من أب حزين إلى ولده ..!!
.
ولدي الحبيب :
أخاطبك وكلي أمل أن تسمعني بقلب مفتوح ،
هل تذكر وأنت صغير كيف كنت صاحب أدب وكرم وشهامة ، حسن الأحوال ، طيب السمعة ، نفتخر بك أمام الجميع .. !
فما بالك اليوم وقد كبر عمرك وازداد عقلك ، مشيت في الطريق المعاكس وخالفت شرع الله ، وأصبحت أمورك لا تسرنا وكل أفعالك لا ترضينا .. !
هل فكرت في العقاب الألهي وأنت تتعامل مع والديك بهذا الأسلوب الذى يدور في دائرة كلها عقوق الأمر الذى يغضب الله وبالتالي يغضبنا ؟
أحزن ياولدي عندما أجدك لا تأخذ بنصيحة ، ولا تستمع لحديث ، واتبعت نفسك وهواك ، وسمحت لشياطين الجن والأنس أن تحيط بك من كل جانب .. فلماذا ؟ وماهي الفائدة التي تعود عليك ؟
هذه آخر كلماتي ونصائحي إليك ، خاصة وأنا أحرص على فائدتك من نفسك ، وأعلم منك بما يفيدك وينفعك ، فحذار من مواصلة السقوط والوقوع في هاوية الهلاك .. فتندم وعندها لا ينفع الندم ..!
ياولدي : لا تفتخر بالمال ، ولا تتعلق بالزينة والجمال والكماليات ، فهي أشياء زائلة ، وما الزينة الحقيقية إلا زينة الأدب ، ولا فخر للإنسان إلا بعمله وما كسبت يداه ..!
في أي شيء تفكر وإلى متي ستظل في عنادك وكبريائك ولاتسمع نصيحة والدك ولا نداء والدتك ؟
ياولدي .. الفرصة بين يديك ، ضع نصائحي نصب عيناك .. كن قريباً من الله .. كن قريباً من أهلك وصغارك الذين هم في أمس الحاجة لك ، تواضع مع الصغير والكبير والصديق والجار والزميل .. كن كما عرفناك صغيراً صاحب قلب عطوف وحنون .. عد إلى رشدك ، وأترك المظاهر الكاذبة وابتعد عن رفاق الســــوء ..!
خذ من أخطائك طريقاً للنجاح .. وأعلم أن الدنيا دوائر وأنها لا تدوم لأحد من خلق الله ، فلا تشمت بك الناس أكثر من ذلك . .. واعتبر هذا هو النداء الأخير ،،،
اللهم أني قد بلغت .. اللهم فأشهد ...!!
وفقك الله لصالح الأمور .. وهداك الله لخير الأعمال .
والدك المحب والحزين ......!!!
الروابط المفضلة