انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 13

الموضوع: كلام كثير عن وهم يسمى: الحرية!!

  1. #1

    كلام كثير عن وهم يسمى: الحرية!!

    (1) لا توجد حرية!

    أحبّ أن أقرّر هنا حقيقة مفزعة:
    لا توجد في الحياة حرّية!
    فنحن لم نختر أنفسنا!
    ولا آباءنا..
    ولا مواطننا..
    ولا تواريخ ميلادنا..
    ولا أجسادنا..
    ولا أسماءنا..
    ولا بيئاتنا..
    .....
    ونحن عبيد ملايين القوانين الفيزيائيّة والحيويّة التي من المستحيل اختراقها..
    ونحن مقيدون بقوانينَ جمعيّةٍ وأعراف مجتمعيّة..
    ومقيدون بمن نحبهم ونخاف عليهم.. بل وبمن نكرههم ونخاف منهم!..
    ومقيدون برؤية محدودة للحقائق في ظلّ مؤثرات معرفيّة وعمريّة بل وفيزيائيّة (نحن نفهم العالم الآن أفضل ممّا فهمه أسلافنا.. وسيفهمه أحفادنا أفضل منّا... )
    وأولا وأخيرا نحن مقيدون بقدر الله..
    والهامش الضئيل المتاح بعد كلّ هذا، وهو ما نسميه "حرّيّة" ونتقاتل عليه، يكاد ينحصر في حرّيّة ردّ الفعل!
    مهمّ جدّا أن يتأمّل كلّ منّا في الموضوع من هذا المنظور لتتضح له لعبة التوازنات التي تقوم عليها الدنيا:
    لا شيء بلا ثمن..
    لا شيء يزداد في جانب إلا وينقص أمامه شيء آخر في جانب آخر..
    السعادة والحرّيّة والقوّة و... و... كلّها كلمات لحظيّة ونسبيّة.. فهي لا تدوم لأحد.. وكثيرا ما تكون متعارضة.. متشاحنة!
    والأمثلة كثيرة على ما أقول..
    فالحبّ مثلا ضدّ الحرّيّة!
    والزواج ضدّ الحرّيّة!
    والأبوّة ضدّ الحرّيّة!
    والمنصب ضدّ الحرّيّة!
    والشهرة ضدّ الحرّيّة!
    والقانون ضدّ الحرّيّة!
    والدين ضدّ الحرّيّة!
    والانتماء ضدّ الحرّيّة!
    وأيّ قاعدة وكلّ نظام ضدّ الحرّيّة!
    (بالمناسبة: منظومة الإعلام ونظام التعليم والعمل المؤسسيّ ضدّ الحرّيّة.. كما أنّ حريّة المرأة ضدّ حرّيّة الرجل!!..)
    تذكّرت قصّة لإحسان عبد القدوس، ذهب بطلها ليبلغ قيادة الجيش عن مؤامرة للانقلاب من بعض كبار الضباط، فما كان إلا أن أودعوه السجن لعدّة سنوات!
    بعد ذلك أطلقوا سراحه واعتذروا له، لأنّ مجابهة كبار ضباط الجيش كان من الممكن أن تُدخل البلاد في حرّب أهليّة.. فاكتفوا بتسريب معلومات لهم عن القبض عليه ليتراجعوا عن مخططهم، بعد ذلك عملوا على استئصالهم من الجيش بالتدريج.
    والسؤال الآن: لو كنت مكان هذا الرجل، فهل كنت تضحّي بحرّيتك (أو بمعنى أصحّ تقبل أن يضحّي آخرون بك وبحرّيّتك) من أجل الوطن (من أجل الجميع)؟.. أم تضحّي بالوطن وأمنه واستقراره (وأمنك واستقرارك ومصير من تحبّهم ضمنا) لتحصل على هذه الحرّيّة التعيسة؟
    إذن فنحن نتكلّم عن كلمة تمثّل أكبر مغالظة عرفها الإنسان في تاريخه!
    مغالطة نفاها الإسلام بعشرات الوسائل.. ولكنّ يبدو أنّ الكثيرين لم ينتبهوا:
    وأبسط وأهمّ مظهر لذلك هو عدم تحريم الإسلام للاسترقاق والعبوديّة!
    وهو ما يوغر صدر أيّ مستغرب أو متأمرك.. لأنّه ببساطة لم يفهم..
    لم يفهم أنّ الإسلام يرسّخ النظام والتسلسل القياديّ وقيم العدل والحقّ.. مهما كانت ضدّ الحرّيّة!
    لهذا لا يجب أن تغضب امرأة لو قلنا لها إنّها أمة لزوجها.. بصورة من الصور!
    ولا يجب أن يتذمّر ابن لو أخبرناه أنّه عبد لأبويه بصورة من الصور..
    والشعب عبد لحكامه بصورة من الصور..
    وهكذا في دوائر متصاعدة متداخلة..
    فالعبوديّة هي الدخول في طاعة السيد.. كم ألفا من الأسياد نحن مرغمون على طاعتهم شئنا أم أبينا؟
    فإنّ كان هناك ما يسمّى حقّا حرّيّة، فهي هناك.. في أعمق أعماق كلّ منّا.. في معتقداتنا.. في خيالنا.. في مشاعرنا..
    إنّ العالم الحرّ لم ولن يوجد على هذه الأرض.. ولكنّه يولد ويعيش ويتمدّد في أعماق كلّ منّا..
    يلمع في أعين حالم..
    ويبرق في ذهن عالم..
    وينساب في كلمات شاعر..
    ويتأرّج في أنفاس زاهد..
    وينداح في وجدان امرأة تتفانى قي حبّ زوجها وأولادها..
    ويتأجّج في قلب فلسطينيّ يواجه دبابة بحجر..
    وفي روح فدائيّ ينسف نفسه ليمزق قيود جلاديه..
    لهذا كان الإنسان أغلى شيء في الوجود.. وقتله قتل للناس جميعا.. وإحياؤه إحياء لهم جميعا!
    هذه هي الحرّيّة الحقيقية التي تفعل ماديّة الغرب السقيمة كلّ ما تستطيع لخنقها وإبادتها، وتشويهها باعتبارها حماقات وهلاوس شعراء وفلاسفة تخالف الواقع!
    مرّة أخرى أكرّر:
    ما يجب أن نبحث عنه هو العدل.. وليس الحرّيّة! (لا أعني بذلك الاستسلام للاحتلال، فهو أجلى صور القهر والظلم!.. أعتقد أنّ كلماتي واضحة!)

