ظلت فى ركن الحديقة المضىء بأشعة الشمس الذهبية.. لم تتحرك.. بل ظلت تراقب هذه الكرة الملونة بألوان قوس قزح و هى ترتفع فى السماء لتداعب الطيور و تطير بين ألوان السحب و دغدغها أشعة الشمس و تقذفها الرياح ثم تعود مرة أخرى نحو الأرض.. و راقبتها و هى تدنو و تدنو، و لكن قبل أن تسقط الى الأرض التقطتها تلك الفتاة ذات الشعر الأشقر و الوجنتين المحمرتين من كثرة الجرى و اللعب... فظلت تراقب تلك الفتاة و هى تلعب و تجرى
و تقذف الكرة ثم تعود الى التقاطها و تتراقص معها خصلات شعرها الذهبى و كأنها تجرى هى الأخرى ... و ظلت نظراتها ثابتة على أقدام الفتاة و هى تجرى و تلعب و تقفز لأعلى ثم تعود لتصتدم مرة أخرى بالأرض و تصيح بصوت مرتفع ينشر النشوة لكل من حولها....
ظلت فى وضعها راقب و تراقب الى أن بدأ قرص الشمس فى المغيب فى الأفق و لملمت الفتاة لعبها و كرتها
و ابتعدت فى طريق العودة، و راقبتها الى أن اختفت عن نظرها...
و أخيرا...
تحركت..
نعم..
حركت يديها لتلف عجلات الكرسى المتحرك لتعود الى منزلها...
و هناك شىء آخر قد تحرك.. انها جفون عينيها.. تحركت.. نعم تحركت.. لتسقط دمعة حزن!!
الروابط المفضلة