هل سأل كل منا نفسه ماذا قدم لوالديه ؟
خطر على بالى هذا السؤال مرات عديدة .. ولكنه خطر على بالى اليوم أكثر .
تذكرت حال أباء وأمهات اليوم وحال الوالدين في السابق .. وجدت المقارنة غير منصفة للأسف ..
دعوني أتحدث أولا عن الأم .. لان الأم التى كرمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تعبت أكثر من الأب .. لم يتوفر في السابق لدى الأم كل كل مايتوفر للأم اليوم .. أمهات الأمس كانت الواحدة منهن تستقيظ مع وقت صلاة الفجر .. الصلاة وتجهيز الفطور للزوج والأبناء .. كان الاستيقاظ للجميع وقت صلاة الفجر ومن ثم يبدأ اليوم .. ولا ينتهى إلا بعد صلاة العشاء .. كانت تكد المسكينة وتكدح ( نظافة البيت - غسيل - طبخ - ضيوف - مجاملات .... الخ ) لم يكن لديها الأجهزة الكهربائية المختلفة المتوفرة اليوم .. ولكنها كانت مؤمنة برسالتها قوية بعزيمتها صاحبة كلمة وشخصية قوية .. احترام لزوجها وأقاربه والجيران .. كانت هي البركة بعينها ..
المرأة اليوم ( وهى أختي واختكم وقد تكون إبنة ) يتوفر لها كل وسائل الراحة والكماليات بجانب الخادمة عند الكثير ومع ذلك نجدها تشكو .. ( تعبانة - مافي وقت - الأولاد - ماأدري كيف اليوم بيمر ) سبحان الله .. هل تذكرتي يااختي الكريمة أمك وما كانت تعاني منه وماكانت تقوم به من أعمال شاقة ولم تشكو يوما ما حتى في مرضها؟
لا أريد الإطالة فرسالتى وصلت إليكم أعزائي !!
وأتحدث عن الأب ثانيا .. الأب الذى كان يزرع فينا منذ نعومة أظافرنا العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك والآداب والبناء الاجتماعي والثقافي .. اخيرا سياسة الصواب والعقاب .
الأب الذى كان يعمل طوال النهار ليوفر لنا لقمة العيش .. لم تكن لديه السيارة الفارهة ولا القصر الفسيح ولكنه كان يملك قلبا طيبا وصدرا حنونا وصلة رحم وتواصل مع الجيران والأصدقاء .. كان اعتماده على الله في كل شيء - لم يكن شغله الشاغل جمع الأموال - قدر ماكان يشغله صناعة رجل للمستقبل .. وكبرنا وتخرجنا من مختلف الجامعات والكثير منا تمرد على معيشة الأباء .. يريدون الأفضل في كل شي .. لا مانع في ذلك ..
ولكن .. وحتى لأطيل عليكم .. هل كرمنا الأمهات والآباء ؟ .. هل رفعنا رؤوسنا بهم ؟ وهل افتخرنا بما قدموه لنا من تضحيات ؟
هناك من يفعل ذلك طواعية ولا أنكر ذلك .. وهناك من يتنكرلهم في الكبر أو عندما يصبحا عاجزين عن الحركة .. وهناك من يخالف ماأوصي به الله في كتابه العزيز ويقول لهم ( اف ثم اف ثم اف ) ويرفع صوته ويتمرد ويخالف أمرهما .. وهناك من يفتخر انه أدخل والديه أو أحدهما دار المسنين والعجزة - نعم يفتخر !! تخيلوا !!
أم اليوم.. يتوفر لك الكثير فاحمدى الله واشكرى فضله وتذكرى أمك وارتمي في احضانها إذا كانت علي قيد الحياة .. أو قومي بالدعاء لها وتصدقى عنها لو كانت مما فارقت الحياة .. فالعمر قصير وماندري متي تكون النهاية .
وأب اليوم.. يامن نسيت وتناسيت وتأففت من والدك .. هل نسيت حضنه الدافيء وحنانه المتدفق وكيف كان يحرم نفسه ليعطيك ؟ اليوم وقد أعطاك الله الكثير من الخيرات ماذا قدمت لوالدك حيا أو ميتا ؟ وتذكر أن ماتفعله نحوه سيفعله أبناءك نحوك .. إن قدمت خيرا ستجده وإن كان شرا ستجده ولنتذكر جميعا قول الله عز :
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
الروابط المفضلة