    هذه مجرد مقدمة.. وسأعود بإذن الله لأضيف تفاصيل كثيرة طويلة.

  2. #2
    (2) الحرية والنظام:
    أنا أنظر للحياة كنظام..
    وأيّ نظام لا يقوم على الصدفة والعشوائيّة ـ مهما بدا لنا عكس ذلك..
    بل يقوم على قواعد وقوانين وآليات..
    وهذا يقلص إلى أقصى حدّ، من مساحة الحرّية المتاحة لجزئيات هذا النظام..
    ولو حدث وازدادت هذه الحرّيّة، فإنّ النظام يخرج عن التحكّم وينهار.. لأنّ وظائفه تختل!
    هذا ما فعلته بالضبط ((الحضاضة)) الغربيّة.. روّجت لمفاهيم وأفكار وفلسفات ودعايات وآداب وفنون تناقض سنن الحياة، وتسوّل للفرد أنّه مستقلّ وكامل الحرّيّة.. مع ترسيخ نظم بديلة انتزعت الأدوار التاريخيّة للأسرة والمجتمع، ووضعت بدلا منها مؤسسات عقيمة ترويضيّة استنساخيّة (الدساتير والقوانين والإعلام والتعليم)!
    والنتيجة هي ما ترونه... تعاسة بلا حدّ وفوضى شاملة..
    مع ملاحظة شيء هامّ: الجزء الناجح في الحضارة الغربيّة (العلم وتطبيقاته والعمل الجاد) يقوم على نظام صارم لا مجال فيه للهزل أو حتّى الرحمة.. فأنت لا تحصل إلا على مقابل عملك.. وفوضى وانفلات الإنسان الغربيّ تنتهي تماما في مكان عمله، على مستوى الانضباط في المواعيد والاجتهاد في العمل والتنافس لتطويره وترقية القدرات الفرديّة باستمرار..
    ولو تمّ تطبيق القيم العبثيّة التي دمّروا بها الفنّ والأدب والعقائد والأخلاق والأسرة، في منظومتهم العلميّة والعمليّة لما بقي من هذه الحضارة حجر على حجر.. (يخططون في أمريكا الآن لمنع الاختلاط في المدارس، بسبب تأثيره السلبيّ على التحصيل!!)
    وإن كان من المستحيل استمرار هذه الازدواجيّة لما لا نهاية.. فلا بدّ أن ينتصر أحد الجانبين... الفرديّة (الحرّيّة بدرجاتها الفوضويّة وما تفضي إليه من تمزق وانهيار)، أو النظام الذي يحدّ الأفراد ويحدّد مهامهم على حساب قمع نزعاتهم المتمردة والمنفلتة..
    والمشاهد الآن أن اقتصاد الدول الغربيّة يتراجع.. فالمجتمع كلّ واحد.. على الأقل هم يهدرون مليارات الدولارات سنويّا لمكافحة الجريمة أو مداواة آثارها، ولعلاج مشاكل الطلاق والعنف الأسريّ والإدمان و... و... و...
    إن فوائد ديون الولايات المتحدة الأمريكيّة في عام 2010 كانت ستتجاوز إجمالي الناتج القوميّ لها! (طبعا بترول العراق سيؤخر هذا الإفلاس إلى حين!!)
    بالمناسبة:
    في 24/7/2001 ـ أي قبل 47 يوما فقط من تفجيرات 11 سبتمبر ـ صرّح الاقتصادي المعروف 'ليندون لاروش' أحد مرشحي الحزب الديمقراطي الأمريكي لانتخابات الرئاسة القادمة عام 2004 في الولايات المتحدة قائلا:
    "نحن في أزمة مالية.. إن الولايات المتحدة الأمريكية تدار بشكل خاطئ منذ عهد كارتر، ونظامنا على حافة الإفلاس.. إن نظم المواصلات والطاقة والتعليم والصحة وبنيتنا التحتية في حالة انهيار.. إن 80% من الشعب من ذوي الدخول المحدودة ووضعهم الآن أسوأ بكثير من وضعهم في عام 1977، وما دام صندوق النقد الدولي وسياستنا الحالية ووول ستريت والنظام الاحتياطي الفدرالي لا يزال مهيمنا علينا، فلا يتوقع أحد أي إصلاح أو تحسن.. وإذا استمرت الحال على هذا المنوال، فقد يضطر الرئيس بوش إلى التخلي عن منصبه قبل انتهاء مدة رئاسته.. إن الانهيار لا يظهر فجأة أمام الأعين، فالسياسات الخاطئة تستمر وفجأة تقع الأزمة.
    الولايات المتحدة لا تعاني وحدها من شبح الإفلاس، بل إن إنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا هي أيضا على حافة الإفلاس.. كان روزفلت يريد في الثلاثينيات إنهاء العداء والخصام في العالم ومسح آثار الاستعمار، ولكنه مات قبل أن يحقق هذه الغاية.. أما ترومان وتشرشل وأصدقاؤهما والإنجليز والفرنسيون والهولنديون فقد أحيوا الاستعمار، في حين كانت نهضة الولايات المتحدة ونهضة أوروبا مرتبطة بنهضة الأمم الأخرى.. ولكن عندما أشرفنا نحن وأوروبا على الإفلاس سحبنا أميركا الجنوبية أيضا إلى الانهيار.. لم تعد المكسيك كالسابق، أما بنما والإكوادور فغير موجودتين.. أما كولومبيا فقد انهارت تماما، وفنزويلا على حافة الهاوية، وكذلك بيرو والأرجنتين.. والبرازيل على وشك التمزق والانقسام، وتشيلي على عتبة الانهيار المالي، وهناك مشكلات مالية كبيرة جدا في بوليفيا وباراغواي وأورغواي.
    من جهة ثالثة هناك تحولات جديدة في آسيا.. في روسيا والصين والهند، بل حتى في اليابان.. لقد تأسست منظمة "وحدة شنغهاي"، وهناك جهود لتأسيس خطوط مواصلات تبدأ
    من الصين ومن آسيا وتمتد إلى أوروبا.. وتخطط دول جنوبي آسيا لتعاون مماثل.
    ولكن يتم في مثل هذه الأوضاع والفترات عادة إشعال نار حروب عالمية.. لقد تسبب الإنجليز بإشعال نار الحرب العالمية الأولى للحيلولة دون حدوث مثل هذه التحولات في آسيا، قاموا بإشعال النار في البلقان أولا ثم في العالم بأسره، وقام الألمان بإشعال نار الحرب العالمية الثانية بالدوافع نفسها.
    والآن تريد القوى الموجودة في داخل الولايات المتحدة الأميركية وفي إنجلترا -ومن ضمنهم بريجنسكي- إشعال حرب عالمية لعرقلة هذه التحولات الجارية في آسيا.. إن شهر أغسطس/آب أفضل وقت لإشعال مثل هذه الحرب، وسيعلنون أن هذه الحرب هي حرب بين الغرب وبين الإسلام.. علينا أن نمنع وقوع مثل هذه الحرب، لذا علينا أن نوقف شارون في إسرائيل قبل كل شيء.. الحرب هي الهواية الوحيدة لهذا الشخص.. علينا أن نوقفه وأن نؤمن السلام في الشرق الأوسط وأن نحيي نظامنا ونتحول إلى النهضة بطريقة روزفلت).
    هذا هو الخطاب التاريخي الذي ألقاه هذا السياسي بعيد النظر، الذي حلل بواطن الأمور وذكر توقعاته بأن هذه الأوضاع الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية ستقودها إلى اختراع عذر لإشعال حرب بين الغرب والإسلام".
    أعتقد أنّ هذا الاستطراد وثيق الصلة بموضوعنا.. فهو يكشف لنا بعض ملامح حرية الغرب المزعومة!!
    >>>> يتبع بإذن الله.

