السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، إسمي محمد عاصم ، في الصف الثاني الإبتدائي ، أعيش في مدينه ماساتشوستس في أمريكا ، إلا أن إسمي ليس محمد عاصم و أمي ليست غيداء و لكن أمي مصممة أن تسميني هكذا ، ربما حتى لا يطالبها أحد برخصة قيادة الأنترنت و نشر القصص فيها ، فأنا شخصية حقيقية ، الكثير من المواقف التي سأحكيها قد حدثت معي فعلاً .
و نحن هنا في أمريكا لا نعيش كأي طفل في البلاد العربية ، فأمور كثيرة مختلفة ، فهم يتعرفون على الكثير من الأشخاص و يتحدثون معهم بدون خجل ، و بستطيعون شراء ما يحلوا لهم ، أما نحن فغالباً ما نبقى في المنزل إلا يوم الجمعة نذهب إلى المسجد ، إن أردنا شراء أي شيء لا نذهب وحدنا إلى السوق و لا توجد بقالات صغيرة .
على كل حال لأحكي لكم القصة .
كانت الساعة الرابعة ، و قد أنهكتنا أمي في السوق ، فهي كعادتها تحب يوم السبت للتسوق ، أظن أنها تحب زالإطمئنان العاملين كل أسبوع ـ هكذا أظن ـ و لكني بشكل عام أكره هذا التسوق الأسبوعي ، و فرحت لأني قد خرجت من هذا المكان ، بعد أن أجبرتنا أمي أن لا ندع إي مكان دون أن نراه ، لكن أجمل جزء فيه ، عندما نرجع إلى العربة و تعطينا أمي بعض الحلوى .
أمسكت في قطعة الحلوى و رميت غلافها تحت كرسي أمي ـ كعادتي ـ و بدأت أنظر إلى الأرض التي إمتلأت بالقاذورات ، ثم إلتفت إلى النافذة غير مكترثاً .
و لكن حدث أمر أغاظني جدا .
أمي : أخ يا عاصم ، نسينا أن نشتري الخبز من البقالة العربية !
أبي : سامحك الله يا غيداء بعد أن إقتربنا إلى المنزل !
أمي : لا بأس نحن لا نمشي على قدمينا !
أبي : حااااااضر ـ قالها و هو غاضب مثلي ! ـ
ألا تشبع أمي من السوق !
و لكننا عندما وصلنا إلى هذا المحل العربي ، كان أبي قد أنهك و إمي متعبة ، و رجعا للتحاور ـ أظنه التشاجر ! ـ
أبي : تفضلي إنزلي أنتي و إشتري الخبز .
أمي : و لماذا لا تنزل أنت !
أبي :لقد أنهكتيني في السوق و الآن تريدين أن أنزل .
لكن فكرة جميلة فقعت في رأسي ، إبتسمت و قلت : أنا سأنزل و أشتري الخبز ، أرجوك يا أبي دعني أنا أشتري لكما فهذه أول مرة ، و أنتي يا ماما قلتي بأني كبير ، و يُعتمدعلي ، أعطيني يا بابا فقط النقود و أنا أشتري لك الخبز، أنا أعرف النوع الذي تختاره دائما .
أبي : فكرة جميله يا محمد ، خذ خمس دولارات و إشتري لنا خمسة أكياس .
أخذت النقود بسرعة لكن أبي أمس بيدي و قال : لا تنسى أن تقول مرحبا أول ما تدخل ، و عندما تعطيك البائعة النقود لا تنسى أن تشكرها
أنا : حاضر يا بابا .
بابا : تكلم بصوت واضح .
أنا : حاضر يا بابا .
لمعت عينا أبي حين قال آخر ملاحظة : كن واثقا من نفسك يا محمد ، فالمسلم قوي وواثق من نفسه ، و المسلم القوي أحب إلى الله من المسلم الضعيف .
رنت هذه الجملة في أذني بشكل مميز !
