قيودٌ من زجاجٍ لا تكتفي بالساعدين
بل تقيد العينين عن الرؤية والتمتع بوصوصة النجوم في هدأة الليل
وتقيد القدمين عن السعي في مناكب الأرض والتمتع بكنوز الجمال المنثورة بلا ثمن..
وتقيد السمع عما سوى ما ينببعث منها
قيودٌ بكماء تكتب بأصابعنا
وعمياء ، بيد أنها تشد اعيننا اليها قسراً وتمنعنا مما سواها
وصماء بيد انها علمتنا ان ندمن مخاطبتها دون سواها
مربعة الشكل، قبيحة الهيئة ، متعبةً للبصر، خانقةً للشباب
ومع ذلك: نسير خلفها ساكنين..واعجبي
وتنطوي أيام العمر ونحن لها مدمنين
كمستضبَعٍ يتبع الضبع ظاناً أنه قريبه...
تنظر الي طفلتي بإشفاق: أما زلت تعمل؟
ويقف طفلي على الباب بصمت، فعندما أسأله عن حاجته يقول بارتباك: ألن تلعب معنا اليوم أيضاً؟
تتماهى عبر سطحها الفراديس ، ولكن: لا رائحة لعبير ولا رذاذ للماء.
وتميس فيها الغيد الحسان: ولكن لا جرس صوتٍ ولا دفء لمسة....
وتكتنز فيها الاموال / ولكن: لا درهماً يجنى ولا دينار
تؤلمنا اصابعنا وتحدودب ظهورنا ..وتسأل عن غيابنا أزهار الصباح وعصافير السحر
ولا نجيب
لان شفاهنا مقيدة
يلعلع في ذواتنا الشباب الغضوب صارخاً: كفى..كفى
فنزيح القيد الزجاجي..فينكسر
وتتجلى من خلفه أطياف نهارٍ سعيد ومساءٍ واعدٍ بالأنس باللقيا
فنرفع العينين الى السماء باسمين بمرارة
ونهتف ساخرين من أنفسنا: لعنة اللهِ على الحاسوب.
الروابط المفضلة