زهة يانعة ، عمرها غضّ ، وريقاتها نديه
نمت في مروج خضراء
ترتوي من نبعها الصافي وتتغذى على أشعة الشمس التي كانت قلباً حانياً وظلالاَ وارفاً
لكم تمتعت تلك الزهرة ببقائها بين مروجها وتحت ناظري شمسها .
لم تكن تعلم بأن الشمس يوما ما ستتنحى للمغيب
لم تكن تعلم بأن تلك الشمس التي كانت أماً لها ، تمدها بالغذاء والدفء والحنان ،تنهل من معينها أعذب قطرات العطاء
تلفها بأشعتها الذهبية فيطمئن قلبها وتنتشي روحها ، تضمها إلى صدرها فتتنحى وريقاتها فرحا باللقاء ومحبة في العناق
كانت شمسها مشعلاً وضاءاً ينير لها دروبها
كانت شمسها ساطعة في سماء حياتها
تشرق صباحا ، يجتمع الندى على وريقاتها فتأتي شمسها لتزيله بخيوطها الذهبية في لمسه حنان ودفء
لم يدُر بخلد تلك الزهرة في يوم ما أن شمسها ستتنحى للمغيب ، وأن لكل شمس مشرقة موعد مع الأفق عند الغروب !!
لم تعلم بأن مشعلها ومنارة قلبها قد توارت
أفلت شمسها ، تبدد الضياء إلى ظلمة ووحشة
فلقد تركتها شمسها وحيده
ترتجي يداص حانيه ، تربت على كتفيها وتشد من أزرها
تمسك بيدها ليشتد ساعدها .
غربت الشمس .. لكن ليل الظلام لم يدم طويلاً
فهاهو القمر أصبح بدرا منيرا يسطع في السماء
أتى ليناجي الزهرة ويشاركها احزانها والتي هي احزانه فقد فقد صاحبته المشرقه
لكنه أتى ليكون عوضا لهذه الشمس
أتى ليعوض زهرته ضياء النهار
بنور ساطع في عتمة الليل ..
أصبح قمرها بدراً خـــــالــــداً في كبد سمائها
يسامرها ويناجيها
يلاعبها ويداعبها
أتى ليبقى معها
وينفرد برعايتها
أصبحت زهرته مهجة حياته وجُلّ فرحته
يسطع في سماها
يحدوه الـــــشـــــوق والحنين
ليرسل سنا نوره لمعانقتها والأستئناس بها
كيف لا وهي زهرته ؟؟!!
أدامك الله أيها البدر سراجاً خالدا في سماء زهرتك الصغيرة ينير بشوق اللقاء والبقاء
الروابط المفضلة