يا ليتني كنتُ فأرة !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صارت حياتي كلها ألغاز *** من يوم أن دخلت يا جهاز
أتيتنا بشاشة صغيرة *** عجيبة ألوانها مثيرة
ولوحة كأنها رصيف *** قد زيّنت بلاطها الحروف
وفأرة ناعمة الأسنان *** تعمل في زوجي فعل الجان
إن مدّ يوماً نحوها الذراعا *** فقد أضاع وقته وضاعا
يتركني أعد همهماته *** وهو على شراع مركباته
أشكو بلاء العصر والحضارة *** أقول ليتني أصير فارة
وذات يوم قاتم غثيث *** جيء لنا بالمودم الخبيث
في وجهه سطر من العيون *** يومض بالألوان في سكون
فصرت أستعيذ منها بالصمد *** من شر كل حاسد إذا حسد
وعندما حل المسا وجن *** لمست أنّ في الجهاز إنّ
صار لزوجي ألف ألف صاحب *** جميعهم من زمرة الأجانب
وربما كان من النسوان *** من يدخل البيت بلا استئذان
أسمعه يضحك في الخفايا *** وليس في غرفته سوايا
وكلما سألته عن مسألة *** سمعت منه أحرفاً مبلبلة
من لغة دميمة كالقرد *** كعلبة ال سي دي وكـ الكي بورد
رحماك يا زوجي أجِب رجائي *** ولا تزِد مصائبي ودائي
حتى أعيش متعة الحياة *** وإلا فانتظر بسكتةٍ مماتي
وكل ما أوصيك بعد موتي *** شاشة تأبين بإنترنتِ
يا مفسد البيت يا حاسوب *** يحسب فيك الهمّ والكروب
لأنتَ في تعاسة المصائر *** تفوق أربعاً من الضرائر
إن لم تفارق بيتنا يا سارق *** وتعطني زوجي فإني طالق !
ووالله إني لأسمع صيحة النساء .. ممّن يعانَين من هذه المعضلة !
اللهمَّ ردَّ الرجال الى بيوتهم رداً جميلا .. يا حميد
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين ..
__________________________________________________ __
الروابط المفضلة