------------------------
الجزء السادس..
مضى على مزاولتي مهنة الطب شهران..
وكانا من امتع الاشهر التي مضت علي سابقا...
فانا هنا لست متدربه..بل طبيبة...
صحيح بان رؤيتي للدكتور عادل قد انخفضت... ولكن.. اصبحت ندا له..زميلة..
وكان لهذا وقع جميل على نفسي...
كما انه هو.. اصبح يعاملني بشكل مختلف... كنت كلما الحظ بادرة لطيفة منه يطير قلبي فرحا... فكان واضحا لي..بان الاعجاب اصبح متبادلا...
اعشقه..احترق به هياما...لا استطيع تخيل نفسي وحياتي من دونه..
بل لا اكاد اتذكر حياتي السابقة قبل التعرف عليه..
وكما تمنيت...اصبح الحب متبادلا...
"احبك" قالها لي من دون ان يقولها...
فقد كنا نراجع بعض الاوراق بعد ان خرجنا من محاضرة طبية برئاسة الدكتور سعيد..
كان واضحا علي بانه مشتت التركيز... يغلب عليه السرحان.. ينظر الي بتلصص.. ينتظر فرصه..
كتبها لي على الورق..."احبك.... سأزوركم غدا مساءا"...
صاعقتين...ضربتاني معا.... كيف تتوقعون ردة فعلي.؟!..
هربت...
نعم هربت...فلم انظر الى عينيه .. بل انسحبت بهدوء الى غرفة الملابس الهث كمن قطع ميلا ركضا...!!
الهي... هل يعقل مايحصل.؟..يحبني..سيزورنا غدا...الامر واضح...
سيقوم بخطبتي..
الدكتور عادل سيقوم بخطبتي..!!!..
وقد حصل فعلا... حضر الدكتور عادل الى منزلنا وقابل ابي...
وانصرف..
كنت انا اعتكف غرفتي... عالمة بان والدي سيقبل علي يحدثني بذاك الشان..
وكما توقعت..اخبرني ابي بموضوع زياره الدكتور عادل..
خالد: كنت تعلمين بالموضوع سابقا اليس كذلك.؟!
امل:.. نــ...ـــعم..
خالد: ماذا قلت له..؟!..
امل: لم اقل شيئا.. لقد..لقد هربت..
ضحك ابي...
امل: لم اعرف ماذا اقول له..
خالد: حسنا.. وماهو رايك.؟!
امل: ماتراه مناسبا ابي..
خالد: هل تثقين بي؟
امل: بالطبع ابي اثق بك...
خالد: اذن... دعيني استفسر عن الرجل.. فاذا كان مناسبا.. لن نرفضه..
ابتسمت..بخجل... وطأطأت براسي...
فما كان من والدي الا ان مسح على راسي بعطف وانصرف...
ولكن...
بعد ثلاثة ايام...عاد مره اخرى... غاضبا..
خالد: هذا الزواج لن يتم...
كنت في غرفة المعيشة مع والدتي وشقيقتي التي كانت سعيدة للغاية..
فهي ايضا توالت عليها الاحداث السعيدة...
فهاهي تنهي دراستها الثانوية بمعدل مرتفع.. وتلتحق بالجامعة لتتخصص بالهندسة..
وهي ايضا..سعيدة بصدق توقعاتها بوقوع الدكتور عادل في حبي..
ولكن...يبدو ان لدى ابي رأيا اخر..
فبعد ان القى علينا قنبلة رفضه للزواج..التزمت انا الصمت.فلم استطع قول شيء...
ولحسن الحظ.. فقد تخطت والدتي صدمتها وتكلمت...
ام امل: ولكن لماذا.؟!.. مالذي حصل..!!
وقف ابي في وسط الغرفة غاضبا... سعاد امسكت بيدي مواسيه..!
خالد: لقد اخفى عنا الدكتور عادل المحترم بانه مطلق..!!!
~:~:~:~:~:~::~:~:~:~:~
لن اتعب نفسي بمحاولة شرح مشاعري لكم.. فلن افلح....
انها صدمة قوية على نفسي...
ان اقترب من حلمي لدرجه انني على وشك لمسه..ثم احرم منه...
بابشع صورة..!
كان متزوجا اذن..!!..
بقيت يومين حبيسة غرفتي...
توالت الاتصالات من المستشفى يسالون عن غيابي... ولكنني لم اكن في مزاج يصلح لان اكلم احدا...
ولكني اليوم قررت مواجهته لافهم لم فعل هذا بي..!!!
ارتديت ملابسي... وذهبت الى المستشفى...
كان هو يجري عملية قيصرية اخرى...
انتظرته في مكتبه.. اجول فيه كالاسد..
