الســــــــــــــــــــــــــــلاااااااااااااااااا ااام عليكم
رحماك رباه إني قد وهـى جَلَـدي ** همٌّ أصاب فؤادي واغتـذى كبـدي
أبيت أصحب دمع العين فـي ظلـم ** تحكي الهموم وما في القلب من كمد
أخشى الرقاد ففي الأحلام مفزعـة ** ويلاه صار الكرى أدهى من السهـد
يا نجد في الصدر نيـران مضرمـة ** سَمُومُكِ عندها ضرْبٌ مـن البَـرَد
لو بُحتُ يوما بأدنـى مـا أكابـده ** صرتُ العزاءَ لأهـل الهـم والكبـد
لضربةٌ بالحسام العضب في عنقـي ** أخف مما يدور اليوم فـي خلـدي
سقانيَ الدهرُ كأسَ الضيم مترعـة ** من جوده وبغير الضيـم لـم يَجُـد
عشرون آفلةً ما كان من عُمُـري ** وليس عنـديَ مـن زوجٍ ولا وَلَـد
لكن راحة دهـري فـي مكابدتـي ** والهم يأكلُ من روحي ومن جسدي
أعيش في قلق حيـرانَ مضطربـا ** كأننـي زئبـقٌ فـي كـفِّ مُرْتَعِـد
لا أطمئـن إلـى جـنٍّ ولا بـشَـرٍ ** ولا إلى أي شـيءٍ غيـر مُعْتَقـدي
وإن أنخْت ركابي في الضحى ظعنت ** قبل الغروب وما تلوي علـى بلـد
بحثت عن كوكبٍ في الكون أقطنـه ** وغير كوكبيَ المشئـوم لـم أجِـد
ياليتنـي أغبـر الأقـدام ذو إبِــلٍ ** في ثوب أشعثَ في البيـداء منفـردِ
بل ليتني تحت أطباق الثـرى نَخِـرٌ ** بل ليتنـي عـدَمٌ مـن أولِ الأبَـدِ
قد اشتكى المُزَنيُّ الدهرَ عـن كِبَـرٍ ** فما دها من على العشرين لم يَزِدِ؟
ما زلتُ والدهر في حربٍ مؤجَّجَـةٍ ** أُبْدي الجَلادةَ لكن قد ونى عَضُـدي
وكلما أبصـرت عينـايَ مبتسمـا ** أقول يا ليتها تشكـو مـن الرمـد
إلى متى أرتـدي ثوبـا بـه رُقَـعٌ ** والناس ترفل في أثوابهـا الجـدد؟
ما دمت بين يـدي ليـث يُمَزِّقنـي ** فليت كلَّ الورى في قبضـة الأسـد
ما دام صُبْحي كليلي المدلهـم فيـا ** ليت الغزالة لم تشرق علـى أحـد
تعاوَرَتني أيادي البؤس ثـم رمـت ** بي في قفار الدواهي مُحْكمَ الصفـد
قد امتطى الدهرُ خيلَ الويل معتقـلا ** سُمْرَ الهـلاك ومـا فيهـنَّ ذو أوَد
يشقى بها كل من أمسـى بغفلتـه ** ومن تحرَّزَ عنه السمْـرُ لـم تَحِـد
هذا هو الدهـر لا تنجـو طرائـده ** فاثبت فؤاديَ أو إن شئـت فارتعـد
يا نفس مهلاً فلست اليـوم مُفْـرَدةً ** كل البرايـا سقاهـا صيِّـبُ النكـد
لكنَّ للبعض فـي الأقـوات تعزيـةً ** والبعض عزَّاه ما يُكسى من البُـرَد
أستغفر الله قد أسرفت في شجنـي ** يا نفسُ كُفّي عن الإسراف واتئـدي
يا نفس ما لـي وللدنيـا أراودهـا ** عن نفسها مثل صب غير ذي رَشد
تصُـدُّ عنـك ولا تُخفـي مفاتنهـا ** ووعْدها مثل آلٍِ قـد بـدا لصـدي
من يَغْدُ عبدا لهـا يظفـرْ بمهلكـه ** بلا قصاص وهل في العبد من قـود
لا تبدِ سرَّك في ضيـق ولا سعـة ** فلا أرى غير شمـات وذي حسـد
يسر نوح الفتى المُضنـى أعاديَـه ** كما يُسَـر بنـوح الطائـر الغـرد
إن لم تصبَّرْ على الضراء تشقَ بها ** أو كنت تملك دفعـاً للقضـا فكِـدِ
يا نفس دون المعالي حوض مهلكة ** إن كنت صادقة في حبهـا فـردي
من شبَّ يكدح يلقَ العـز مكتهـلا ** فليس يشقى سوى من شب في رغد
ما العـز مـالٌ ولا تقبيـل غانيـة ** ولا البنون ذوو الأجسـام والعـدد
العـز يـا صـاحِ أمجـاد تؤثلهـا ** تبقى كنجم_ ينيـر الكـون_ متقـد
تبيـت بعـدك أجيـال تسـامـره ** يهدي إلى السعد والعلياء كـل ردي
وخير ما ورَّث المـوروث وارثَـه ** ذكر يطوف على الأغـوار والنجـد
كن ساعيا للعلا مادمـت ذا نفـس ** ومـا سواهـا فللأقـزام والعـبـد
إني عجبت مـن الدنيـا وطالبهـا ** كمبتغي الشمس والأقمار وسط يـد
أين الأوائـل هاهـم تحتنـا رمـم ** عن نفسها الدود والحيات لـم تـذد
كم مـن عظيـمٍ وطأنـاه بأرجلنـا ** قد كان ذا جِيرةٍ يخشـاهُ ذو اللبَـدِ
يمشي البنون على أشـلاء جدهـم ** ويفخرون بـه فـي كـل محتشـد
ترجو البرية طول العيـش جاهـدة ** وليس في طولـه عـذرٌ لمجتهـد
نسعى لندرك مـا الآجـال تسبقـه ** ومنتهـى كـل حـي منتهـى لبـد
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
الروابط المفضلة