يا والدي لا تُسْـبـِل الأحـــــــــزانا لستُ الجَبانَ وما أراك جـــبانا
يا والدي والسجن عندي جنّـــــــةٌ أرأيتَ مثلي في السجـون جِنانا
من كان ربّ العرش مقصــدَه فلن يرضى الهوانَ ولن يعيش مُهَانا
معصوبةٌ عيناي لكنّــــــــــي أرى ما لاترون تلذّذا وأمــــانا
ويبيتُ في الأغلال جسمي مُوْهَناً والروحُ فيني تشبه البركــــــانا
من فوق رأسي حارسان يخيفهـــم نَفَسِي فيحُسَبُ من فمي حُسْبَانا
ويمرُّ طيف الذكريات بخاطــــري فأبلُّ منه الرُّوحَ و الوجــــدانا
لكأن أمّي لم تدعْ من دمـــــــــــعةٍ إلا أراقتها أسىً وحــنانا
واللهِ لو عَلِمَتْ بجنةِ خافقــــــــــي لـَغـَفت بملءِ عيونها اطمئنانــا
يا والدي أتظن ليلي وحشـــــةً وأنا أرتل في الدجى القرانــا؟
هياتَ! ما صدري عليَّ بضِّيـــــق ما ضاقَ صدرٌ يحمل الإيمانـا
أنا في سبيل اللهِ أبذل مهجــــــتي وأقيمُ لي بالمكرماتِ كـَيَانـــــا
لو مزّقوني ما جزعتُ فإنّـــــــه داعي الجهاد إلى الجنان دعانا
يا والدي حتّامَ نبقى هـــــــكــــذا متأمِّـلين نعدُّ في قتـــلانا
حدثْ عن الإقدام أمّــــــــتنا التي ضَـلـَّتْ فلم تعرفْ له عنوانـــا
وابحثْ عن الإنسان يا أبتي فقـــد تعبَ الشعورُ ولم يجدْ إنســانا
أنا يا أبي أصبحتُ أعظمَ مـجرم ٍ لمَّا رفضتُ الذلَّ والإذعــــانا
قالوا مدانٌ أنت بالإرهاب يــــــا فرحي إذا بالدين صرِتُ مدانا
حلٌ لهم طغيانهم في أمــــــــتي ومحرَّمٌ أن ندفعَ الطغيــــــــانا
ويجوز أن ترمي اليهودُ قنابـلا ً تمحو القرى وتمزق الصبيـانا
وإذا رمى طفلٌ ببعض حجــارةٍ أمسى عدوّاً مُجرماً خــــــوَّانا
خرجوا لقتل اثنين وسط كهوفهم ما ذنبُ أطفال تموت عيــــــانا
من رامَ قاعدة ليهــــــدم أصلـَها لمَ يستطيلُ ويهدم الجــــــدرانا؟!
لا جرمَ لو قتلوا الشعوب تقصُداً أو أحرقوا بالساكن الأوطـــانا
هدموا جميعَ البيت يا عجبي وما هزّوا لقاعدةٍ به أركــــــــــــانا
لم نعرفِ الإرهابَ في إسـلامنا إلا على الباغي لنا عـــــــدوانا
إسلام عدل كيف يُنصفُ من يـدٍ مغلولةٍ لم تعرفِ الميزانـــــــا؟!
يا والدي اذكرني بأكرم شيمــةٍ مع كل خيلٍ تحمل الفرســــانا
وإذا رأيت الأسد فاذكر باسلا ً في القيد يسكن مثلها القضبــانا
إنا نرى ما لا ترى من ظلمهم واللهُ رب العالمين يـــــــــرانا
للكافرين الذل لا مولى لـــهم والله في عليائه مـــــــــــولانا
هذه رسالة من أسير في كوبا لوالده....فك الله أسرى المسلمين..آمين
الشاعر
محمد بن عبدالرحمن المقرن
جزاه الله خيرا
منقول من الساحة السياسية
الروابط المفضلة