كانت في الثامنة عشر من عمرها حين أنهت الثانوية بتفوق ,و هي الأولى على بلادها ،و حصلت على بعثة حقوق في ألمانيا .
بعد أن أنهت دراسة المحامى عادة إلى بلادها و معها الشهادة لتسعد قلب والديها بهذا التفوق.
و بعد مرور سنتين أصبحا لها اسما كبيرا في مجال المحامى ،و تزوجت برجل أعمال له صيتا في التجارة ، لم تكن تدرك حين إذ أنها بعد هذا المشوار الذي قطعته بتفوق و نجاح و تغلبها على مصاعب الدراسة و الغربة لن تستطيع التغلب على مصاعب الحياة و آلامها.
بعد زواجها بسنة أنجبت توأم صبيين وائل و وليد ، كانا تحفتان من تحف الجمال و الروعة ،و كان زوجها في قمة السعادة و الفرح لوجدهما في حياته .
بعد مرور ثلاثة أعوام بدأ زجها في التغير في تعامله معها و مع ولديه.
بعد أن أنها الولدان المرحلة الابتدائية بتفوق و نجاح ازداد بطش والدهما عليهم و على والدتهم، حتى ذاقت ذرعا به و بألفاظه الجافة و بضربه لولديها.
فجأة و من غير إنذار سابق قرر الهجرة ، لم يدع لها فرصة للسؤال عن السبب ، أو حتى توديع أهلها ، فدارة الأسئلة و الشكوك في رأسها إلى أن وصلوا إلى الفندق ، فسألته عن السبب فأجابها بتوتر وخوف : إني مدين إلى تجار البلاد بمبالغ مالية بالمليارات.
سألته : لماذا ؟ ألست أنت من كبار تجار البلاد , ما لذي حصل ؟
فأجابها : بعد إكمال ولدينا ست سنين خسرت في الأسهم ما يعادل ثلث ثروتي ،و بعد إكمالهم المرحلة الابتدائية خسرت الثروة الباقية و فأخذت بضاعة بالملايين و وقت الشيكات المؤجلة لتاريخ غدا ,و خسرت في البضاعة و لهذا قررت الهروب من البلاد قبل حلول صباح الغد دون إعلام أحد بأمر السفر.
شعر أم وائل بالخوف و الهلع من المستقبل ، فهي لا تعرف أحدا في هذه البلاد ،و لا تدري إلى متى سيضل زوجها مغتربا خوفا من الديانة.
بعد حلول صباح اليم الثاني بدأ زوجها البحث عن العمل حتى يبدأ من جديد و يعوض خسارته.
بالفعل بدأ من جديد فكون نفسه في ست سنين عوض الخسارة التي كانت بالملايات إلى البليارات كون ثروة لكنه لم يعيد للديانة شيء رغم أن المبلغ المدين به أصبح الآن مبلغا تافه بالنسبة إليه.
لقد استطاع ابنه وليد إكمال دراسته بتفوق ، وأما وائل فقد انجرف وراء أصدقاء السوء يتعاط الكحول و المخدرات ،, أهمل دراسته ,وعشق اللهو و المرح و البطالة
بعد أن أكمل سبع سنين في الغربة استطاعة شرطة ألمانيا العثور عليه ،و قبل القبض عليه بأسبوعين قليه كان ابنه وائل يقود سيارة أبيه بعلمه مع أصدقاءه المتهورين ، كان يقود السيارة على منحدر جبلي ، وكان عداد السرعة يزداد شيء فشيء حتى وصلة سرعته إلى 180 درجة فأصطدم بالحاجز و وقعة السيارة متدحرجة من على الجبل.
أسعف من كان في السيارة إلى أقرب مشفا فذهبت أم وائل و أبيه و شقيقه إلى المشفا و حين وصلوا كانت الصدمة:-
قبل دخولهم إلى الغرفة رأوا الطبيب فسألوه , فأجابهم: بكل أسف و اعتذار لقد انتقل ابنكم وائل إلى رحمة الباري عز وجل ؛ نتيجة كسور بالغة في الجمجمة ,و نزيف داخلي حاد.
كانت الصدمة كالصاعقة على أم وائل اقتربت من زوجها قالت: أنت السبب , أنت الذي ذبحت ابني أنت الذي غربتنا لولاك ما كنا هنا ، لولا طمعك لكنا الآن في بلادنا و كان وائل قد أتم دراسته مثل أخيه يا لك من أب أوصل ابنه إلى التهلكة بنفسه.
بعد مرور أسبوعين على رحيل وائل طرق الباب , كانت أم وائل تقرأ القرآن و أبو وليد جالسا وراء مكتبه فقال: وليد اذهب و افتح الباب.
ذهب وليد لفتح الباب و إذا هي الشرطة
أين والدك ؟
أجابهم: أنه في الداخل.
دخلوا و ألقوا القبض عليه و أخذوه إلى السيارة .
وقعت أم وائل من شدة تعبها فنقلها إلى المتشفى ابنها و وحيدها وليد ،و إذا بكليتها متوقفة عن العمل فتبرع لها وليد بكليته ، وفي أثناء العملية مات وليد رحل من بقي لها في هذه الغربة ، لقد حكم على زوجها مؤبدا و حكم على و لدي بالموت في عز شبابهما .
بعد مرور عام جاء الخبر بأن زوجها قد توفي ،فلم تسقط منها دمعة واحدة فسألت : لقد بكيتي كلى ولديك حتى نشف دمعك ، وزوجك لم تسقط منك دمعة واحدة عليه!!!!!!!!!!!
فأجابت: لقد حكم زوجي على زهور في بداية تفتحها بالموت ، لم يلقيا الحنان منه أبدا في صغرهما , لقد دفع ثمن طمعه و ولديه أيضا فهل يستحق البكاء أنه لا يستح سوى اللعنة على ما فعل.
و بعد شهرين عادت أم وائل إلى بلادها ، فكانت الصدمة بفقدانها أهلها ، والدها أصيبت بسكتة قلبية و انتقل لرحمة الباري ، أمها التحقت به من شدة حزنها عليه ، شقيقها قتل شخصا فحكم عليه بالإعدام .
بعد سماع أم وائل بهذه الأخبار أصابها انهيار عصبي و أدخلة على أثره إلى مصحة العلاج النفسي.
هذه هي الحياة لا فرحة تدوم ، ولا مال جاء عن طريق الحرام يدوم، إن المال الحرام يأكل صاحبه ، هو صحيح يتنعم به في بادئ الأمر لكن يأخذ منا الكثير و الأغلى.
تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات ــي
عيون النرجس
الروابط المفضلة