بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي.. أخواتي.. سأتحدث معكم بصراحة.. دون لفٍ أو دوران.. ودون تلميحات..
لاحظت قبل أسابيع وجود بعض المواضيع هنا على ضفاف فيضنا العذب... لم تكن من بيئته.. أو محيطه!
مواضيعٌ شوهت وجهه الجميل.. حوّلته إلى فيض عشّاق! لا فيض أقلام!
سأكون صريحة.. قبل فترة طويلة.. بدأتُ بالبحث عن القصص العربية.. عن إنتاج الأدباء العرب.. ووجدت الكثير.. وأصدقكم القول أن بعضها بل أغلبها كان طويلاً جدًا... يتعدى الأربعة عشرة صفحة!!! ويستغرق مني حوالي خمس ساعات لأنهيه!
وماذا كنت أقول بعد انتهائها؟؟
كنتُ أتحسّر على الوقت الذي ضاع فيها.. فلا مُفردات جديدة أُضيفت إلى مخزوني الثقافي.. "لأن أغلبها بالعامية!"
ولا حبكة رائعة تدفعني للكتابة! ولا أي شيء جميل ومفيد..خرجتُ به!
فقط اثنان أحبا بعضهما ومرّا بعقبات وصعاب كثيرة حتى اجتمعا.. أو اثنان تعرفا عن طريق الهاتف ويبحثان عن طرق للقاء!!! أو شخص يحب خطيبة شخص آخر فيحاول خطفها!!! أو أبناء عمومة كل شاب منهم يحب فتاة من بني عمه..وسبحان الله من أحب فتاة أحبته!!! أو من أحبت شابًا أحبها!!!!
ولكم أن تحكموا!
أيُّ سخافةٍ كنتُ أهدر دقائق عمري فيها!!!
هل أصبح هذا هو همّنا؟؟ هل أمتنا الآن في أرقى حالاتها فليس لدينا ما نكتب عنه ونخدمه بأقلامنا سوى الحب والغرام والشهوات؟!
هل رزقنا الله بمَلَكة الكتابة هكذا.. دون أي هدف!!
هل خلقنا الله تعالى لنُحب ونتزوج ونُخلّف فقط؟؟! هل هذا هو سبب وجودنا في الحياة؟!
هل يستفيد الجمهور العريض من المراهقين خاصة من هذا النوع من الكتابات؟؟؟
خسارة... والله خسارة كبيرة... فنحن الشباب لدينا طاقات كبيرة.. بإمكاننا أن نغيّر وجه العالم لو أردنا.. فلدينا إرادة تحطم الجبال.. صدقوني..
صحيح أن الكبار لا يثقون بنا عادةً.. لكن لن يستطيعوا إنكار هذه الإرادة القوية التي تحرّكنا...
لكن أصحاب هذه القصص.. يخدروننا بها.. كمن يسكب الماء على نار توهجنا فيطفئها في غمضة عين!
إنهم بذلك يجعلوننا بلا هدف! أتعرفون معنى أن يعيش الإنسان بلا هدف؟! أتعرفون معنى أن يأكل ويشرب ويدرس ويتصفح الإنترنت ويكتب بلا هدف؟!
لتعرفوا الفرق.. فسأخبركم كيف لاحظته أنا.. وكيف كان كالصفعة بالنسبة لي!
تعرفون مجلة الأسرة؟ مجلة إسلامية اجتماعية عريقة ورائعة... راقية بمعنى الكلمة! قرأتُ فيها يومًا في زاوية القصص القصيرة قصة رائعة.. صياغة ومفردات وتعابير في قمة الروعة.. وتتحدث عن ماذا؟
ماذا تتوقعون؟؟
عن المسنين.. الذين يتركهم أبناؤهم في تلك الدور لوحدهم!
أخذ مني العجب كل مأخذ... كيف وظّف هذا الكاتب قلمه.. وموهبته.. لخدمة هدف سامٍ كهذا؟
وأين أنا من كل هذا؟؟
نظرتُ حولي.. فوجدت الكثير والكثير من القضايا التي يُمكنني خدمتها بموهبتي.. وبقلمي..
وقد فعلت! بحمد الله... فوظفتُ قلمي لخدمة قضية البيئة التي تمثل همي منذ الصغر.. في قصتي "طفلٌ مختلف" وكتبتُ قصة أخرى عن الأطفال المصابين بالسرطان.. وسأكتب وأكتب وأكتب بإذن الله...
فماذا عنكم إخوتي.. وأخواتي؟
الروابط المفضلة