حياتي فصول
أشرقت تلك الشمس وانسل ضوؤها يداعبني فتحت عيناي لأرى جمال الصبح لأنعم بزقزة العصافير وأتأمل قطرات الندى تتسابق على نافذة غرفتي فيمتلأ قلبي نشوة فأنا أعشق هذا الصبح .. ولكن سرعان ماينجلي الصبح وينقضي اليوم وأرى الشمس تودعني ناحية الغروب
- انتظري لازلت أريدك أريد أن تؤنسي حياتي
- فترد قائلة : لا تقلقي فغداً يومٌ جديد فقط ارتاحي قليلاً وسأطل عليك أوقظك
أنام وأملي باللقاء بها ~ أنتظرها توقظني كعادتها , لكنها اليوم أقوى نعم إنها ليست على ما يرام هي ليست كعادتها
- بادرتها : مالك حارقة ليس كباقي الأيام ؟
- فأجباتني : ياحلوتي ليست كل الأيام سواء .. أولا تعلمين أن الصيف قد جاء !
- وما ذنبي إن كان قد جاء لألفح وأشوى ؟ فأنا لا أتحمل كل هذه القسوة
- لا تتعجلي فغداً سيكون مختلف , سأريك جمال هذا الصيف لاتحكمي على الأشياء بهذه السرعة فقط تصبري ولا تقلقي
انتظرتها حتى جاء الغد , أخذتني لمكان يحلو فيه المد والجزر ~ يأنس فيه الطفل والكهل
جلسنا عند تلك الشطئان واستلقينا على الرمال نسمع صوت الأمواج ونستنشق رائحة البحر
كلٌ هنا سعيد , أطفالٌ يبنون قلاعاً وآخرون شقاوتهم ليس لها حدود يجرون ويضحكون وحتى أنا ابتسمت
انقضى يومنا وشكرتها من قلب فكل جرح الأمس داوته بماء وملح
خلدت إلى فراشي ولكن ,, كوابيس الليل سرقت رقادي
امسكت بلحافي وتنفست بصعوبة رعبٌ دب في قلبي وضعت يدي عليه وتفقدته لازال ينبض الحمدلله لازلت بخير
ولكن .. صمتٌ قاتل وظلام دامس حتى القمر كان قد انخسف ,, تمنيت لو تعود بالله عليك عودي أيتها الشمس فكم أخاف من الظلام ,, وكأنها سمعتني فأشرقت وتساقطت معها كل الأوراق , بدا المكان خواء لا لونٌ يزين الأرجاء لا زهرٌ ولا طير فلا تغريد ولا عطر , الكون كساهـ الشحوب والشجر تقشع وتغير
صرخت بأعلى صوتي قائلة : لا أريدك هكذآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ عودي عودي كالأمس لا تتركيني وحيدة أتخبط ولكنـ لا أسمع سوى صوتي فالفراغ جعل من صداهـ يتردد
عاودت طلبها , عودي ولو لافحة كقبل أمس ولكن عودي أرجوكيـ فضوء حارق أرحم من شحوب
أجابتني : أولم تتعلمي الدرس ؟!
جلست أرقب حتى تجمدت من البرد فجأة تغير كل ماحولي كهذا المناخ
ارتجفت ورأيت بياضًا كسى المكان وكور تتساقط من فوقي بيضاء طاهرة كقلب الأطفال ,, رغم تجمدي إلا أن البياض غمرني بالساعدة أحسست بنقاء – بطهر – بصفاء . امتلأ الكون به لا شوائب لا صوت لا ضجيج لا خوف فقط بيآآآآآآآآآآآض . وبينما أنا غارقة في تأملي أحسست بيدٍ دافئة تحتضنني
- بنيتي أخاف عليك من البرد فلتدخلي
أجلستني قرب المفأة وصوتها الحاني يقول : بنيتي الحياة فصول ~ مابين شتاءٍ وخريف وصيفٌ يتلوهـ ربيع
نظرت إليها وابتسمت وقلت :ولكنـ أجملها ذاك المتلون الزاهيـ,, فكمـ أحب الربيع
وبعدها أشرقت الشمس (=
الروابط المفضلة