ألأخوة وألأخوات ألأحباء الغاليين...
هلم يا من أحب ربه ...
يا من صوره ربه من العدم
وأنزل له دواء لكل سقم
ورزقه العقل ليختار
وأكرمه ببعثة المختار
فهداه سبيل الرشاد
وأنار له كل سواد
ورغبه بخير الجنان
وأرهبه من عذاب النيران
ورزقه أبوين يرعيانه
وأخلاء يصدقانه
أفبعد كل النعم التي لم ولن تحصى أفلا تحب ربك ؟؟ !!
{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}
لاحظ أنك لن تحصي عد نعمة واحدة فكيف بكل النعم ؟؟ !!
لكن الجواب المطروح دوما عندما تسأل أي شخص:
ما أعظم حب لديك ؟؟
قال: حب الله ...
لكن للأسف لا يغني الكلام عن الفِعال
فالحب الذي بمثابة ريش يطير في الهواء
تذهب به الريح مكان ما شاءت ومتى ما شاءت وكيفما شاءت
لا يعد هذا في ميزان الحب شيئا
بينما قد يبذل الشخص فينا المستحيل لقلب تلك العذراء !!!
هنا يختل ميزان الحب لدى المرء
فإن كان حبك لله ضعيفا
فكل حب بعده هباء ...
ذلك لأن حب الله هو الذي يحفظ كل حب حقيقي
{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}
فما نفعهم حبهم لبعض مادام حب الله ناقصا
وصدق من قال:
زوج ابنتك من صاحب دين .. فإنه إن أحبها أكرمها
وإن كرهها ... لم يظلمها
فحب الله إن فاض من القلب
ملء كل شرايين الحب الأخرى
لكن لو خصص حب سواه في القلب
لم ينبض إلا في شرايين أرادها
ولعلها لا تسمن ولا تغني من جوع
بل لعلها تضره وتضر ذلك الشريان
فكل إناء بما فيه ينضح
فإن جعلت حب الله أساس حبك
كان كل حب بعده في سبيله طاهرا عفيفا
وسببا -بإذن الله- لدخولك في جناته
واحرص أشد الحرص ألا يشملك قوله:
{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله}
ولتكن: {والذين آمنوا أشد حبا لله}
ومن هنا نقول
إن صححت ميزان الحب عندك
وسرت في ركب المحبين لربهم
وجعلت من هذا منطلقا لكل حياتك
لا شعارا زائفا يزين غرفة ملئت بالمعاصي
فاعلم أن سبيل حب الله يكون باتباع سنته رسوله
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}
هنا يتجلى ميزان الحب عندك
إن كنت محبا فلنرى فيك اتباع محمد صلى الله عليه وسلم
وإن كنت تحب خداع نفسك فلتبقى في غيابات هواك...
الروابط المفضلة