كيف تسعد زوجتك؟؟؟

الشيخ الطبيب محمد غسان جزائري

من موقع صدى زيد

الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد لله الخالق العظيم ،

العليم الحكيم، السميع البصير، وصلى الله على نبينا محمد النبي الأمي العالي القدر العظيم الجاه ، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيها المؤمنون :

اتقوا الله رب العالمين ، واعلموا أن الدنيا دار فتنة وامتحان ، وأرض ابتلاء واختبار، وأنتم اليوم أقربُ للقاء الله منكم في الأسبوع الماضي ، فهل حسنَّتم أعمالكم؟ وهل جوَّدتم تصرفاتكم؟ وهل تهيَّأتم للقاء مولاكم؟ اعملوا ما شئتم ، إنما تجزون ما كنتم تعملون. من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد.

إن من كلام الله تعالى قوله: ( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9))الرحمن.

وقال أيضاً: ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)) الذاريات.

لقاؤنا اليوم مع قلعة من أعصى القلاع على الأعداء.

لقاؤنا اليوم مع معهد من أقوى المعاهد في الأرض.

لقاؤنا اليوم مع مصنع من أعظم المصانع في العالم.

لقاؤنا اليوم مع جنة من جنان الخلد ذرأها الله في الدنيا.

لقاؤنا اليوم مع مدرسة ليس لها مثيل في الأرض .

لقاؤنا اليوم مع أمانة ما أشقها من أمانة!

لقاؤنا اليوم مع مسؤولية ما أعظمها من مسؤولية!

لقاؤنا اليوم مع الأسرة.

والذي يدفعني للكلام عن الأسرة أمران اثنان.

الأول: أن الأسرة مناط كل خير في الأمة، وسبب كل فلاح في المجتمع، والسبيل الفعال إلى كل تقدم وازدهار، ولو أن الأزواج والزوجات أدركوا حقيقة هذه المؤسسة وأهميتها لكفوا الأمة كل عناء وشقاء ، وكل تخلف وانحطاط . ولكن هل تنفع" لو" شيئاً ؟!

والدافع الثاني: تلك الشكاوى العريضة التي تصدر من الزوجات والأزواج من سوء الحياة الزوجية، لاسيما من الذين يُظنُّ بهم خيراً ممن يُعدُّون من الملتزمين بدينهم.والبداية لا بد أن تكون عامة.



أولاً- من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى.

ما من شقاء في الدنيا ، وما من تعاسة في الحياة ، وما من اضطراب في واقع الفرد والأسرة والمجتمع إلا بسبب الإعراض عن منهج الله ودينه .

قال تعالى: ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)) طه.

كيف تسير حياة الزوجين بيسر وسهولة ، بلا منغصات، بلا مشاكل، بلا متاعب وهما لم يصدقا بكلام الله؟! ولم يلتزما هدي الله؟ ولم يبتغيا بزواجهما رضاه؟

كيف يحل الأمان في جنبات بيت؟ وكل من في البيت يكذبون بآيات الله ومنهج الله؟!قال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)) الليل.

السعادة الحقيقة، والحياة الطيبة الآمنة أعدها الله لمن عمل صالحاً من المؤمنين والمؤمنات. قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)) النحل.



ثانياً- قانون العلاقة بين الزوجين :

لا بد من وقفة على القوانين العامة التي أرساها الله تعالى ، ودعَّمها رسوله صلى الله عليه وسلم بين الزوجين.

القسم الأول: بيان حق الزوج على المرأة.

1- الرجال قوامون على النساء. قال تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ (34)) النساء. (لرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) أي تطيعه فيما أمرها به من طاعته، وطاعتُه: أن تكون محسنة إلى أهله حافظة لماله. قال البغوي في تفسيره : القوّام هو القائم بالمصالح والتدبير والتأديب.

