** بين المجاملة و النفاق شعرة رفيعة **
أللهم صلّ وبارك على قدوتنا محمد عليه السلام
حياكنّ الله أخواتى مشرفات ورائدات ومرتدات النافدة الإجتماعية
كثيراً منا من يتمنى ان يكون من حوله صادقين معه فصديقى من أهدى إليّ عيوبى قد نجامل فى كل شىء
إلا فى الدّين ! فالمجاملة فى الدين نفاااق صريح
عليه يجب علينا أن نحذر من هذا الفخ فبين المجاملة والنفاق شعرة رفيعة كما يقولون فمن بالغ فى المجاملة تحولت إلى نفاق وإلى إطراء وإلى تدليس الحقائق وإظهار الخطأ صواب والباطل حق وفيه كذب وشهادة الزور
من المعروف إذا اطلق لفظ المنافق فإنه يتبادر إلى الذهن كل معانى الشر فلم يكن النفاق يوماً شىء محموداً فالمنافق لا يبتغى الخير أبداً
وإنما يسعى بالأضرار بالأخرين بخيانتهم وهو ما يطلق على كل من يصاحب الناس فيظهر لهم الخير والمودة ولكن فى نواياه إيذائهم سواءً كان بالفعل أو حتى بالقول أو بالأقرار لهم على تصرفاتهم بالصواب وهم على خطأ نتة إيذائهم فالنفاق هو أظهار الإيمان وأبطان الكفر وهذا فى الدين خصوصاً أن النفاق يستهن به كثير من الناس إلا من رحم الله ويعتبره البعض كلمات عادية ولا يلقى لها بال قد تقوده إلى أسفل الأسفلين لقوله تعالى
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) الآية 145 سورة النساء
أما إجتماعياً فهو أما أن يكون تملقاً لغرض من أغراض الدنيا فيكون لشخص له عنده مصلحة أو إطراء لوصول إلى قلب شخص معين ومن المعروف أن الأطراء هو المبالغة فى وصف شخص بما ليس فيه
لقَولَه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ) متفق عليه
وقد حذر الله سبحانه وتعالى من صحبة هؤلاء المنافقين بقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) (119) سورة آل عمران الآيات 118 * 119
أما المجاملة فى اللغة فهى المعاملة بالجميل ومنها المداهنة وهى إظهار خلاف ما يُضمر ومنه قوله تعالى
(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) سورة القلم الآية 9
كيف نجامل من حولنا ومن نحبه دون أن نقع فى النفاق ؟
فالمجامل هو شخص يمتلك حسن الأدب وقدر من اللباقة الإجتماعية فلا يجرح أحد ولا يسىء فى المعاملة أحد فيجاملة دون أن يكذب عليه
ولكن إذا تعدت المعقول ودخل فيها جانب الكذب هنا تصبح المجاملة نفاقاً
فـ على سبيل المثال عندما تقدم لكى أحداهنّ نوع من الطعام ما صنعته بنفسها لأول مرة وأرادت أخد رأيك فيه
ينقسم الرأى فإذا كانت من الذين تربطك بهم علاقة وطيدة فهنا تكون المجاملة فى محلها لأنها ستدخل فيها لو أضفتى أو لو
كان لصار أطعم وشىء من هذا القبيل
ولكن إذا كانت من الأتى يتقبلنّ النقد فيكون ردك هو المجاملة بعينها وإذا كانت من الأتى يتضايقون
من النقد فحذرى أن تقعى فى فخ المجاملة المعلقة بالنفاق
مثلاً إذا كان هناك شخصاً لا يقبل النتفد وعرض عليك لباس معين وهو فى الأساس ليس مناسب من ناحية العمر أو اللون فـــ هنا سأدخل فى باب النفاق
إن جاملتها وقلت لها بأنه رائع وهو فى الأساس ليس كذلك خوفاً من زعلها أو أجاملها بأن أقول أنه جميل ولكن لو كان ليس هاكذا كان أفضل فهى ســـ تفهم بإن هذا اللباس ليس لائقاً وتحاول تغييره إذا كان رأى يهمها ويقنعها فلا ربما سألت غيرى فيقول لها نفس رأى
علينا أن نجامل من نحب برفع معنوياتهم والوقوف بجانبهم للمضىي قدماً فى مستقبلهم وحياتهم دون خوف أو تردد بتقديم النصح إليهم وتوجيههم وتصويب الأخطاء لهم بدون نفاق
وأخيراً إذا أردنا أن ننجو بديننا ودنيانا يجب علينا أن نعرض أعمالنا وأقولنا على ميزان أو مقياس الذى لا يحيف عن الحق وهو شرعنا الحنيف فما رأه الشرع حق فهو حق وما رأه الشرع باطل فهو باطل
اللهم أرزقنا قلوب سليمة نقية محبة للخير .
الروابط المفضلة