أبي الغالــــي .. أمي الحبيبـــــة ........... في فلسطين ،
والدى العزيز .. والدتي الحنونة ............ في العراق ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
في البداية أقبل أياديكم الطاهرة والكريمة .. وأرفع وجهي إلى السماء في هذه الأيام المباركة أن يحفظكم الله وأن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية .
أتى رمضان علينا هذا العام ومازال الفراق مستمر .. والبعاد مفروض .. بعاد فرضته علينا وعليكم ظروف قهرية لادخل لنا بها .. نتمنى الإجتماع بكم والإستمتاع برؤيتكم ومشاهدة وجوهكم النيرة والمشرقة وأن نرتوى حباً وحناناً من نبع قلوبكم الحانية ..
أشعر بما تعانونه من مشقة وحرمان .. تتساقط الدموع من العيون وهي تتذكركم وتفكر فيكم وأنتم تعيشون وسط أجواء ملبدة بالظلم والقهر والعدوان .
نعم نحن أحياء ، نعيش في خير وسلامة ، لم ينقصنا شيء ، إلا رؤياكم .. ولكن مع توفر كل شيء إلا أننا نفقد كل شيء .. ويكفي أننا نفقد حنانكم .. نفقد طلتم البهية .. نقد إبتسامتكم الرقيقة التى كانت تمنحنا الأمن والأمان .
لم ولن ننساكم ولو حدث نكون دخلنا في زمرة العاقيين ، وهو أمر لا نرضيه لأنفسنا لأنكم قمتم بتربيتنا على الحب والإحترام وهنا يحل علينا غضب الله إذا خالفنا أوامره عز وجل نحوكم .. وصدقوني أحباء القلب ، أباء وأمهات أننا لا نشعر بأى طعم حلو المذاق للحياة بدونكم .. نعم نؤدى عملنا على الوجه الأكمل .. ونعود لبيوتنا فنجدها تفتقد للكثير .. تفتقد لإبتسامة الأب وحنان الأم .. صوركم مائلة أمام الأعين .. خاصة في أيام رمضان المبارك .. ففيه نتذكر الأب العطوف والأم الحنونة ومائدة الطعام التي تجمعنا .. وفيها من صنعك أبتها الأم الحبيبة ما نفتقده اليوم .. فلن يعوضنا أحد عن ما كنت تقدميه إلينا وبنفس طيبة .. مع إحترامي لأجيال اليوم . !!
ونتذكر وأنت توقظينا لتناول وجبة السحور .. في أوقات قارسة البرودة .. وأوقات شديدة الحرارة .. ولن ننسى ذلك .. ولم ننسى تعبك وسهرك وألمك من أجل راحتنا .. وكذلك الأب العطوف الذى يكد ويكدح من أجل توفير حياة كريمة لنا .. هنا أقف وأفكر ويفكر مثلي الكثير من الأبناء :
كيف تتناولون وجبة الإفطار .. وكيف تتسحرون ومن يقوم بخدمتكم ؟ حقاً إنها صورة مؤلمة .
ولا ادرى كيف نرد لكم شيء قليل مما قدمتموه إلينا .. ومهما قدمنا فلن ولم نوفيكم بعض من حقوقكم على الأبناء الذين أحرفتهم نيران الفراق .. وأصابتهم لوعة الحرمان من رؤية وجوهكم البشوشة بحسرة وألم .
أنا في حيرة من أمري وانا اكتب اليكم .. ففي قلبي الكثير ولكن ما في القلب لا يعلمه إلا الله .
يارب : نسألك في هذا الشهر الفضيل أن تنصر أمة الإسلام .. وأن تجمع شملنا بالأباء والأمهات وإخواننا وأخواتنا وأقارينا وجيراننا .. فقد اشتقنا إليهم .
يارب : طال الفراق .. نريد رؤية أحباء قلوبنا .. نريد أن نرتمي في أحضان الأباء .. ونضع رؤوسنا على صدر الأمهات .. فالأمل فيك وحدك يارب العرش العظيم أن تحقق لنا تلك الأماني التي طال إنتظارنا لها .. حتي نشفي غليلنا من ألم الفراق والبعاد .... يارب .. يارب .. يارب ...... أنت الأمل وأنت الرجاء فحقق لنا هذه الأمنية الغالية .. فنحن بدون الأباء والأمهات لا نساوي شيئاً .
اللهم احفظ أبائنا وأمهاتنا في فلسطين والعراق وسائر بلاد المسلمين .. وأرحم وأغفر يارب لمن فقدناهم .
الروابط المفضلة