أختي ندى الحرمان ..
من وجهة نظري أن الأمر ليس مُتعلقاً بكونكِ الزوجة الثانية لزوجكِ .. بل هو متعلق ببيئة عملكِ التي تتعاملين معها ..
فلو كنتِ أنتِ الزوجة الأولى وتزوج عليكِ زوجكِ الثانية .. لم تكوني لتسلمي من تفسيراتهم لسبب زواجه عليكِ ولن تسلمي من تعليقاتهم وتلميحاتهم ..
ولو كنتِ عانساً لم تتزوجي أصلاً .. لطاردتكِ أسئلتهم وفضولهم عن سبب تأخركِ في الزواج إلى هذا السن .. ولأسمعوكِ عبارات الشفقة لحالكِ بل قد يصل الأمر ببعضهن إلى حد التشفي أو التعيير !! ..
المقصود أيها الفاضلة .. أنه لا ضير إن كنتِ أنتِ الزوجة الأولى أم الثانية أو حتى الثالثة أو الرابعة .. المهم بل الأهم أن تسعدي أنتِ في نفسكِ وتحاولي قدر استطاعتكِ إسعاد من يُشارككِ مملكتكِ .. فإذا سعدت وأسعدتي شريك حياتكِ عشتِ حياة هانئة على الرغم من كل منغصات التي قد تتعرضين لها من بيئة العمل أو غيرها من البيئات .. لا تسمحي بأي حال من الأحوال لتلك المنغصات التي تتعرضين لها في عملكِ أن تؤثر في حياتكِ مع زوجكِ ولا تتركيها تتعدى نطاق عملكِ إلى بيت الزوجية ..
أنا هنا لا أزعم المثالية ولا أتصنعها .. بل أعرف أن لما يبدر من زميلاتكِ من تعليقات وتلميحات وتصريحات تأثيره في نفسيتكِ .. فقد تتألمين لكلامهن .. وقد تبكين .. وقد تنزوين عنهن .. لكن المهم في ذلك كله أن يبقى محصوراً داخل بيئة العمل .. ولا يخرج منها إلى بيئتكِ الأخرى (بيتكِ) .. وبالمناسبة .. فكلنا في بيئة عملنا نتعرض لضغوطات من هذا القبيل وكلنا نتأثر منه ولا شك .. بيد أن الإنسان العاقل أولاً والناجح في حياته ثانياً لا يجعل منغصات بيئة من البيئات تسيطر وتؤثر على باقي البيئات المُحيطة به والتي يتعامل معها .. بل عليه أن يتعامل مع كل بيئة بما يتناسب مع مكوِّناتها .. حتى لا يكون بمثابة من عاقب أشخاصاً بما فعله غيرهم .. فزوجكِ وطفلكِ وأهلكِ وأهل زوجكِ وجيرانكِ ومعارفكِ وصديقاتكِ .. كل أولئك يُمثلون بيئات مُحيطة بكِ تُعتبر بديلاً مناسباً لبيئة العمل ويُمكنكِ من خلالهم نسيان أو تناسي ما تتعرضين له في بيئة العمل والترويح من خلالهم عن نفسكِ والتنفيس عنها ..
أسعدكِ الله في الدارين ..
الروابط المفضلة