  3. #3
    (3) الفوضى المنظمة:
    سأضرب هنا تشبيها مفضلا لديّ:
    أنا أمسك صندوقا يحتوى على عدد من الكرات الزجاجيّة، التي تقتنع تمام الاقتناع أنّها حرّة!
    أهزّ أنا الصندوق عشوائيّا، فتتصادم الكرات وتندفع في كلّ اتجاه بلا هدف..
    هذه بالنسبة لها ذروة الحرّيّة.. فهي لا ترى أنّ هناك من يحدّد لها حركتها!
    وهذا هو ما أسميه الفوضى المنظمة!
    وهو ما يحدث لنا جميعا في مجتمعاتنا.. وهو في أجلى صوره في الغرب!
    حيث كلّ كرة زجاجيّة هناك منبهرة بسرعتها وحرّيّة حركتها.. لتستمرّ في التصادمات هنا وهناك.. فتضيع حياتها في مشاكل وآلام.. لكنّها أبدا لا تعرف سبب هذا!
    هذا بالضبط ما أحاربه: الفوضى المنظمة التي أسموها لنا "حرّيّة"..
    وهي عندهم فوق الأديان..
    فوق الفطرة..
    فوق قيم المجتمع..
    (ولكنّها تخضع للقانون الوضعيّ لأنّهم واضعوه ومنفذوه والمستفيدون منه!!.. لذلك يهمهم إخضاع الناس له، في مقابل تدمير سلطة رجال الدين وسلطة الأسرة وسلطة المجتمع!!)
    وتلازم هذه الحرّيّة تلازما تاما فكرة المساواة.. وهي من نفس عائلة الفوضى المنظّمة.. فلكي يتساوى الجميع يجب أن يترّك كلّ إنسان موقعه (وفي الغالب يكون التساوي عند الحد الأدنى.. لأنّك لا تستطيع رفع الجميع إلى أعلى!!).. أيّ نظام يبقى بعد هذا؟!!
    وهكذا ينبهر المغفلون بشعارات الحرّيّة والمساواة، فيضطرب النظام الأكبر الذي يحويهم، ولا يحصلون في النهاية إلا على التعاسة والتفكك والوحدة!
    ليس غريبا إذن أن يتفوّق الغرب في نسب الأمراض النفسيّة والاكتئاب والجنون والانتحار!.. فاحتياج الإنسان لتقدير واحترام الآخرين لتصرفاته وتعاطفهم مع أحلامه، أهمّ مليون مرّة من حصوله على حرّيّة الفعل الذي يعود عليه بالازدراء أو بالتجاهل.. حيث يبقيان بعد أن تذهب لذة التمرّد!!
    (لهذا فإنّ امرأة عاديّة تؤدّي دورها التقليديّ في إطار من احترام الأهل والمجتمع، هي أكثر استقرارا ورضا من امرأة تحارب الجميع من أجل أن تتبوّأ أعلى المناصب أو تفعل ما تريد كما تريد.. لأنّ شيئا ما بالنسبة لها سيظلّ ناقصا دائما وأبدا!)