غاضبة... غاضبة منه لاخفاءه هذا الامر... الامر الذي دمر حلمي الجميل..
تفاجأ هو عند رؤيتي.. ابتسم...ابتسم ابتسامةً سعيدة...
فرحا برؤيتي بعد فترة انقطاع..
الدكتور عادل: امل.!!..مرحبا...
اقترب..ورغم انه يعلم باعتراضي لاغلاق الباب ونحن بمفردنا الا انه اغلقه...واقترب اكثر..
الدكتور عادل: سررت برؤيتك ...حقا... كيف حالك؟!..
امل: لمَ لمْ تخبرني.؟!..
عقد عادل مابين حاجبيه مستغربا...
عادل: اخبركِ بمَ...؟!
امل: عن زوجتك السابقة..!!
قال بلا مبالاة..
عادل: وهل هذا مهم.؟!..
امل: طبعا مهم.. كان من المفترض ان تخبر ابي بذلك..
عادل: لم اعتقد انه بالامر المهم...ماذا حصل.؟!..
امل: انه ابي... علم بالامر.. وغضب كثيرا.. وانا ايضا غاضبة دكتور عادل..
ابتسم هو بهدوء واطمئنان...
عادل: امل.. تفضلي..اجلسي ارجوكِ...
امل: لا اريد الجلوس..
امرني بصرامه..
عادل: اجلسي...
تراجعت خائفة... جلست على كرسي صغير..اما هو.. فقد جلس خلف مكتبه..
عادل: ساسئلك سؤالا...اريد جوابا صريحا...
امل: .....( ! )
عادل: لو كنت عازبا.. هل كان والدك سيوافق.؟!
صمت قليلا...ثم ادركت ان الصراحة هي افضل بهذه الحالات.. ولا نفع من المكابره الآن...
امل: اظنه كان سيوافق...
عادل: وانتِ..؟!..
اخفضت راسي.. خجلة بغير مبرر... فهو ليس عازبا بل مطلق...
عادل: اجيبي من فضلك...
امل: نعم... كنت ساقبل بك..
ابتسم هو بارتياح ممتزجه بسعادة خفية...
ثم صمت قليلا وقال بخفة..
عادل: هل يغير كوني متزوجا من رأيك بي كزوج.!.. فمازلت كما انا.. عازباً كنت او مطلق ...
امل: بل يغير.. هذا يعني بان لك تجربة فاشلة في الزواج وهذا يخيف نوعا ما...
عادل: بالعكس... فتجربة فاشلة جعلت شخصيتي اقوى.. وقد تعلمت من اخطائي وستكون المرة الثانية ناجحة...
امل: اريد معرفة سبب انفصالك عن زوجتك..!
عادل: هذا شيء يخصني..ويخصها...
امل: ولكن.. ولكنك تقدمت لي ومن حقي ان اعرف عن حياتك السابقة..
عادل: لماذا.؟.. اذا كان والدك سيرفضني لمَ اخبرك.؟!.. اذا ما اصبحتي زوجتي يوما..حينها ساخبرك وليس قبل..
كدت اجن... ياله من مغرور متسلط وصعب المراس..
امل: اي منطق تتكلم به دكتور..علي ان اعلم قبل ان اتورط..
عقد حاجبيه مجددا بغضب هذه المره..ووقف يتكلم بحدة...
عادل: اذا كنتِ تعتبرين الزواج مني تورطا فانسي انني تقدمت لخطبتك..
واتجه للنافذه ينظر اليها الى شيءٍ اجهله...
التزمت الصمت.. فلم اعرف مايجب ان اقول او افكر به..!!
ان له وجهة نظر.. ولابي وجهة نظر..وانا ضائعة في المنتصف..
فانا احب هذا المتعجرف...اريد الزواج به...
ليته لم يكن متزوجا قبلا..
ولكن... ان لكلامه منطق.. فالانسان يتعلم من اخطاءه.. ولا يكررها ان كان ذكيا..
وربما لم يكن هو السبب في الانفصال.. ربما زوجته لم تكن تناسبه...
او ربما لم يكن بسبب اي منهما.. قد يكونا لم يتفقا وحسب..!
فهل يغير شيئا من شخصيته كونه مطلق وليس اعزب.!!..
لا..
لا يغير شيئا...
لا يغير شيئا...ومازلت اريد الزواج به...
عاد الي الدكتور عادل وجلس في كرسي مقابل... وعلى وجهه ملامح جدية.. ولعينيه بريق المحبين..!
عادل: اعلم بانه لا يجب ان اقول لك هذا الآن.. ولانك لست حلالاً علي.. لكني فعلا احبك...
اخفضت راسي.. واخذت ارتجف خجلا وارتباكا...
