أحتار بنفسي أحيانا..
فأنا أشعر أني مزيج .. مزيج من ألوان شتى ..
كيف لا .. و أنا ولدتُ لوناً من ألوان الطيف ..
و سعيتُ لأصبح كل الطيف ..
تمردتُ أحياناً و سكنت ..
و فجأة كنت أصيح .. أصيح بلا صوت ..
أشعر بدوارٍ يأكل رأسي .. يدور و يدور ..
ما يلبث أن يسقطني في دوامة ..
و أرى نفسي أركض .. أركض أحمل خوفي ..
فظلي خلفي يلاحقني ..
آهٍ آه .. كيف الهرب ؟؟!!.. و لمن أهرب ؟؟!!..
أريد الإستيقاظ .. فما هذا إلا كابوس ..
كابوس يشبه فناً تشكيلي ..
يا الله .. كم أكره هذا الفن ..
فهو يؤذي العين ..
يخلق أشكالاً للبشرية .. مليئة بالعشوائية ..
ترى أكلنا صرعى بالإزدواجية ؟!..
أم تراني أنا وحدي من تعلم هذا الفن ؟!!..
تعلمت الأدنى و الأسمى من الأشياء ...
أشياء أضنيت بها فكري ... و آلمت بها عقلي ..
كان أولها أني تعلمت مزج الاشياء ..
بدأته بمزج الألوان ..
فاللون الاحمر يمزج باللون الأصفر .. فينتج لون ..
لون .. لونٌ يشبه لونَ قميصي ..
.. لا بل يشبه لون النار ..
و لكنَ لون الشمس و لون البحر ..
.. يُنتج لون الأرض ...
أجل الخير و الشر .. ينتج حياة ..
و أي حياه ؟!!! ...
حياه بملايين الأشكال .. مزجت كلها في لوحة ..
و لكن من يرسمها ؟! ..
ترسمها كل الألوان ..
كل الألوان تعود للون الأبيض ..
و لكن اللوحه مليئة بالأسود ..
أود أن أستيقظ .. فهذا كابوسٌ كابوس ..
الآن أود الرقص..
أجل يغريني هذا الصمت لأرقص ..
أرقص .. و ليس أي رقص ..
فقد تعلمت الرقص على الجرح ..
تعلمت شرب الدم كؤوس.. كؤوس من عمرٍ مكدوس ..
الألم يأتي ..
يشد روحي للكره ..
و يشدها لكره الكره ..
أعود فأضيع الآن ..
أشعر أني كبش فداء ..
بعد قليل سأسبح بدماء ..
ماذا ؟.. أكل هذا وجوم ؟!!..
نعم فلديَ روح التضحية كبير ..
هـا قد أقبلت الساعةُ و انشق القمر ..
لا .. شكل السكين مخيف .. أبعدوا هذا القيد عني ..
لن أموت قبل الكل .. ليمت الكل و لأحيا أنا ..
أوقفوا هذا أعلم أنه كابوس ..
شربة ماء ..
أود شربة ماء .. فقد أضناني الإعياء ..
حبات العرقِ تسيل ...
و أنا أشعر بحرارة الجو إليَ تميل ..
مللت طعم الألم .. للحقيقه .. فقد مللت طعم الفرح ..
فهو زيف .. و الزيف خداع ..
و الخداع ضلالة .. و كل ضلالة تؤدي للنار ..
و نحن زيت هذه الخدعة .. ننشد الإحتراق كل يوم ..
نحن نموت كل يوم ..
ألا تعلم أن النوم أشبه بالموت ؟..
أراكَ ذُهلت !!!...
أنتَ توصلني حدَ الإستغراب..
كنت أخالك كاذب .. الآن أراك مخدوع ..
أنت سفيه ساذج .. ستموت حتى دون الآه ..
آه آه.. لو تنبت أجنحة لي ..
أختال بها و أطير ..
و أبتعد عن هذا العالم ...
و أضحك حين أراه يصغر أكثر و أكثر ..
و أبدأ أرسمُ شكلاً ..
شكلاً يعكس لون ربيع الدنيا ..
شكلاً لا يحوي حدود .. يعطي عبق الحريه ..
تظهر فيه الأرض قويه ..
بدأ الفرح لقلبي يدخل .. و أنا أرتفع و أرتفع ..
لا ... أصبحت بقرب الشمس ..
أجنحتي إحترقت ...
و أنا الآن عدتُ لأسقط .. أسقط و أسقط ..
لا ... أوقفوا هذا فكله كابوس ..
أحياناً أحلم أني أرفع رأسي و أقول الآه ..
آه تقتل حدود الصمت و ترمي هموم الأمس ...
لكن الحلم يبقى حلم ..
فتموت الآه .. تقتلها ضحكة تمتزج بلون هستيري ..
و يستمر مشوار جنون الضحك فيَ ..
حتى أنظرَ في المرآه .. لأرى وجهي ..
أرى وجهي قد غط بدمعي ..
فأعرف أن ضحكي ما كان إلا جنون ألمي ...
أرفع رأسي و أدعو الله ..
(أن يا رب أبقني قوياً) ..
Mido MashakeL
05/08/23
الروابط المفضلة