ترك يدي و إنطلقت متوجها إلى الباب بسرعة ، تنفست بعمق و فتحت الباب و دخلت ، كان داخل هذه البقالة الكثير من الأصناف العربية التي رأيتها في بلدي ، و الأصناف التي من البلدان الأخرى التي لا أعرفها ، على كل حال أسرعت إلى الزاوية التي يعرضون الخبز فيها ، و أخذت خمسة أكياس و .....
أخذت ضربات قلبي تتسارع ، و صرت أتنفس بسرعة العرق بدأ يتصبب من جسدي في كل مكان ، فأنا أخجل من البائعة !
ليس لأني طفل و لكن لأن هذه أول مرة أشتري فيها ! لكن لا بد أن أتشجع ، فأنا مسلم قوي وواثق من نفسي و إتخذت قراري .
ووقفت منتظما على الدور أنتظر حتى يحين دوري .
لكني فتحت عيني مندهشا و أنا أسمع البائعة مرة تطلب مرة خمسين دولارا و مرة تطلب أربعين و مرة مئة ! و أنا معي فقط خمسة دولارات ! لا بد أن أبي أخطأ في الحساب !
هل أرجع إلى السيارة و أخبره ! أم أبقى أنتظر دوري ! إن رجعت فسيقول أبي أني لم أكن واثقا من نفسي ! و إن بقيت فلن يكون المبلغ معي كاملاً !أترى هل ستسامحني إن لم يكن معي المبلغ ، فلا بد أن هذه المرأة مليونيرة لأن ملايين الأشخاص يشترون منها ! سأتدبرأمري ، ربما سأتنازل عن بعض الأكياس إن كانت النقود غير كافية .
صرت أنظر إلى الخمسة دولارات بحزن و أنا في حيرة !
قطعت حيرتي صوت تلك المرأة ـ المليونيرة على ما أظن ـ و هي تقول تفضل ياااااااا
أنا : مرحبا ، إسمي محمد .
إبتلعت ريقي ثم قلت بصوت مخنوق ! : لقد طلب أبي منى أن أشتري خمسة أكياس خبز و أعطاني خمسة دولارات ، أعرف أن المبلغ قد لا يكفي و لكن ، أوه ، حسنا ، هذا ما قد حدث !
إبتسمت البائعة و إتكأت على آله أمامها تزمر كلما وضعت فيها النقود ـ ربما يوجد خرطوم في نهايتها متصل مع البنك فعندما تضع هذه المرأة النقود يشفط البنك المبالغ الني تضعه فيها ثم يزمر ليخبرها أن النقود قد وصلت إلى هناك ـ على ما أظن ـ صدقوني إن لم يكن هكذا لإمتلأ المكان كله بالنقود .
قالت البائعة : الكيس بدولار واحد ، و أنت إشتريت خمسة أكياس ، أخبرني كم المبلغ الذي يجب أن تعطيني إياه .
إرتبكت ! المعلمة تقول أني ذكي جدا في الرياضيات و لكني لا أعرف ماذا قد حدث لي اليوم !
البائعة : يساوي خمسة دولارات .
إبتسمت و قلت : أجل هذا ما أعتقده أيضا ! و لكن الذين قبلي طلبت منهم الكثير من النقود ؟
البائعة : لأنهم إشتروا الكثير من الأغراض الغالية الثمن
أخذت الخبز و الدولارات ، ووضعت الدولارات في هذه الآله السحرية التي تحول النقود إلى البنك ووضعت الخبز في كيس كبير و أعطتني إياه .
شكرتها و إنصرفت ، كانت لطيفة معي أظن أني سأطلب من أبي أن يعمل معها فقد نصبح أثرياء .
ركضت إلى العربة فرحا مسرورا أعطيت أبي الخبز و قد كان مسرورا لأني لأني كنت واثقا من نفسي ، و أمي قبّلتني من جبيني ، جلست على الكرسي ، إعتدلت في جلستي و نظرت من خلال النافذة و أنا أتذكر الأحداث
شكرا لأنكم شاركتوني في قصتي
التوقيع
محمد عاصم
الروابط المفضلة