    في ضوء هذا أنا أضع العدل ضدّ الحرّيّة..
    لأنّ العدل يمنحك الرضا والارتياح... وبالتالي تنتفى لديك أيّة أحاسيس بالقهر أو الظلم أو القيد... وهذه هي ذروة ((الحرّيّة))..
    كما أنّ العدل يستند إلى الشرع والعرف والقانون.. أمّا الحرّيّة فتستند إلى الجموح والانطلاق.. وسهل أن تتحوّل في أيّ لحظة إلى فوضى وهمجيّة!
    ناهيك عن أنّ الحرّيّة بمعانيها المستهلكة إعلاميّا وفكريا، هي وهم أسطوريّ، يجعل الإنسان يحارب المنظومة التي تحويه، ويمزّق روابطها (لأنّه يراها تقيده) في حين أنّها أيضا تغذيه بالحياة وتجعل لها هدفا.
    وفي النهاية ينكسر هذا المخلوق البائس.. لو لم يكن على يد عشرات (الأحرار) ممن تسوءهم حريته لأنّها ضدّ حريتهم أو معتقداتهم.. فعلى يد ضعفه الداخليّ في مواجهة قوانين الحياة القاهرة: الجسديّة منها والنفسيّة والاجتماعيّة والفيزيائيّة والقانونيّة و... و.....
    أعتقد أنّ هذه نقطة جيدة للكلام عن الفارق الكبير بين "الحرية" و"الشعور بالحرية"!
    أكمل غدا بإذن الله.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2002
    الموقع
    U.S.A
    الردود
    1,110
    الجنس
    أنثى
    ما شاء الله
    اهلا بك ايها الاخ المحترم وانا من محبي الكلام هذا اللي قلما افهمه ولا تضحك عليي او تسخر من كلامي ولكن انا معك فلا حرية موجودة ولا عدالة واشياء اخرى كثيرة جدا يخاف الواحد منا او يقولها فينزاح عنها الظلمة وتنهار بعض المفاهيم والمشاعر
    منتظرة البقية
    اختك بدور

  5. #5
    والله يا أخت بدور ردك أربكني.. فلم أعرف هل أنت مع أم ضد!
    عموما.. أنتظر تعليقاتك.. بحريّة!.. فالنقاش هو أفضل السبل لإكتشاف الزوايا المختلفة.
    تحياتي

  6. #6
    (4) الحرية.. والشعور بالحرية:
    أكيد هو.. شاسع هو.. مدهش هو الفارق بين "الحرّيّة" و..... "الشعور بالحرّيّة"!
    واسمحوا لي أن أبدأ بهذا القول لأحد مفكري الغرب ـ لست متأكّدا من اسمه حاليا... ربّما يكون روسو:
    "إنّ الشعور بالظلم ـ وليس الظلم نفسه ـ هو ما يحرّك ثورات الشعوب".
    أعتقد أنّنا لو تتبعنا تاريخ البشريّة، لاكتشفنا بوضوح مدى مصداقيّة هذه الجملة..
    فكلّ شعوب العالم تحمّلت صنوفا وألوانا من الظلم لعقود، وأحيانا لقرون..
    ولكن عند لحظة معيّنة يفيض الكيل.. هذه هي لحظة "الشعور بالظلم"..
    ولنأخذ مثالا: الشعب المصريّ..
    يقول أحد المؤرخين المعاصرين: إن الشعب المصريّ اشترى الأمن بالحرّيّة!
    وليس أدلّ على ذلك من أنّه قد منح فرعون كلّ السلطات.. لدرجة أن جعله ابنا للإله!.. فأيّ طاعة وأي تقديس!
    هذا في مقابل أن يحمي فرعون حدود البلاد، ويفضَّ النزاعات على الأرض والماء، ويقيم السدود والخزانات لاتقاء مخاطر الفيضانات والجفاف..
    هذا الكلام سهل تعميمه على معظم الحضارات الزراعيّة.. فهي تميل للاستقرار ـ لأنّ عمادها الأرض ـ والزراعة تحتاج لصبر وعمل مضن عبر الشهور.. لهذا فلا غنى عن الأمن.. فهو أغلى هنا من الحرّيّة!.. والأمن يحتاج للنظام.. والنظام تقيمه الطاعة التامّة (وهي تلتهم مساحات شاسعة من الحرّيّة)!
    بهذا يمكننا أن نفهم كيف سخّر فرعون عمال مصر 20 عاما لبناء هرم يدفن فيه، دون أن يثوروا أو يعترضوا..
    ببساطة: لأنّهم لم يشعروا بالظلم الذي وقع عليهم... إنّ ابن الإله جدير بمقبرة تليق بجلاله، يطلّ منها على الوادي ليحمي شعبه!
    وبهذا يمكننا أن نفهم أيضا كيف كانوا يلقون سنويّا ـ كقربان ـ في مياه النيل، فتاة يافعة (عروس النيل)!
    إنّها تضحّي من أجل أن ينعم الآخرون بالرخاء والرفاهية.. وتذهب لتلاقي إلهها الرحيم!
    فأيّ ظلم هذا الذي يمكن أن تشعر به أو تعترض عليه؟

