انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: إمرأة غامضة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الردود
    188
    الجنس

    إمرأة غامضة

    قيل لي: أطيعيه..أطعته.
    قيل لي: اجعليه ظلك...جعلته.
    قيل لي: ....
    بعد اكتمال الشهر الأول،لم أجده، بحثت في أرجاء منزلنا دون جدوى،أشياؤه لم تزل هنا فهذا عقاله،وهذه غترته،وهذا ثوبه،وهذا حذاؤه..
    أيام طويلة مملة مضت دون أن يعود ...
    استهللت بدء أيامي معه ..لم أتذكر شيئا مهما..كان يبدو رجلا طبيعيا وكنت معه كذلك..
    إذن لماذا غادر بهذه الصورة؟!!!
    لا أتذكر أني أغضبته يوما..نعم..نعم تذكرت،قلت له يوما اغسل يديك جيدا،أأكون أغضبته..؟ لا أعتقد، لإنه حقا قذر اليدين،خطوط سوداء تحت أظافره جعلتني أفقد أعصابي، ثم إنه استجاب فورا لطلبي فغسل يديه وقلم أظافره.
    إذن أين ذهب؟؟ ولماذا غادر دون أن يخبرني متى يعود؟؟ وهل.. ولعله سيعود...
    إذا كان يحمل قلبا أسود فلن يعود أبدا...
    فتحت نافذتي المطلة على الباب الخارجي، لهفة الانتظار توحي لنا أن الترقب يقرب لحظات الانفراج.
    مللت من الوقوف بجانب النافذة،جلست على كرسي قرب الباب حاولت أن أستعيد كل لحظة مرت بكل ما تحمله تلك اللحظة من إيماءات مبهمة.
    ربما،نعم..أتذكر إني قلت له ذات مرة لماذا لا تهتم بهندامك؟؟ ولما رأيت في عينيه خورا قمت بسرعة أعددت له ثوبا أبيض جديدا وكويت له غترته ولمعت حذاءه وجعلت عيني مرآته،كانت ابتسامته تملأ وجهه كابتسامة طفل فرح بلعبة جديدة،كان فرحا بفعلي ولم أشعر أنه غضب.
    بدأت الوساوس الشريرة تنبسط في أرجاء نفسي،لجأت إلى الدعاء لطرد تلك الوساوس.
    قمت إلى الهاتف اتصلت بعدد ممن تجمعنا بهم صلة قرابة سألت عنه..قيل لي أن أحدا لم يره.
    أعرف أنه طيب القلب بعيد الغضب فلماذا غادر إذن؟؟!! وهل غادر غضبان أم لأمر أجهله؟؟ وهل يمكن لمن يحب أن يعرف الكره؟؟...
    لا أظن ذلك، فطوال أيام الشهر لم أسمع صوته غاضبا أو حانقا أو مهددا... كان صوته رقراقا عذ با كصوت ماء منهمر بوداعة.
    مرة وأنا أقلب صفحات مجلة فنية توقفت عند صفحات معينة لعدة لحظات،عيناه كانتا تومضان ببريق أخافني،لحظتها رميت المجلة بسرعة،وركزت نظري على وجهه وابتسامة جذلى تنسكب من عيني نحوه،رأيت عينيه تستذلان إلى الأسفل.. لم أشأ تفسير ذلك الأمر، قلت لنفسي هذا أمر بعيد لا يكون، ولا أعلم إن كان غضب مني أم إني كنت واهمة.
    قادتني خطواتي إلى الباب الخارجي للمنزل،أدرت كوة الباب ، أطللت برأسي مسحت عيناي الشارع على عجل، كنت أخمن أنه ربما يكون قريبا من المنزل، لا أظن أنه سيكون بعيدا عنه،عدت أدراجي إلى كرسي الانتظار بجوار الباب،تذكرت فجأة فرحته وضحكته عندما أهديته ديوان شعر،أعرف أنه لا يحب الشعر لكنه يخفي ذلك عني،قرأت له إحدى قصائد الديوان،تموج صوتي مع لحن الشاعر، عجنت روحي وأشجاني في سطور الأبيات فجأة توقف عن سماعي، شعرت به يشرد بعيدا، عيناه تسمرتا نحو الأسفل، وفكه الأسفل قبض بقوة على شفته السفلى،توقفت، ضحكت ضحكة بريبة مفضوحة،مازحته،هز رأسه سريعا وطلب أن أكمل قراءتي،ظللت أقرأ عليه الشعر،أفسر له الكلمات أضع نفسه على مواطن الجمال، أبث في خياله صورا للحياة والجمال ،ظننت أنه بدأ يحب الشعر،وصدق ظني عندما رأيته يقرأ شعرا كثيرا لكن شروده خلال قراءتي القصيدة بعث بعض الشك في نفسي، نعم لم أعثر في وجهه في تلك اللحظة على غضب ما،لكنه أقلقني كثيرا،لماذا يشرد فجأة في وسط قصيدة أينطوي هذا الرجل على سر في صدره يكنه بحذر عن الأعين حوله ،لكني أراه غير ذلك،أراه كتابا مفتوحا.
