في الموت حياة
وحبي وفاء
إذا ما تناهى إلى مسمعي نداء صلاة أراك أبي
أرى في شعاع الشموس ضياك وفي لظى شفق المغرب
أرى في نعيم الجنان سناك
وأحمد باريك الذي انتقاك
لماذا الدموع لماذا البكاء؟
رأيت أنا في الوفاة ارتقاء
صعود إلى عالم من عطاء
سمو وقرب وليس فناء
أرى في نعيم الوفاة استراحة
من الصخب المؤرق، راحة
تعيد الأمور إلى بدءها
ارى في نعيم الوفاة خلود
إلى الرحمة وهي سر الخلود
تجير العباد بخالقها
من الخبث
من المرض
من الهفوات وشر الوجود
غداة ارتقاء أبي للسماء
ضحكت وكان رفيقي البكاء
ولكن لعلمي بأنه جاء
أوان الرحيل إلى الآخرة
ضحكت وفي مقلتيَ دموع
من الفرحة إذ حان الرجوع
إلى خالق وجب له الخضوع
وذاع دعائي بالمغفرة
تذكرت يوم تركتُ الكتاب
ورحتُ الاعب قرب الباب
كرات الصغار وعزف الرباب
شُغلت لسني عن المذاكرة
وكان علي احتمال العقاب
سمعت نداءآ حنون الصدى
فزعت وقلت:"الأمر انقضى"
خشيت عقابآ بعيد المدى
سياط ، سباب وأشغال شاقة
وحين التفتت رأيت ابتسامة
ونظرة حب خلال صرامة
فقلت في نفسيَ:"يالندامة،
كمخطئة كم أتوق استقامة"
فأجلسني حول طاولة الطعام
وأخرج ورقآ وبعض أقلام
وبالرأس أومأ لي :"اكتبي
لخمسين مرة : أحب أبي"
ضحكت ومات الصدى في الغياب
وصرت وكلما دق العقاب
باب الذكرى أراك أبي
وأشهد أنك نعمَ أبي
فأنت هنا أبدآ لم تمت
وذكراك في القلب لم تختبي
الروابط المفضلة