    هذه مقدّمة هامة يا أصدقائي..
    لأنّ العلمانيين فهموا هذا الأمر وطبّقوه بطريقة عكسيّة:
    ماذا لو جعلناك نحن تشعر بأنّك مظلوم، وبأنّك لست حرّا؟
    بهذه الطريقة نجحوا في التخلّص من سلطة الكنيسة (كانت ظالمة لا محالة.. ولكنّهم نجحوا في إشعار الناس بذلك أخيرا)!
    ومن الملكيّة والإقطاع (بعد أن عاش الناس في كنفهما طويلا)..
    وهكذا قلبوا كيان المجتمع الأوروبيّ، ونشروا الحركات الشيوعيّة والاشتراكيّة والفوضويّة والثوريّة.. بل والإلحادية!
    (تفهمون الآن لماذا قبلت شعوبنا الساذجة ظلم النظم الاشتراكيّة وممارساتها الوحشيّة.. كانت الشعارات الزائفة أقوى من أن يرفضها شعب عانى من ظلم الاحتلال وذلّه وهوانه!)
    ثمّ لعبوا نفس اللعبة مع المرأة.. ظلّوا يلحّون على أنّها مظلومة وفي منزلة متدنية من الرجل، وبأنّها هي التي قبلت بامتهان نفسها والتفريط في حقوقها، وأخذوا يلوّحون لها بالحرّيّة والتقدّميّة (والمهلبية.... إلى آخر هذه الشعارات!!)..
    وقد نجحوا إلى حدّ بعيد..
    فنساؤنا الآن تشعر بالظلم.. والأدهى أنّه لم يكن ظلما فعلا.. فشرع الله لا يظلم أحدا!!
    وطبعا عندما يشعر الإنسان بالظلم، فإنّه يفقد بالضرورة الشعور بالحرّيّة!
    وهذا هو ما يطالبن به الآن.. ضدّ الدين.. وضدّ التاريخ.. وضدّ المجتمع.. وضدّ الفطرة.
    من هذه الزاوية أعود لأؤكد:
    عندما تشعر بالعدل، يتعاظم إحساسك بالحرية، مهما كانت درجة صرامة النظام الذي يحتويك..
    لهذا يشعر الأوروبيّون والأمريكيّون بالحرّيّة..
    ليس لأنّهم يفعلون ما يريدون (في الفوضى العارمة التي آلوا إليها).. فما زالوا مقيدين بقوانين صارمة، مادية لا رحمة فيها!
    ولكن لأنّهم يشعرون بالعدل..
    بأنّ من حقّهم اختيار من يمثلهم.. بأنّ هناك قوانين (ضد الحرّيّة والفوضى) تضمن حقوقهم..
    بأنّ دولهم قويّة لا يفرض عليها أحد شيئا أو يهدّد أمنها..
    بأنّ لديهم فرص عمل ورفاهية..
    هم يشعرون بهذا العدل.. ويشعرون بهذه الحرّيّة..
    مع أنّهما زائفان!
    فمعظم الأمر يرجع إلى غسيل مخّ إعلاميّ وتعليميّ عصب أعينهم عن الحقيقة!
    وديمقراطيتهم وهميّة.. فلا أحد منهم يحقّق شيئا باختياره!.. لو اختار 51% مرشحا معينا، فهذا معناه أنّ 49% من المجتمع لم يختر من يريده! (هذا هو الأمر الوحيد تقريبا الذي أتفق فيه مع القذافي في كتابه الأخضر.. الأسود حاليّا!!!!)
    ولكن كيف توصل إليهم هذه المفاهيم في حصارهم الذهنيّ الصارم؟؟
    وأحبّ أن أؤكد كلامي هنا بأحداث 11 سبتمبر:
    هذا مثال واضح يؤكد أنّ أيّ شعب في العالم يفضّل الأمن على الحرّيّة:
    أين الحرّيّة في القوانين الظالمة التي فرضتها أمريكا على الحريات وعلى الأقليات والمسلمين بالذات؟
    أين الحرّيّة في احتلال دولتين لمجرد الاشتباه؟
    ولكن من يبحث عن الحرّيّة عندما يشعر بالخطر؟
    نفس الأمر في فرنسا:
    أين هي الحرّيّة في محاولة منع المسلمات عن ارتداء الحجاب؟
    لماذا لم يدافع الشعب الفرنسيّ عن هذه الحرّيّة؟.. ألم تقم العلمانيّة بنسف الدين أساسا بدعوى حماية حقوق الأقليات؟
    ولكن لا.. يقال إنّ ربع شباب فرنسا تحت سنّ الخامسة والعشرين مسلمون.. وواضح أنّ الإسلام هناك ينتشر بسرعة كبيرة، يخشون معها أن تتحوّل فرنسا إلى دولة إسلاميّة!
    وكلّ محجبة هي داعية للإسلام بدون أن تنطق حرفا واحدا!
    أيّ حرّيّة إذن في أمر خطير كهذا؟

    إذن:
    كما أنّ الشعور بالظلّم ـ لا الظلم ـ هو الذي يدفع الشعوب للثورات..
    فإنّ الشعور بالحرّيّة ـ لا الحرّيّة ـ هو ما يجعلنا أحرارا!
    ولا يوجد أيّ شعور بالحرّيّة في ظلّ الحروب والمجاعات والشعور بفقدان الهويّة والذلّ بين الأمم.
    العدل والأمن والعزة هي ما نبحث عنه إذن..
    ولو كان الغرب قد نعق بأفكار الحرّيّة والمساواة لألف ألف عام في بلادنا عندما كانت قويّة عزيزة عادلة، لما وجد أحدا يسمع له!
    حتّى من العبيد أنفسهم!
    أتوقف الآن.. وأعود.. بإذن الله لأكمل هذا المنظور بالكلام عن الحاجات الأساسية للإنسان.

