المكان مكتض بالزحام …
نساء كثير في غدو ورواح …
كنت أسير مع صاحبتي وقلبي تقطعه الجراح ..
ألمح هذا وذاك ..
أفتش .. وأبحث .. لعلي أجد من يسامرني في غربتي ..
هاهو ذا يقترب مني .. أنظر إليه بتمعن رجاء أن يكون رفيقي المنشود ..
لحظات .. ثم لا يلبث بصري أن يرتد خائبا ..
لقد كان بالنقوش مزركشا .. وبالألوان مزخرفا ..
خاطبته ملقياً عليه السلام .. لم يرد علي .. بل أطلق ببصره نحوي يجوب جنباتي ..
سألته .. من إلى هذا الحال والمصير صيرك ؟؟؟
لم يجبني بغير صمته المميت .. حتى توارى عن ناظري ..
ــــــ
يقبل آخر .. يعود الأمل من جديد .. ويتطلع البصر محملقاً باحثاً عن صديق ..
يقترب شيئاً فشيئا .. ثم النتيجة الأولى تتكرر …فهذا أمره عجيب .. ذو منظر جميل .. يشد الأنظار ويأخذ الألباب ..
أكمامه قد صيغت بطريقة مغرية حتى بدت سواعد صاحبته بأبهى زينه ..
أردت الحوار .. لكنه بادرني بنظرات الإحتقار .. وكأنه عرف ما يجول بخاطري من سؤال ..
أجاب بلهجة الغرور والإعجاب .. أنا من يسموني بـ ( عباءة فرنسية )
صعقت وانهارت أعصابي .. فبرغم قساوة الموقف الأول إلا أن هذا الموقف قد حطم بقساوته قلبي ..
سقطت من مقلتي دمعه ..
حاولت إخفائها عن صاحبتي حتى لا تتعثر الطريق ..
حاورت نفسي … كيف إلى هذا الحال صيروا أصحابي ؟؟ كم هم كثر ولكن لم أجد من يواسيني في وحدتي ؟؟
ـــــــ
قطع حواري .. ذلك الذي أراه مقبلا نحوي .. هتفت في نفسي .. قد يكون هو رفيقي ..
أتطلع إليه بشوق .. أرمقه بوله وحب ..
آه ما أشد لحظات الإنتظار ..
هاهو أخيراً يقترب .. ولكـــن …
ليته لم يقترب .. ليتني لم أراه .. لقد كان أفظع وأشنع .. وأشد وأنكى .. حتى بدت صاحبته به وكأنه فستان أرادتْ أن تباهي به الحضور في حفلة عرس …
لم أحتملْ .. أغمضت عيني .. اضطربت خفقات قلبي .. اهتزتْ جنبات نفسي ..
شعرتْ بي صاحبتي .. أحست بألمي وجرحي .. بادرتْ بي مسرعة إلى مكان آمن ..
نظرتْ إلي نظرات حب واعتزاز أعادت لي روحي ..
انسكبت كلماتها العذبة الشجية كالشهد المحلى على قلبي ..
حجابي .. حبيبي وقرة عيني .. لكم أحس بك وبغربتك .. وكم أحس بآلامك ووحدتك ..
ولكن .. اصبر فلست وحدك من تعيش الغربة ..
فأنت وصاحبتك في الغربة سواء ..
فكلاكما في هذا الزمان غرباء …
الروابط المفضلة