2- من حق الرجل على المرأة قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألاَ إنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقّاً ، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقّاً ؛ فَحَقُّكُمْ عَلَيهِنَّ أنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ ، وَلا يَأْذَنَّ في بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ ).

3- من حق الرجل على المرأة ما أخرجه الشيخان من قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امرَأتَهُ إِلَى فرَاشِهِ فَلَمْ تَأتِهِ ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا ، لَعَنَتْهَا المَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبحَ).

4- من حق الرجل على المرأة أن ترعى بيت زوجها وأولادها،أخرج الشيخان قوله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : وَالأمِيرُ رَاعٍ ، والرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أهْلِ بَيتِهِ ، وَالمَرْأةُ رَاعِيةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجها وَوَلَدهِ ).

5- ومما يبين عظيم مكانة الزوج بالنسبة إلى زوجته قوله صلى الله عليه وسلم: ( لَوْ كُنْتُ آمِراً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرْتُ المَرأةَ أنْ تَسْجُدَ لزَوجِهَا) رواه الترمذي ، وَقالَ : حديث حسن صحيح .

6- ومما يظهر فضل الزوج وأهميته بالنسبة للمرأة قوله صلى الله عليه وسلم : ( أيُّمَا امْرَأةٍ مَاتَتْ ، وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الجَنَّةَ) رواه الترمذي ، وَقالَ : حديث حسن .

القسم الثاني: بيان حق الزوجة على الزوج.

1- مما يبين حق الزوجة على زوجها ما أخرجه أبو داود من أن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال : يَا رَسُول الله ، مَا حق زَوجَةِ أَحَدِنَا عَلَيهِ ؟ قَالَ : ( أنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طعِمْتَ ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ ، وَلاَ تَضْرِبِ الوَجْهَ ، وَلا تُقَبِّحْ ، وَلا تَهْجُرْ إلاَّ في البَيْتِ) حديثٌ حسنٌ رواه أَبُو داود.

2- ومما يبين أهمية حق المرأة على زوجها قوله صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَينِ : اليَتِيم وَالمَرْأةِ) حديث حسن رواه النسائي. ومعنى ( أُحَرِّجُ) : أُلْحِقُ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا ، وَأُحَذِّرُ مِنْ ذلِكَ تَحْذِيراً بَليغاً ، وَأزْجُرُ عَنْهُ زجراً أكيداً .

3- من حق المرأة على زوجها أن يتلطف بها وأن يداريها ، خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال : ( ألا وَاسْتَوصُوا بالنِّساءِ خَيْراً ، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ (أسيرات جمع : عانية) عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غَيْرَ ذلِكَ إلاَّ أنْ يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ ( قال ابن العربي في عارضة الأحوذي: يريد بمعصية ظاهرة لا تحل ولا تجد منها مخرجاً ولا تتبين فيها عذراً، فحينئذٍ يملك الزوج عليها الأدب والهجران في المضجع ) مُبَيِّنَةٍ، فَإنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ في المَضَاجِع ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، فإنْ أطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيهنَّ سَبيلاً ). رواه الترمذي ، وَقالَ : حديث حسن صحيح .

4- خير الأزواج من لا يهين زوجته ولا يضربها. أصدر رسول الله يوماً قراراً بمنع ضرب النساء وقال : ( لا تضربوا إماء الله ) فجاء عُمَرُ - رضي الله عنه - إِلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : ذَئِرْنَ- تطاولن- النِّسَاءُ عَلَى أزْوَاجِهِنَّ ، فَرَخَّصَ في ضَرْبِهِنَّ ، فَأطَافَ بآلِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - نِسَاءٌ كَثيرٌ يَشْكُونَ أزْواجَهُنَّ ، فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لَقَدْ أطَافَ بِآلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كثيرٌ يَشْكُونَ أزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أولَئكَ بخيَارِكُمْ) رواه أَبُو داود .