    لن يخبرني عنه أحد نفسي ،لن أجد في إجابة الآخرين حلا للغزه السهل، الصعب..يجب أن أحرث في عالم هذا الرجل حتى أدرك نفسي أولا.
    اقترحت عليه يوما أن يجرب الكتابة بدأ متغصبا من اقتراحي ،لكنه لم يبد غضبا أو كرها،أشاح بوجهه عني،قمت من مكاني،جلست قبالة وجهه ناولته ورقة بيضاء وقلما،قلت له بصوت خافت:جرب،قال: وماذا أكتب ؟ قلت له:اكتب ما تشاء هذه المرة وفي المرة القادمة أختار لك موضوعا مثيرا.رمى القلم جانبا تناولت القلم،دسسته بين إصبعيه،قلت له بصوت حالم:أكتب عن الحياة وجمالها،عن الأيام،عن كل ما تراه جميلا يستحق الكتابة.
    قال بصوت ضعيف:أملي علي ما تريدين.دهشت لرده،قلت له محاولة ترويض نفسه وكسب تلك اللحظة:حسنا.
    أكتب:
    الحياة لوحة، رسمت فيها النفوس حياتها، كل من فيها يرسم،ولك رسم فيها صورة أملاها القدر وكونتها النفس،وأن...
    رمى القلم،وقال محاولا الانفعال:هذا الكلام لا أفهمه.قبل أن يتحول اعتراضه إلى غضب،تناولت الورقة من يده،رميتها وضحكة بلهاء استجلبت بها ابتسامة.
    أيكون غادر بسبب ذلك الموقف،لكن ذلك الموقف انتهى بابتسامة،لا أظنه قاسيا إلى هذا الحد،إذن لماذا غادر بهذه الصورة المفجعة وهل أستحق منه كل هذه القسوة؟؟؟
    أليس من الحمق أن أفسر مغادرته البيت بهذه الصورة بسبب موقف معي أنا ،لماذا لا يكون غاضبا من نفسه أو من شخص آخر؟لماذا أحمل نفسي ذنبا لم أقترفه؟ لماذا أعذب ذاتي بهذه الأوهام الغبية، التي لا تصدر عن امرأة عاقلة ناضجة مثلي؟نعم لقد وصفني في نفسه قال عني إني امرأة عاقلة،نعم كانت كلماته جميلة ويزداد جمالها عندما يقولها بعينين خجلتين،كانت آخر كلمة قالها قبل أن يغادر،عندما سألني من هاتفي.......؟ قلت: صديقتي عزة تحدثني عن حياتها مع زوجها الثاني،هز رأسه وكمن يريد المزيد من التفصيل،قلت: زوجها الثاني قاسي القلب غليظ الطبع،على عكس زوجها الأول الذي كان يغدقها بكلمات الحب والوفاء إلى آخر لحظة في عمره،ضحكت بصخب،رفع رأسه،ناولني نظرة تعجب،قلت:صديقتي عزة تقول: عندما يغضب زوجي يحطم الأشياء حوله يعلو صوته خارج منزلنا،وعندما أرى نفسي في لحظات الانفجار المضاد،أستدعى وجه زوجي الأول ألصقه بغباء فوق وجه زوجي الثاني.
    أجابني بعد لحظات وبصوت أقرب إلى الاستفهام قال:أنتي عاقلة.
    أطفأت أنوار بيتي الخارجية،أسدلت الستائر وقرب سريري تناولت ورقة بيضاء كتبت فيها:أنت كتاب مفتوح ولكن أسطورة غامضة...
    وضعت الورقة بجانبي وانتظرت عودته.
    منقول

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    في بلاد الخير والكرم
    الردود
    2,191
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خيرا الف شكر قصة مفيدة رائعة
    هده هي المراة . بكل عقلانية ورزانة
    ولكن سوالي الى متى تظل المراة تنتظر؟ لان تفهم نصفها التاني.........
    مسرورةبقراءة ما كتبت.

مواضيع مشابهه

  1. كوني غامضة تزدادي قوة وجاذبية ؟
    بواسطة عمبروعود في نافذة إجتماعية
    الردود: 22
    اخر موضوع: 30-10-2007, 09:23 PM
  2. صفحات غامضة
    بواسطة wdaan في فيض القلم
    الردود: 4
    اخر موضوع: 23-10-2007, 07:19 PM
  3. كوني غامضة تكوني جذابة
    بواسطة MUTHHLAH في نافذة إجتماعية
    الردود: 0
    اخر موضوع: 26-04-2006, 04:49 PM
  4. أسرار غامضة في الكيبورد ....
    بواسطة جنة الخلود في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 3
    اخر موضوع: 07-09-2005, 08:55 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