شوق إلى خلوة مضت ..
ذلك الركن القصي ..
ألا زال يذكرني ..؟
أم تراه نسي من لازمته ..
وشهد بزوغ الألم طرياً بين جنبيها ..
أتراه نسي .. لهفتي الدائمة إلى الجلوس فيه بعيداً عن ضجيج الأهـــل وصراخ الأطفال ..
أقضي فيه دقائق عمري ....
لم أفارقه حتى في شدة البرد والمرض ..
إخترته ليكون منزلاً أكتنف فيه ..
وأعيش حياة تشبه حياة من أحبـــه ..
أيذكر كيف كان الليل يطوينـــا ..!
كيف كان النوم يسرقه السهاد .. فلا يحس بلأنين حولي غيــره ..
ورغم قساوته .. وتأثيره علي .. أحببته .. وبقيت في ظلــه ..
غير عابئة بلألم الذي يروي به جسدي ..
حتى تعلمت فن الخشونة ..
كيف أعيشها ..
كيف أحبها ..
كيف أتلذذ بهـــا ..
كلما توسدت الأرض القاسيه ..
وشكت نفسي ..
تذكرت من يفترش أرضاً خشنة ..
بدون غطاء .. ولو كان رقيقاً يفصل بينه وبين التراب ..
يغطي به وجهه ..
يحميه من لفحة الهواء ..
وعبث الرياح ..
لاشيء .. غير سلاح يضعه تحت رأسه ..
ألين ما جادت به الحياة إليـــه ..!
فيهون .. وتنتشي نفســـي ..
أتذكر ياركني الحبيب .. تلك الطالبة الواجمة العنيده..
وذلكــ .. الخوف والحنين الذي احتوى قلبها ..
أتذكر تلك الليلة التي صعق فيها العالم بخبر ضرب أفغانستان ..
تلك الأرض الهادئة .. والدولة الفتيه..
كيف كانت تلك الليلة ثقيلة مؤلمة علينــــا ..
غير أننا صمداً معاً ..
ورجعنا نتذكر ما مضي .. وأردد فيك .. ستسقط .. ستسقط ..
سيلعب بها الأبطال ..
وتنهار ..
ونهضت وعيني وعينك لم تذوقا الإغماض ..
لأشد الرحال بعينين محمرتين إلى صفي ..
وتبقى أنت تنتظر بوفير شوق ..
أتذكر ..!
بــ ماذا أبدأ .. وكيف أنتهي .. !!
إنها أجمل أيام العمر ..
أنظر ... كيف غيرتنا الأيــام ..!
فلا أكاد أعرفك ولا تكاد تعرفني ..
رحلت أنا .. وتبدلت أنت غيري ..
أراك اليوم جميلاً مزداناً .. بعد أن كنت مهترءاً .. !
أراك .. تركت هدوئك وصرت تحتظن الضجيج ..
أراك .. تسطع ضياءاً ..!
بعد أن كان الضياء شحيحاً لديك ..
كنت في السابق أجمل ..
كنت أبهى ..
فلا تلمني اليوم إن مررت متذكرة فقط ..
ولا تغضب إذا سمعتني أقول .. لا أطيق المكوث ها هنـــا ..!!
..
كم أشتاق إلى الخلوة .. إلى الوحدة ..
يوم كنت صغيرة أنـــا ..
وكنت بهياً أنت ..
أشتاق لك كما كنت .. !!
..
أم حمزة المدني
..
الروابط المفضلة