حين نعجز عن الافصاح عما في نفوسنا من معنى الحزن والألم ، نعجز أيضا عن إيضاح معنى الحب ، ورغبتنا فيه
لنبعثه أملا وصدقا وحياة واعدة مضيئة وما نعجز عن إيضاحه يموت في داخلنا ليضاف إلى رصيد عجزنا وضياعنا - بل إن معنى هذا العجز اننا كنا نكذب حين ظننا مانعيشه هو الحب - وهو الأمل الصادق الحقيقي معناه اننا كذبنا فتوقفت كلماتنا - ورفضت ان تعكس هذا الكذب الذى عشناه .. ثم حين تعسنا لم يكن تعسنا هو الصدق - وحين تألمنا لم يكن ألمنا هو الحقيقة فرفضت الكلمات أن تحكي الزيف وان تدنس حروفها بمعنى لزج لا صدق فيه ولا عمق فيه ، ولا حقيقة فيه . حين نعجز عن الافصاح عما في نفوسنا من معنى الحزن والألم - وحين نعجز عن الافصاح عما في نفوسنا من معنى الحب والأمل - نكون قد عشنا الكذب ومارسناه .. فلا نحن احببنا حين كان الحب - ولا نحن حزنا وتألمنا حين كان الحزن والألم - إنما كنا ادعياء نتطفل على دنيا العواطف والوجدان - ومن يعجز عن الافصاح عن معنى الحب في كلماته - يعجز أيضا عن الافصاح عن معنى الحزن والأسى في كلماته.
فما الكلمات إلا الصدق - وما الحب حين كان .. وحين يكون .. إلا الصدق .
وما الحزن والألم حين كانا .. وحين يكونان إلا الصدق .. والصدق مناجاة وجودنا ونور يشع بوجوهنا ، وحين نكذب فلا نور، ولا كلمات .. ولا معني للحب ولا معنى أيضا للحزن والألم.
يامن تكذب حبك ، كذب ألمك ، وكذب حزنك - فالقلب الكاذب لا يصنع حبا - والقلب الكاذب لا يصنع حزنا ولا ألما - لقد كشفتك الكلمات المستعصية - كشفتك الكلمات التى ترفض الافصاح والعطاء.. فالكلمة صدق - صدق في الحب وصدق فى الحزن والألم .. وصدق في الرفض ........ يارب أترك لنا الكلمة الصادقة ، وخذ بعدها كل شيء.
الروابط المفضلة