  7. #7
    (5)
    أحبّ أن أسرد هنا الحاجات الأساسيّة للإنسان، كما رتّبها (ماسلو):
    1- الحاجات الفسيولوجية (الطعام... الغرائز.. الدواء.... إلخ).
    2- الحاجة إلى الأمن.
    3- الحاجة إلى الانتماء.
    4- الحاجة إلى التقدير والاحترام.
    5- الحاجة إلى المعلومات.
    6- الحاجة إلى الفهم.
    7- الحاجة إلى الجمال.
    8- الحاجة إلى تحقيق الذات.
    والسؤال الآن: أين هي الحرّيّة في هذه الاحتياجات؟
    بنظرة بسيطة سنكتشف أنّ الاحتياجات الأربعة الأساسيّة الأولى كلّها ضدّ الحرّيّة.. وهي ترسخ قيم النظام والتأقلم مع المجتمع المحيط وقوانينه..
    أمّا الاحتياج إلى المعلومات والفهم فهو مقياس حريتنا الداخليّة.. وللأسف هذا ما أؤكد بسببه أنّ عصرنا الحاليّ هو أشدّ عصور العبوديّة إظلاما!.. فمصادر المعلومات مسيطر عليها بدرجة غير مسبوقة في التاريخ، وهي تخضع للتزييف والتحريف.. ربّما بدأ الإنترنت يقلّل من هذه السطوة قليلا.. ولكنّ الانترنت عالم مليء بالحقيقة والضلال.. وللأسف لا يخلو من المصائد الغريزية (من أسوأ مظاهر العبوديّة البشريّة)، بل إنّه قد اخترق آخر الخطوط الدفاعيّة التي كانت متبقية في هذا المضمار!
    وطبعا الحاجة إلى الفهم مرتبطة بالحاجة إلى المعلومات.. فلا يمكن أن يصل أحد لفهم حقيقيّ بناء على معلومات مغلوطة أو مبتورة!
    نتوقّف الآن للحظة عند آخر احتياج بشريّ: وهو الحاجة لتحقيق الذات..
    المشكلة أنّه لا يوجد تعريف واضح لهذا المصطلح..
    ويمكننا أن نقول إنّه وراء معظم الكوارث المعاصرة!
    فهذه هي المنطقة التي يلعبون فيها، لتحريف شخصيّة الأفراد!
    يكفي أن تربّي كلّ فتاة على أن العمل يحقّق ذاتها...
    ستظلّ طيلة عمرها تردّد كالأسطوانة المشروخة:
    العمل يحقّق ذاتي.. العمل يحقّق ذاتي.. العمل يحقّق ذاتي!
    مهما كان ملل هذا العمل ومتاعبه وكوارثه!
    المسألة قناعة لا أكثر.
    بعضهم يثقب أنفه ويعلق فيها حلقا ليحقّق ذاته!
    وبعضهم يصبح مغنيا أو ممثلا ليحقّق ذاته!
    وبعضهم يفني عمره ليصير عالما ومخترعا ليحقّق ذاته.
    وبعضهم يقدم حياته رخيصة في سبيل عقيدته ووطنه ليحقق ذاته.
    هذا جزء يتصل بنظرة الإنسان إلى نفسه وهدفه في الحياة..
    ولكنّه يظلّ مرتبطا بذاكرته البصريّة والبيئة المحيطة والرسالة الإعلاميّة والبرمجة التعليميّة.. وعقيدته إن كانت له عقيدة!
    ملاحظة أخيرة:
    إنّ تحقيق معظم الحاجات الأساسيّة السابق ذكرها يكمن ـ من وجهة نظر الحضارة الغربيّة ـ في العمل.. يدخل في هذا المال لإشباع معظم الحاجات، والتواصل والانتماء، وتحقيق الذات..
    أحبّ أن أقول:
    إنّ الأمومة أشرف عمل على وجه الأرض حقّق هذه الحاجات جميعا... خاصة وأن الرجل في مجتمعاتنا وشريعتنا ملزم بتحقيق الحاجات الفسيولوجيّة وتحقيق الأمن..
    تفهمون الآن قطعا لماذا لم تشعر نساؤنا بالظلم طوال التاريخ (إلا في الفترات التي شعر فيها معها الرجل بالظلم).. لقد أشبعن كلّ حاجاتهنّ الإنسانيّة الأساسيّة.. وهو ما تفتقده كثير من نساء هذا العصر!.. وللأسف: يصوّر لهن ذلك على أنّ سببه هو ظلم الرجال لهنّ.. والرجال أصلا مظلومون أكثر منهن!