5- هل أدلكم على سر السعادة الزوجية ؟ آية واحدة في كتاب الله ، آية من كلمتين فقط تضمن لك السعادة الزوجية، أمر من الله تعالى لكل زوج ، وحق للزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف، قال تعالى وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف )النساء :19.

أيها الزوج :مهما أعطاك الله من حقوق على زوجتك فلا يعني ذلك أبداً أن تهينها ولا أن تحتقرها، ولا أن تسيء إليها ، وإذا أردت أن تؤدي إليك زوجتك واجبك عليها فعاملها بالحب ، والمودة ، والعطف، وارأف بها يرأف الله بك. وأحسن إليها يحسن الله إليك. قال تعالى: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف) النساء19.

قال ابن كثير رحمه الله: " أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم؛ كما تحب ذلك منها، فافعل أنت مثله كما قال تعالى: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الذي عَلَيْهِنَّ بالمعروف) البقرة.



ثالثا : من معاني وعاشروهن بالمعروف

من المعاشرة بالمعروف أن تكون حسن الخلق معها .

فهل معاملتك لزوجتك أفضل أم معاملتك لموظفة عندك أفضل؟

هل معاملتك لزميلة معك في العمل أفضل أم معاملتك لزوجتك أفضل؟

لو دخلت امرأة إلى عيادتك أو صيدليتك أو مكتبك أو محلك هل تعاملها بأفضل مما تعامل زوجتك؟

من المعاشرة بالمعروف أن توسع عليها في النفقة ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ (7))الطلاق.

من المعاشرة بالمعروف : أن تسمعها كلمات الإعجاب والثناء على لباسها وذوقها وترتيبها ، وأن تردد كلمات الحب على سمعها. وكلما أحدثت ثوباً أظهرت إعجابك به.

من المعاشرة بالمعروف : بشاشة الوجه وانبساطه وطيب اللسان.

من المعاشرة بالمعروف: أن تُشعرها بأهميتها في حياتك ، بعض الأزواج يهتم بأولاده أكثر من زوجته، أو ينسى نفسه ويقول : أنا أهم شيء في حياتي أولادي .

من المعاشرة بالمعروف :أن لا تدعها وحيدة في البيت، وتمضي الليالي سهراً مع أصدقائك وأصحابك.

من المعاشرة بالمعروف: أن تحترم رأيها ، وأن تستشيرها في أمورك (استشار رسول الله أم سلمة في شأن المؤمنين في صلح الحديبية).

من المعاشرة بالمعروف: التغاضي عن سفاسف الأمور وأن لا تطلب الكمال في تصرفاتها.

من المعاشرة بالمعروف: أن تعتذر منها إذا أخطأتَ معها .

من المعاشرة بالمعروف: أن تحترم أهلها وتثني عليهم وأن تكرمهم وتبادلهم الزيارة.

من المعاشرة بالمعروف : أن تساعدها في أعمالها إن استطعت. فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان النبي يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة) رواه البخاري.

أيها الزوج الكريم :أعظم الأزواج عند الله زوج يحسن إلى زوجته وإن أسأت إليه، ويصبر عليها وإن جارت عليه.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أكْمَلُ المُؤمِنِينَ إيمَاناً أحْسَنُهُمْ خُلُقاً ، وخِيَارُكُمْ خياركم لِنِسَائِهِمْ) رواه الترمذي.

أيها الزوج الكريم : إن من طبع المرأة الاعوجاج والميلان ، ومن واجبك أن تستوعبها وتصبر عليها ، أخرج الإمام مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ المَرأةَ خُلِقَت مِنْ ضِلَع ، لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَريقة ، فإن اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفيهَا عوَجٌ ، وإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَها ، وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا ) .

يقول الله عز وجل : (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)) فصلت.

