المرء حيث يجعل نفسه
كان كافور وصاحب له عبدين أسودين. فجئ بهما إلى قطائع ابن طولون حضائر الديار المصرية وقتئذ ليباعا في أسواقها
فتمنى صاحبه أن يُباع لطبَّاخ حتى يملأ بطنه بما شاء
وتمنى كافور أن يملك هذه المدينة ليحكم وينهى ويأمر، وقد بلغ كلٌّ مناه!
فبيع صاحب كافور لطباخ، وبيع كافور لأحد قوّاد المصريين، فأظهر كفاءةً واقتدارا.
ولما مات مولاه، قام مقامه واشتهر بذكائه وكمال فطنته حتى صار رأس القوّاد وصاحب الكلمة عند الولاة، ومازال يجد ويجتهد حتى ملَكَ مصر والشام والحرمين.
ومرَّ يوما بصاحبه فرآه عند الطباخ بحالة سيئة، فقال لمن معه:
"لقد قعدت بهذا همته فكما ترون، وطارت بي همتي فكنت كما ترون، ولو جمعتني وإياه همة واحدة لجمعنا عمل واحد"
ولله درعمرو بن العاص- رضي الله عنه - حيث يقول:
"المرء حيث يجعل نفسه، فإن رفعها ارتفعت، وإن وضعها اتَّضعت"
منقوووووووول
الروابط المفضلة