تجهل الأميرة النائمة مداد الدموع المنسكب حرقةً لكدرها السخيف..
حرقةً لنزولها من علوِ لا يليق بها لتلعب في الوحل معي ويتسخ فستانها الأبيض بكفّي القذرة..
أنتِ كالنخلة تصافح الشمس وتهمس للقمر..
فلمَ نزلتِ دون موكب أو حرس!!؟؟
لمَ نزلت إليّ وأنا التي تعيش بومض نجمكِ في السماء وتهتدي به في السفر..
لمَ نزلت؟؟
ألا تعلمين أنكِ صاحبة للجلالة وأن فستانكِ رغم طفولتكِ يصيبنا نحن أطفال الفقراء بازدراء للحياة وعشق للثراء..
لنتذكر سويا أيام عمريً الحالمة..
تذكرين صخبي حين وقعت بشهادة ميلاد الصداقة بيننا..
كفاكِ وقتها لم تكن في احتياج لمصافحة كفي المتشققة والمعتادة على أيد الهموم الغاصبة..
لأن أمي أخبرتني بأن أثرياء القوم لا يصافحون للسلام على أمثالنا فهم صادقون مُصدقون
أما كفيكِ الدافئة..فهي أسطورة لن تكرر إلا في سلالتكم النادرة..
كنت أتهندم في اضطراب للقائك
وأحاول أن أعصب عيناي بالنسيان وأتعامى أنكِ ذات جلالة وفخامة وأنا ذات فقر أسود
فأبكي من المقارنة الجائرة حتى يتسخ قميصي وأعدل عن اللقاء بحسرة الكون
وبين ميزان اللهفة عليكِ والعار مني أقف بترنح وإنكسار..
كنت أعلم أن الفرصة لا تأتي في العمر إلا مرة..فأمسيتِ الفرصة النادرة وحلم كل قلبٍ يظن خيراً بالحياة..
من جفافٍ وتيهٍ في بيداء العمر..أمطرتِ بندىً يضج بالإنسانية المفقودة في الأرض..
فحملتي راية البشرية ومضى الناس تحت لواءكِ بطاعة..
جمعت بين عراقة سلالتك وبين وردة بيضاء في وجدانكِ .. بتلاتها قلبٌ وروحٌ وعطاءٌ يروي بجنون!!
كنتُ أعرف مدرسة الحياة وأجهل أن من الناس ألف كواحد وواحد كألف إن أمر عنى!!
كنتِ ألفاً بل ألوفاً تحاصرني في دروب الخوف فأمسكْ بكفيكِ برهبة الموت و وجلِ الهروب
كنتِ منارة شامخة تضيء ولا تستمد الضوء..
تشع ولا تُظْلِم وبين انفراج الصبح وانعتاق المساء تقفين بأنفة..
كان اندلاقك يروي تشققات روحي المجدبة بالبعد والمتقرحة بالظلام..
يروي حد الغرق..
فأصاب بالخرس وتُلجم أحرفي دون أن ترى النور ويفيض محيط العين
ثم أستجدي ردة الفعلِ الوحيدة والفقيرة مثلي فأرفع الأكف في رجاء ذليل..
عودي هناك..
فأنتِ سامية لا تحتاج لفقيرة تلتقم دون عطاء..وتقطف دون زراعة..
أنتِ لكِ الحسنى وكل الجمال..وهذا ما افتقدته في معركة الحياة..
عودي لقصركِ..
فالجميع بانتظاركِ هطولكِ..
ستسعدُ الجدران بكِ ويعود النبض للجمادات الخفية..
وأنا سأبقى أشكلّك بين اسمٍ في النجوم ورسمٍ على رمال البحر..
سأهمس لكِ وأرسل حديثي مع صدف الشواطئ والمحار وسأخط رسائلي برماد عينيّ ثم ألفها في قوارير وألقيها في النهر
علّ من يلتقطها أحب قلب دون عدو لي وعدو لكِ فيسخر..!
عودي..
فلا مكان لكِ بين فقراء الروح والعطاء..
الحالة: ولاءٌ لصاحبة الجلالة..
*بين الرُكام تنفست.!!
الروابط المفضلة