لاتركزعلى مآسي نفسك بل على آمالها
كل انسان معرض في هذه الدنيا أن يصاب ببعض التحديات والابتلاءات, أو أن يقع في بعض الذنوب و الخطايا.
بل لو لم نذنب , لأتى الله بقوم يذنبون , فيستغفرون الله فيغفر لهم , كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (والذي نفسي بيده ! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم , ولجاء بقوم يذنبون , فيستغفرون الله , فيغفر لهم ) رواه مسلم
ومن يدعي الكمال ؛ فهو جاهل أو مغرور !
وحتى تشعري أيتها المسلمة بالفرح الغامر , والسرور البهيج في هذه الحياه , لاغنى لك أن تحولي نظرك من النقاط السوداء القليلة في ثوبك , إلى النظر في النقاط البيضاء الموجودة فيه , والتي نحسبها هي الأصل والأكثر !
وذلك لأجل أن تدعمك هذه النظرات العقلانية المتزنة , بشيء من قوة العزيمة , وحسن التفاؤل, بأنك قادرة بإذن الله على تخطي ما وقعتي فيه في الماضي , من بعض الأخطاء, أو العيوب , أوالذنوب , والتي لا يفتأ الشيطان بمكره وحسده أن يجعل بؤرة نظرك مركزة على تلك النقاط السوداء , ويريك ما مضى من أحداث مرة فاتت وانتهت بإصلاح واستقامة وتوبة منك ورحمة من الله ؛ بشيء من التشاؤم والإحباط و اليأس .
لهذا .. ماذا يفعل إلانسان تجاه تلك النقائص و العيوب ؟
أليس من الأولى أن يذكر نفسه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (كل بني آدم خطاء , وخير الخطائين التوابين ) !
وأن الخطأ طريق الصواب , ومن لايخطئ لايصيب !
ومن يدري؟
فقد تكون الأخطاء و النقائص التي قدرها الله سبحانه على الانسان قبل أن يولد ؛ جسراً عند من أراد الله بهم خيراً للوصول إلى خيرات كثيرة , ونقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق في أي مجال أو ميدان.
مستغلاتاً في ذلك مامنحه الله سبحانه من قدرات مدفونة , وخبرات ثمينة ؛ نحو الرقي صعداً , إلى تلك الطموحات العالية , والآمال المشرفة .
وبالتأكيد , فإنه إذا جد في التنقيب عن تلك المواهب والقدرات ؛ ستجدها متوفرة لديها في أفكار إبداعية , وهمة عالية , وصبر جميل ,ومشاعر رقيقة ,وقلب كبير , ودقائق وثوان من الوقت يملكها دائماً , وهذه هي متطلبات النجاح الأساسية , وليست الإمكانات المادية والمالية فحسب .
مع الحذر الشديد في هذا الصدد , من ذلك الإيحاء النفسي , الذي يزرعه الشيطان في العقل الباطن للإنسان وهو لايشعر عندما يجعله يحتقر نفسه , ويهون قدراته ؛ ليبقى حبيس المآسي السابقة , وذنوب الحياة الماضية , فيمضي عليه قطار الزمن في قيوده النفسية , وأغلاله الوهمية , دون تاريخ يسجله , أو أثر يخلده.
إضاءة الفكرة
لديك أيتها المسلمة إيجابيات وحسنات , قد لاتكون بالضرورة حسية أو شكلية أو مادية , ولكنها معنوية ونفسية وإيمانيه , وهذه أعلى و أغلى , فلو استطعت – بينك وبين نفسك- أن تكتبي بياناً بها , من باب إظهار نعمة الله عليك ؛ لرأيتي أنها أكثر مما تريه من سلبيات !
لعلك بعد معرفة مقدار عددها الكثير ؛ أن تجتهدي في التركيز عليها , والعمل على تطويرها وتنميتها , وإضافة المزيد منها ؛ لتسير حياتك في الطريق الصحيح الذي يرضي الله سبحانه ,و تحققي فيها آمالك , وتكسبي فيها سعادتك.
منقول للفائدة
الروابط المفضلة