فجأة .. بدون مقدمات .. رحل أبي .. فجأة غاب الحبيب الغالي ..فجأة ماتت البسمة على الشفاة ..بدأ البكاء .. توقف الكلام .. وبدأنا نعرف طعم النغمات الحزينة .. الطيور المغردة بكت .. ولماذا لا تبكى وقد حرمت الإبتسامة وانت تقدم لها ماتحب من طعام وشراب ومداعبة وحنان .. الزهور أكتست بالحزن .. كيف لا وكنت ترويها وترعاها فاحبتك بصدق .. وبلحظة تغير حالها لأنها فقدت الحبيب ..
برحيلك أبى فقدنا الحنان .. فقدنا كل شيء حلو المذاق في حياتنا .. أصبحنا نرى الحزن في عيون أمنا الحبيبة .. من حقها ان تحزن وتبكى على رفيق دربها الذى عاشت معه ( الحلوة والمرة ) .. لا الأيام ولا السنين تنسيها وتنسيا الغالى .. الذى علمنا معنى الحب ومعنى الحنان ومعنى الوفاء .. علمنا الإحترام وحب الخير للناس وفعل الخير دون انتظار الرد ..
كبرنا ياأبى .. كبرت أمنا الحبيبة وكبر معها الحزن .. حاولنا أن نعوضها بعض الشيء من غيابك بتفوقنا .. بنجاحنا في أعمالنا .. نعم هي تبتسم ولكنا نشعر بالحزن مازال يعيش في قلبها !! كل شيء يذكرنا بك ياغالي .. هنا أوراقك .. هنا خط يدك .. هنا ساعتك الفضية .. هناك ملابسك .. وصورك تملأ قلوبنا ..
عذرا ياأبى .. كبرنا وتغيرت حياتنا .. بعد أن كان يجمعنا بيتنا القديم المملوء بالحب والحنان .. اخي غادر لبيت آخر .. وأخي الثاني لظروف عمله غادر لمدينة آخرى .. وأخواتى تزوجن .. بقيت الأم متمسكة ببيتها القديم الذى جمعها بك ياغالى ورفضت كل توسلاتنا أن تترك بيت زوجها الأول .. تدمع عيونها عندما نطلبها لتقيم معنا عدة أيام .. وتدمع عيناها عندما نذهب نحن لنقضى معها عدة أيام .. دموع فيها فرحة وحزن بنفس اللحظة .. معها نتذكر أيام طفولتنا .. تقص علينا ماكنا نقوم به .. أشياء نتذكرها وأشياء لا ندركها .. صعب أن نجتمع كلنا في بيتنا الذى تربينا فيه .. لأن الظروف تغيرت وتبدل الزمان وهذه هي الحياة ..
يارب بارك لنا في الرمز الذى تبقي لنا .. بارك لنا في أمنا الغالية وكن رفيقا بنا يارحمان يارحيم .. فوجودها بركة وصوتها دفء حقيقي .. ويكفي أنه مهما كبرنا .. نبقى أطفال في نظرها ..
الروابط المفضلة