  8. #8
    (6)
    في ضوء الردين السابقين أقول:
    فليقلص المجتمع مساحة الحرّيّة كما يشاء..
    ما دام أحد لا يعتدي على عقيدتي..
    ولا على فكري..
    ولا على عرضي..
    ولا على مالي..
    ما دمت أشعر بالأمان..
    وبالانتماء لبلد قويّ متقدّم عزيز..
    في هذه الحالة سأشعر أنّني أسعد الناس وأكثرهم حرّيّة..
    وهما كان أو حقيقة.. الحياة كلّها أكبر حلم!
    والإنسان أكثر الكائنات قدرة على التأقلم وتبرير الواقع!
    ألم يكن هذا ما يشعر به السعوديّون قبل 10 سنوات مضت، قبل أن يطأ الأمريكيون أرضهم، وتخترق الفضائيات سماءهم، ويتقلص اقتصادهم، وتتفشى البطالة والعنوسة ومظاهر المراهقة بينهم؟
    لماذا تظاهر الناس في الشوارع؟
    لأنّهم شعروا بالظلم.
    لماذا جاءت التفجيرات لصالح النظام؟
    لأنّها سترسّخ احتياج الشعب للأمن.. وهذا أولى من البحث عن الحرّيّة!
    لماذا سيسمحون بإجراء بعض الانتخابات، ويقلصون الرقابة على الإعلام ويحدّون من دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويزجون المرأة في كلّ شيء؟
    (بخلاف الاستجابة لمطالب أمريكا) ليمنحوا البعض المتمرّد إحساسا بالحرّيّة.
    فهل سيتغيّر شيء حينئذ؟
    ستظلّ كلّ السلطات في يد النظام، ولو خرج منها شيء فلن يذهب للشعب بل سيذهب لأمريكا وأزلامها.. ولكنّ سنوات يجب أن تمرّ حتّى تتكشف هذه الحقيقة لضعاف البصيرة!
    وهكذا...
    يمكن تفسير الكثير ممّا يحدث حاليّا، بإدراك التناقضات بين مفاهيم: الظلم والشعور بالظلم، والحريّة والشعور بالحرّيّة، والعدل والأمن والعزّة.. وأولوية الاحتياجات الأساسية للبشر.
    (بالنسبة لتعدد الزوجات، يمكن فهم لماذا يقبل عليه بعض الرجال وترضى به بعض النساء، إذا ما أدركنا أنّه يقع ضمن الاحتياجات الفسيولوجية: أولى الاحتياجات البشرية على الإطلاق!)
    >>>> يتبع بإذن الله.

  9. #9
    (7) المسئولية ضد الحرية:
    قلت في رأس هذا الموضوع:
    الحبّ مثلا ضدّ الحرّيّة!
    والزواج ضدّ الحرّيّة!
    والأبوّة ضدّ الحرّيّة!
    والمنصب ضدّ الحرّيّة!
    والشهرة ضدّ الحرّيّة!
    والقانون ضدّ الحرّيّة!
    والدين ضدّ الحرّيّة!
    والانتماء ضدّ الحرّيّة!
    وأيّ قاعدة وكلّ نظام ضدّ الحرّيّة!

    ونحتاج الآن لتفصيل ذلك بعض الشيء:
    كيف يكون الحب ضد الحرية؟
    فلنتساءل:
    هل نختار من نحبّ؟
    كيف؟
    هل اخترنا حبّ آبائنا وإخوتنا؟
    (ناهيك عن صاعقة الحبّ التي تضرم النار في قلب الرجل أو المرأة)
    بل هل اختار أحدنا كراهية شخص ما؟
    على العكس تماما: الكره لا إرادي... والحبّ لا إرادي..
    نحن لم نجعل الأوغاد أوغادا لنكرههم.. هم كانوا كذلك وحاصرونا بكلّ ما يبغّضنا فيهم.. لهذا كرهناهم..
    كما لم نجعل من نحبهم رائعين.. كانوا هم رائعين أولا ومتفاهمين وموجودين من أجلنا، فأحببناهم.. بما يفوق إرادتنا..
    والأرواح كما تعرفون جنود مجنّدة... ما تعارف منها ائتلف.. وما تناكر منها اختلف..
    ربما يكون صحيحا أنّ الحبّ لا يفرض علينا.. ولكن ليس لأنّنا أحرار.. بل لأنّ الحبّ عمليّة غير واعية.. تحدث هناك في دهاليز نفوسنا.. ويوطدها الألفة والعشرة.. لهذا فمن المستحيل أن يفرض أحد هذه الحالة على وعينا باستخدام التهديد والوعيد أو المال أو أيّ وسيلة ضغط أخرى... إلا إذا تنكّر أحد الأشخاص في الصورة التي نحبّها، ليتسلّل إلى أعماقنا (بالخداع).. وهو ما يتمّ اكتشافه بعد حين وتكون صدمته مرّوعة (واضح أنّه لا توجد حرّية في هذا أيضا.. كلّ ما حدث هو أن اخترق شخص ما ثغرة من ثغرات نظامنا الداخليّ، التي نحن مجبرون على وجودها!)
    ولكن.............
    كلّ هذا لم يكن محور ما أعنيه بجملة: الحبّ ضدّ الحرّيّة..
    كنت أعنى أنّ من يحبّ ((يحتلّه)) حبيبه.. ويقتسم معه عالمه الخاص.. ويفرض صورته على ذهنه.. والشوق إليه على وجدانه.. ويجعله دائما قلقا عليه، متفانيا في تحقيق ما يسعده.. متحمّلا همومه ومسئوليّته برضا وسعادة..
    وأي فكرة تراوده أو أي تصرّف ينتويه، لا يعود يحسبه من منظوره فقط..
    فهو يخاف أن يؤلم ذلك حبيبه أو يجعله يغضّ من صورته في نظره فيقلّ حبّه له..
    أو قد يكون الفعل مشينا لدى الناس، ممّا يعود بالحرج الاجتماعيّ على حبيبه..
    وهذا كلّه يعني أنّ الحبّ قيد على الحرّيّة.. وأنّه تنازل مستمرّ من كلا الطرفين، ليندمج العالمان معا..
    ومهما كان هذا القيد جميلا ومرغوبا.. فإنّه في النهاية قيد..
    لهذا ترى المتحرّرات المرأة المستكينة لزوجها غبيّة ومفرّطة في حقوقها..
    إنّها سعيدة وراضية.. ولكنّهم يرونها أمة..
    وليسوا مخطئين تماما في هذه المقدمة (ولكنهم مخطئون على طول خطّ الاستنتاجات!!)..
    فقد (اختارت) بإرادتها أن تتنازل عن جزء من حريتها..!
    أن تنضوي في حبيبها وتعيش من خلاله..
    مدعومة بمنظومة اجتماعيّة ودينية ترسّخ لديها قناعاتها الفطريّة..