أتدرون ماذا كانت تفعل الصديقة بنت الصديق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كانت إذا غضبت منه قالت له: أأنت الذي تزعم أنك نبي؟

وقعت مشكلة بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحتكما إلى أبي بكر الصديق ، فخيَّرها رسول الله بين أن يتكلم أولاً أو تتكلم هي ، فقالت: بل تكلم أنت ولا تقولن إلا حقاً . فلطمها أبو بكر لطمة أدماها ، وقال لها : وهل يقول رسول الله إلا حقاً، فدافع عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هل أنت حليم على زوجتك ؟ هل تبادلها رفع الصوت والسباب والشتائم ؟ أم تتحلى بالهدوء والاتزان؟

جاء رجل يشتكي إلى عمر بن الخطاب سوء خلق زوجته، فقرع الباب وريثما يخرج إليه عمر سمع زوجة عمر تستطيل عليه بلسانها ، وتسيء إليه، فعاد أدراجه ، فخرج عمر وناداه : ما حاجتك؟ قال : يا أمير المؤمنين، جئت أشكو إليك سوء خلق زوجتي فإذا بك ما بي فعدت من حيث أتيت.

هل إذا عاشر الزوج زوجته بالمعروف يؤدي ذلك إلى تمردها وتماديها ؟ لن يحدث ذلك إذا كان الزوج حازماً .

والحزم ؛ مرتبة بين التشدد والإهمال ، بين القسوة واللين. فالزوج الحازم من يأمر وينهى زوجته ويصر على ما يريده منها لكن إن قصرت فلا يهينها ولا يضربها ولا يسيء إليها ، ولا يتغاضى عن إهمالها أمره.

فأنت مطالب أن تعاشرها بالمعروف وأن تكون حازماً معها.



رابعا : مسؤولية الأسرة .1- المسؤولية الأولى في رعاية الأسرة ، وتنشئتها ، ورعاية دينها ، وزراعة القيم والأخلاق والآداب فيها ، إنما تقع على الزوج قبل الزوجة ، وما المرأة إلا ظل للرجل فإن استقام الرجل استقامت المرأة ، وإن اعوجَّ الرجل اعوجَّت المرأة ، ومن الكثير الغالب أن يكون خلل الأسرة من تقصير الرجل ، ومن القليل النادر أن يكون الرجل جيداً وزوجته سيئة. ومثال ذلك امرأة لوط وامرأة نوح . قال تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)) التحريم.

2- أيها الزوج : هل تعلم أنك اللاعب الأول ، والمعلم الأكبر، والموجه الأوحد في أسرتك ، وأريد منك أن تسرح ببصرك بعيداً، وأن يكون طموحك عالياً ، وأن لا تخطط لأسرتك كيف يأكلون ويشربون وأين يتنزهون ؟وكيف يستمتعون بالحياة ؟ بل خطط كيف تصنع منهم قادة للدنيا ، صنعة للتاريخ، احفظ كرامة زوجتك ، واجعل أولادك يعشقون الكرامة.

اعدل في أسرتك واجعل أولادك يحبون العدل.

شاور زوجتك وعلِّم أولادك كيف يتحاورون لو أصبحوا أعضاء في مجلس الشعب.

تول قيادة اقتصاد أسرتك وعلِّم أولادك كيف يديرون اقتصاد الأمة.

أقم في أسرتك ندوات الثقافة والحوار والبحث لكي تصنع رجال التاريخ وأمهات الأبطال.



النشاط العملي لهذه الخطبة :

أن يقدم كل زوج هدية لزوجته في هذا الأسبوع . فمهما جوَّد الخطباء خطبهم ، ومهما أحسنوا في عرض مواضيعهم ، فإن القيمة الحقيقية لخطب الجمعة أن تنقلب إلى سلوك يقوم به المصلون ، وعمل يترجمون به ما سمعوه ، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيطبقون .

من أفلح في قيادة أسرته صنع مجد أمته.

جزاك الله خيرا كلمات راقية اللهم اهدي ازواجنا واصلح امرنا

جزاكم الله خيرا
علي هذه الكلمات الجميله

موضوع اكتر من رائع جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا..