***
صوت اقتحم علي نافذة غرفتي..إنه صوت جميـل..طالما سمعته
عندمـا كنت صغيـرة..تمنيت أن أقترب منه وأحظى بقربه وأكون سبب لإصداره
ولكن لم أتمكن من ذلك إلا بمواقف بسيطـة..
**
إنهـا مرجوحة بيت الجيران
التي دائما ما يكونوا عليها أطفالهم للعب..تمنيت أن تكون لنا في منزلنا الصغير مثلها..
ولطالما حلمت أنا وإخوتي بها..حيث كنا نخطط أن نضعها في مكان ما في المنزل..
لم يأتي اليوم المنشـود الذي تمنيناه..
حيث تمنينا بأحلامنا البريئة أن نقوم من النوم..نجد أبي قد أشترى لنا ما كنا نرغب..
ولكن ما هي إلا أحلام عشناها عند الصغر..وكبرنا عنها..ولا زالت تراودنا حيث ملتقانا مع بعض
ونسترجع ماضينا..الذي فيه تمنينا وتمنينا وتمنينا..!!
ولكن لم يتحقق بعض ما تمنيناه بسبب بساطة العيش
وعـدم مقدرة أبي رحمة الله عليه
تحقيق تلك الأحلام الطفولية..
ولكنه زرع فينا شيئا يدعى القناعـة
وغرس فينا حب السمو والارتقاء
وإن كانت الحياة صعبة..
غرس فينا حب العلم وكيفية تحقيق الأهداف بطرق مثالية..
علمنا الصبر في الحياة لأنها مليئة بالمصاعب ..
لازلت أذكر حلقات الذكر التي كان يعقدها معنا بعد صلاة الفجر..
وكم كنت أحب كتاب رياض الصالحين..
ولا زلت أحبه وأستعيد أيام أبي به
عندنا نتذاكر الآن منه ..
وبعد تلك الحلقة يتوجه كلن منا إلى عمله في المنزل..
امتزجت في أرواحنا حب الدين..وحب العمل والكدح في الحياة لتغلب على متاعبها
ويربينا على تحمل المسؤولية منذ الصغر
والتطلع إلى مستقبل أفضل بخطوات واثقة
..
صحوة من لحظة سرحاني بتعالي صوت تلك الأرجوحة..
تخيلت أطفالهم وهم عليها..
فرحين بها..مستمتعين بذهابها وإيابها بهم..!
ولكـــــن..!!
أين هـو من جلبها لهم..ياترى..؟
آوااه..صحيح..ربما طيفه يراودهم بين الحين والآخر..
ولكن جسمه تحت التراب..
وروحه رجعت لباريها..
كم يتألم قلبي على هذا الحال..كلنا واحد
أبي وأبيهم تحت التراب.ولكن يبقى الفرق واحد ..
لم يتحقق لنا مانريد وتعلمنا ما لانتوقع من أبي قبل رحيله..
وهم..!!!
لقد وجدوا ما يريدون..ولكنهم سيفقدوا أشياء
سيتمنون لو كان فيهم..ويكن من غرسها فيهم أبيهم قبل رحيله..!!
..
صرخ قلبي على حــال هؤلاء الأيتام..
كيف ستكون حياتهم في المستقبل..
من سيربيهم ومن سيغرس في أعماقهم..حب الحياة
والتغلب على مصاعبها..متناسيا متاعبها..
مــن..؟؟
أسئلة كثيرة اخترقت قلبي وسكنت أطراف عقلي..!
..
الحيـاة بالفعل صعبـة ما لم يوجد بهـا قائـد يعلمها الصبـر والتحمل
يربيها على تحمل الأوجـاع بشتى الطرق..والتطلع لمستقبل يحمـل بين طياته التفاؤل
والأمـل..يبني أجيـالاً..
كلما كبرت كلمان كـان سموها وارتقاءها في الحياة أكبـر
لـن تركن إلى مايسنى بالحــزن على الدنيـا..
قد تعيشه لحادثـة ما..ولكن لحظـات ويزول
لأن هـم الإسـلام سيكون أعظــم عندها وأجل..
ولن يؤخرها هذا الحزن عن هممها ونشاطها..
وإنما تعيش أيامها يوم بيوم
لا تتطلع لماضي يائس فتحزن
ولا تنتظر إلى مستقبل لا تعمل..فتسـرح به..
متناسية يومها الذي تعيشه
لكي تصل إلى منالها..> امة متقدمة تقهر الأعداء بنصرها الساحق
في ميادين الحياة الصعبة
أسلحتها الصبر والتحمل والتفاؤل بفجر ستشرق عليه الشمس بنصر محقق
..
نعــم هــذا ما يبني الأمــة قــادة عظمــاء
يكونوا هــم سبب وراء التقدم والسمــو
ليس من الممكن أن يكونوا هم فقط من بنوا أنفسهم
بل اشرف على البناء والقيادة الحقيقة هــم الآباء
الذين سعوا وجاهدوا وناضلوا لحياة تتكفل بأن يكون أبناءهم أبطال
تقدموا وفازوا..
..
الوصف سيكون قليل والمعاني ستكون غامضة شيئا ما
والقلب الحالم سيظل متحفظ بما يحوي
هــو فقط يتمنى أن يسموا الإنســان ويرتقي في هــذه الحياة
ويربي أبنائه خير تربية.. ومنها تتحقق الآمال
..
***
الروابط المفضلة