عادل: احبك فعلا امل.. اعدك بان تعيشي حياتك مرتاحةً معي.. فساعزك واكرمك طوال عمري... ارجوكِ .. لا تجعلي كوني مطلقاً يحول دون التفكير بعرضي بجدية..
عدت بعدها الى المنزل...
مقتنعةً بانني اريده.. ولن اغير رأيي... فعادل معه حق... لابأس ان كان مطلق... ومابها.! هل تنتهي حياته على هذا.!
حاولت التحدث مع ابي على انفراد.. احاول اقناعه بوجهة نظري..ونظر عادل طبعا..
وبعد فتره بسيطه من الحديث الهادئ ثار غضباً...!
خالد: هل جننتِ امل..؟!.. اني اتعجب من امرك..لطالما كنتِ ذكية بتفكيرك .. انتِ تستحقين الافضل يابنتي.. فكيف تقضين حياتك مع مطلق..
امل: ابي... افضل ان اكون الثانية ولي زواج ناجح... على ان اكون الاولى و لي زواج فاشل...
خالد: ومايدريك ماعيب هذا الرجل لتتطلق منه زوجته..!!!
امل: ومايدريك ماعيب زوجته ليطلقها ابي.!.. الم تفكر بانها قد تكون هي السبب..!!!
خالد: وهل سالته.!!
عقدت يدي امام صدري بعناد.. ونظرت للجهة الاخرى...
امل: انها خصوصياتهما....
خالد: هه..!!
كانت هذه ضحكة سخرية من ابي...
خالد: لم يخبرك طبعا لانه به عيبٌ ما...
امل: لا ارى فيه مايعيب... فقد كنت ملازمةً لهذا الرجل مدة ثمانية اشهر ولم ارَ فيه مايعيب ... ولم يشتكِ اي مخلوق منه ... بل العكس تماما الكل يحسدني كوني كنت اتدرب تحت اشرافه..
خالد: انتبهي.. لا اتكلم كفائته كطبيب...فماذا تعرفين عن حياته..كيفية العيش معه...بل ابسط و أتفه شي..اتعرفين كيف يحب قهوته مثلا..!!
قلت بعناد وفخر كبيرين..
امل: سوداء...
تحرك ابي غاضبا يمنةً ويساراً...
خالد: هل جننت يا فتاة.!!!.. اكاد لا اصدق ما اسمع منك..
امل: ابي...انها حياتي..
خالد: وانتم ايضا حياتي..اذن هذا يخصني ايضا..
امل: ابي ارجوك..
قال هو بغضب..
خالد: يبدو انك متعلقةً به...اتحبينه.!
امل: وهل هذا يخالف الدين.؟!.. مادام حبا صامتا وعفيفا ولم نقم بشيء يغضب الله ابدا...بل هو لم يردني الا لأنني ملتزمة والحمد لله...
خالد: لا يمكن ان يتم هذا الزواج..فانا لست موافقا...
جلست على سريره بعجز... وبقي لي اخر سلاح وساستخدمه دون تردد.. بل ساخترع اسلحة جديدة ان لزم الامر...
فانا اريد الزواج به...
قلت له بتباكي..وترجي..لعلي افطر قلبه ويوافق..
امل: ابي.. ارجوك.. لقد عشت حياتي كلها انفذ ماتريد.. دون اي نقاش.. بل تخصصت بالطب فقط لانك اردت ذلك.. دعني أعِـش حياتي كما ارغب... ارجوك ابي.. ارجـــوك..
نظر الي ابي بصمت...وبعدها..
خالد: امل.. فكري يابنتي... هل انتِ واثقة...؟!.
امل: نعم ابي..واثقة تماما...
خالد : هل استشرت ربّـكِ..؟!
اخفضت عيني..
امل: يصلي المرء الاستخارة حين يحتار بأمرٍ ما...
خالد: بل يصليها كلما اقدم على قرار او خطوةً مصيرية...صلّـي يابنتي.. بعدها فليحدث مايريده ربّـكِ..
امل: حسنا ابي...
خرجت يومها من غرفته..... ولم اصلِّ...
بل كذبت..قلت له بعد يومين آخرين... بانني ارتحت بعد صلاتي ومازلت مقررة..
اريد الزواج به..
فلم يكن من ابي وعائلتي الا ان توافق رضوخا لعنادي...
------------------------
هاااااااااا شنو رايكم بقصتي حلوة ولا لأ .........
عطوني رايكم في هالاجزااء
والظاهر انا مدلعتنكم زيادة لاني عطيتكم هل جم جزء هههههههه
لألألألأ خلاص لا تزعلون عطوني رايكم وبس
واللي يرحم والديكم ..........
لا تدشون .......... وتطلعون جي أكتبواااااااااا التعليقات بليزززززززززززز
تحياتي ...........
زهرة الخريف
الروابط المفضلة