ديوان الشعاع ..
وليد عبدالكريم إبراهيم الأعظمي
ولد الأخ وليد عبدالكريم إبراهيم الأعظمي سنة 1930م في "الأعظمية" المدينة التي أخذت اسمها من اسم الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، وهو من قبيلة "العُبيد" العربية القحطانية الحميرية، كما أن سكان الأعظمية، معظمهم من أبناء هذه القبيلة، وقد تعلم قراءة القرآن الكريم لدى الملا عميد الكردي، وانتسب إلى مدرسة الأعظمية الابتدائية الأولى وأكمل الدراسة الابتدائية فيها.
وقد نشأ في بيئة دينية وأسرة محافظة على دينها، فكان محافظاً على الصلاة وهو صبي، وكان وأصحابه يقضون معظم أوقاتهم في جامع الإمام الأعظم حيث الدفء والأنوار والجو الروحي العابق بالبخور والعطور، والزرابي المبثوثة والسجاد الوثير الفاخر.
ومنذ صباه تعلق بالخط العربي والشعر العربي.
مشايخه
كان في شبابه يحرص على حضور دروس العلامة الشيخ قاسم القيسي "مفتي بغداد" التي يلقيها على طلاب المدارس الدينية في "مسجد بشر الحنفي" في الأعظمية، وكذلك دروس العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي في "مسجد خطاب" بالأعظمية، ودروس العلامة الشيخ محمد القزلجي الكردي، ودروس الشيخ عبدالقادر الخطيب، ومجلس العلامة الحاج حمدي الأعظمي في منزله، ودروس العلامة الشيخ أمجد الزهاوي في جامع الإمام الأعظم ومسجد الدهان.
بداياته الشعرية
بدأ نظم الشعر وهو ابن خمسة عشر عاماً، وكان قبل ذلك بقليل ينظم الزجل والشعر الشعبي بلغة العوام، وكان خاله الأديب مولود أحمد الصالح يوجهه ويرعاه ويصحح له بعض الأوزان ويبدل بعض الكلمات، وفي سنة 1946م افتتحت جمعية الآداب الإسلامية فرعاً لها في الأعظمية فكان ينشر فيها بعض المقطوعات الشعرية بعد أن يراجعها ويصححها الأستاذ المصري الإخواني محمود يوسف المدرس في دار المعلمين بالأعظمية.
ثم انطلق بعدها إلى الشعر حيث أصدر عدة دواوين شعرية كان أولها "ديوان الشعاع" الذي أصدره سنة 1959م وتتابعت بعد ذلك دواوينه وكان آخرها "نفحات قلب" الذي أصدره عام 1998م.
للأستاذ وليد الأعظمي دواوين كثيرة أهمها: ديوان الشعاع، ديوان الزوابع، ديوان أغاني المعركة، ديوان نفحات قلب، وقد جُمعت كلها في حياته في مجلد كبير، تحت عنوان (ديوان وليد الأعظمي).
وأما مؤلفاته النثرية، فهي: شاعر الإسلام حسان بن ثابت، المعجزات المحمدية، تراجم خطاطي بغداد المعاصرين، الرسول في قلوب أصحابه، مدرسة الإمام أبي حنيفة، تحقيق ديوان الأخرس، تحقيق ديوان العُشاري، الخمينية، السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني، هجرة الخطاطين البغداديين، شعراء الرسول، تاريخ الأعظمية، تحقيق ديوان عبدالرحمن السويدي، أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران، حسان بن ثابت الأنصاري، عبدالله بن رواحة الأنصاري، كعب بن مالك الأنصاري، عباد بن بشر الأنصاري، قتادة بن النعمان الأنصاري، أبولبابة الأنصاري، سعد بن معاذ الأنصاري، أسيد بن حضير الأنصاري، أبوطلحة الأنصاري، حارثة بن النعمان الأنصاري، عقبة بن عامر الأنصاري، أبودجانة الأنصاري، ذكريات ومواقف، رجال من قبيلة العبيد.
وله مقالات كثيرة منشورة في الصحف والمجلات العربية، تنتظر طلاب الدراسات العليا، ليجمعوها، ويكتبوا عنها وعن صاحبها دراساتهم التي تؤهلهم لنيل الماجستير والدكتوراه.
يقول من قصيدته (حيرة):
نامت عيون العابثين وقد غفت
لكن عين الحر كيف تنام
أينام والبلوى تحز بقلبه
حزاً وقد أودت به الآلام
وقد توفي الشاعر- رحمه الله- مساء السبت 21/2/2004م، بالعاصمة العراقية بغداد، وقد تجاوز الثالثة والسبعين من عمره، وذلك بعد صراع مع المرض دام أكثر من شهر، عقب إصابته بـ(جلطة) تلقى خلالَها العلاج، وقد شُيِّعَت جنازته يوم الأحد الموافق 22/2/2004م
رحمه الله رحمه واسعة ..
وجزاه الله خير الجزاء ..
الروابط المفضلة