابن هشام أن القصائد التي أولها بانت سعاد تزيد على خمسمائة قصيدة ، ومعنى هذا أنها جملة مُعْرِقة في الشعر ، وأنها مِفتاح النغم ، وأول الإنشاد ، وكعب يُردف هذا البين الذي افتتح به إنشاده بقوله ( فقلبي اليوم متبول ) فيذكر القلب ، والتَّبْل الذي هو الضنا ، والسقم مع البين ، ثم يُتبع ذلك بقوله ( متيم ) فيعيد الميم ، والتاء ، من متبول ، وكأنه يقوي الإنشاد ، ويرتقي بالمعنى ؛ لأن المتيم الذي أذهله ما يجد ، وهو غير ذي الضنا والسقم ؛ لأن هذا فيه قدر من ذهاب العقل ، وليس الجسم فحسب ، ثم يُلح عليه ما يجد ، فيضيف ( لم يفد ) أي أسير لم يستنقذ ، ويدخل بالصورة مدخلا آخر ، فيجعل فلبه أسيرا ، ثم يزيد ، فيضع القيد أو الكبل ليس في قدميه ، وإنما يضع فيه قلبه ، ويعيد الصوت الأول الذي هو ( متبول ) والشَّبه بين مكبول ومتبول ، شبه في الوزن ، وأول الكلمة وآخرها ، وكأنه يرد عجز النغم إلى صدره ، ويرجع صوت شجنه ونوحه على قلبه .

    وترى هذا بصورة أوضح إذا نظرتَ إلى مُفتتح أخر بهذه الجملة ، وذلك قول ربيعة بن مقروم الضبي ، وهو شاعر مخضرم ، قال :


    بانت سعاد فأمسى القلبُ مَعْمودا = وأخْلَفَتْكَ ابنةُ الحُرِّ المواعيدا

    ويا بعد ما بينهما ، كعب يقول ( فقلبي ) ، ولم يقل ( فأمسى قلبي ) ، فجعل ما أصابه أثرالبين ، ولم ينتظر المساء ، وإنما جلب الهم إلى ربيعة هذا المساء ، وما أخصب المساء في الشعر وأغرزه ، ثم إن ربيعة اكتفى بخبر واحد ، ثم وثب إلى المعاتبة ، وكعب ألح في شعره على بيان حاله ، ولم ينتقل إلى المعاتبة ، وإنما انتقل إلى شيء من محاسن سعاد ، فقال :


    وما سعادُ غَــدَاةَ البَيْنِ إذ رَحَلُــوا ‍= إلا أَغَنُّ غَضِيـضُ الطَّرْفِ مَكْحـولُ

    اتمنى اكون افدتك ارجو منك الدعاء لي بالنجاح

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الموقع
    في أرض الله الوااااااااااااااسعــــــــــــــــــــة
    الردود
    101
    الجنس
    امرأة
    الله يجزاك بالخير أختي الكريمة تايهة وان شاء الله لا تكوني تايهة أبداً
    ويجعلها في موازين حسناتك يوم تلقينه
    و يسعدك ربي دنيا وآخرة ويرزقك النجاح في حياتك العلمية والعملية
    شاكرة كثيراً لكِ بارك الله فيك ِ

    .................................................. .
    لكن بقي الجزء الثاني من الأبيات والتي بدايتها :
    فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ *** فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
    كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ *** يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
    أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* ** والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
    وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً *** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
    مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
    لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ

    أتمنى أجد تفاعل من البقية كما فعلت أختي تايهة جزاها الله خير الجزاء
    تكفون الاختبار غداً ..


مواضيع مشابهه

  1. السلام عليكم مساعدة جعلها الله فى ميزان حسناتكم
    بواسطة salyt في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 2
    اخر موضوع: 28-09-2009, 08:45 PM
  2. ساعدو اختي ويجعله في موازين حسناتكم
    بواسطة pouce في العناية بالشعر وتصفيفة - تسريحات, عروس, قصات, صبغة
    الردود: 6
    اخر موضوع: 14-03-2009, 06:30 PM
  3. الردود: 8
    اخر موضوع: 19-05-2007, 04:33 PM
  4. الرجاء المساعدةالله يجعله في موازين حسناتكم
    بواسطة مهبط الطير في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 2
    اخر موضوع: 30-03-2004, 07:15 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