    بمثل هذا يمكنكم أن تفهموا كيف يكون الزواج ضد ّالحرّيّة (الخارجية).. فأنا أختار من أتزوّجها (يدخل في ذلك عوامل خارجيّة كثيرة لكن سنتجاهلها هنا).. لكنّ هذا الاختيار يقيدني بها وبمسئوليتها وبتأثيرها عليّ..
    ((قرأت مرّة هذا التعريف الساخر: "الزوج: رجل فقد حريته بحثاً عن السعادة"!!))
    الأبوّة نفس الشيء.. بغض النظر عن كثرة الإنجاب أو تنظيم الأسرة!
    المنصب والشهرة نفس الشيء.. ولم أكن أعني الوصول إليهما.. ولكن سيطرتهما على من يصل إليهما بما يفرضانه من بروتوكولات وشكليات ومسئوليات..
    الانتماء نفس الشيء.. فمن ينتمي لشيء يتقيّد بقواعده!
    .....
    وهكذا أؤكد من جديد:
    لا توجد حرّيّة حقيقيّة خارجنا.. لأنّ العوامل المحيطة أكبر منّا.. ولو تجاوزناها فإنّ العواقب تكون وخيمة.. رادعة!
    لهذا تجد دائما أنّ المرء يفقد حماسه واندفاعه مع الزمن.. ففي مرحلة الشباب لا يستطيع تقدير حجم المخاطرة والعواقب.. ولكنّ التجربة تعلمه الحذر فيما بعد.. وتتراكم المسئوليات على كاهليه مع الزمن، ممّا يجعله يحسب لكلّ خطوة حسابها، وإلا ضيّع من يعول..
    وبهذا تكون قد تمّت برمجته ليوافق القواعد والنظم التي تحكم مجتمعه!
    وهنا أحبّ أن ألفت انتباهكم للفارق الجوهريّ بين الإرادة والحرّيّة:
    فأن أريد شيئا لا يعني بالضرورة أنّ لي الحرّيّة في فعله!
    فنحن أحرار على مستوى الإرادة.. ومقيدون بآلاف العوامل على مستوى التنفيذ.
    أنا مثلا ((أريد)) أن أغيّر نظام التعليم ورسالة الإعلام.. ولكنّي لا أملك أيّ ((حرّيّة)) أو أيّ ((قدرة)) لفعل هذا!!
    هذا حتّى لا يظن أحد أنّني أدّعي أننا مسيرون بلا أيّ إرادة.
    >>>> يتبع بإذن الله.

  10. #10
    (8) حرية الإرادة:
    أشرت أكثر من مرّة فيما سبق إلى حرية الإرادة.. حريتنا من الداخل.. وقلت إنّ هذه هي الحرية الحقيقية المتاحة لنا..
    ولكن: هل هذا صحيح على إطلاقه؟
    للأسف: ليس في كلّ الأحوال!
    ماذا؟.. هل يستطيع أحد أن يفرض علينا أن نؤمن بما لا نريد أن نؤمن به؟
    يفرض: لا.. لكن يخدع: نعم!
    كيف ذلك؟.. هذا ما نعرفه بتزييف الوعي.. وهو يستند إلى تزييف المعلومات التي نبني عليها رؤيتنا للحياة، وبالتالي تصبح إرادتنا تابعة لمصدر هذه المعلومات الزائفة! (ولا أحتاج لتذكيرك بسطوة الإعلام اليهود على عقول الشعب الأمريكي المخدوع!!).. طبعا هذا لا يستمر للأبد.. وكما يقول المثل:
    إنّك تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت.. ولكنك لا تستطيع أن تخدع كلّ الناس كلّ الوقت.
    هذا عن تزييف المعرفة.. هناك أيضا ثغرات في تركيبنا البشري، تجعل للبيئة المحيطة تأثيرا ملموسا علينا..
    من هذه النقطة أحبّ أن أضيف هذا الموضوع:
    الأسنان الزرقاء:
    http://www.lakii.com/vb/showthread.p...threadid=89707

    >>>> يتبع بإذن الله.

مواضيع مشابهه

  1. كلام مختصر لكنه كبير
    بواسطة ســومــا في روضة السعداء
    الردود: 11
    اخر موضوع: 27-05-2010, 10:19 PM
  2. خشمي كبير شوفوا له حل
    بواسطة TENCHU في العناية بالجسم والبشرة والمكياج والعطورات
    الردود: 26
    اخر موضوع: 08-10-2009, 02:02 AM
  3. رجيم الجريب فروت والملفوف كتير لزيز وببان من 4 ايام
    بواسطة زهرة النجمة في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 13
    اخر موضوع: 12-03-2007, 12:47 AM
  4. أبي موقع للتحميل يسمح بحجم كبير
    بواسطة فتاة الجليد في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 6
    اخر موضوع: 04-07-2004, 05:54 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