سألنا أستاذ في إحدى محاضراته العامرة دوما بكل ما هو " مفيد و مثمر وجديد " : لماذا يستطيع الرجل أن يتزوج حتى و لو كان في الستين ، في حين " تتركن " المرأة "جنب الحيط " بمجرد دقات الساعة معلنة بلوغها عامها الثلاثين ؟؟ بل و يستطيع الرجل الزواج من صبية في فورة الشباب و هو في أرذل العمر ؟؟ هاج الطلاب و ماجوا بين شباب ضاحكين مستهترين بما للرجل من حقوق و مكانة ( مزعومتين بطبيعة الحال ) ، و آخرين معترضين على الاعتراض على حقوقهم المكفولة بالزواج بمن يشاؤون وقتما يشاؤن ! و ضجت الفتيات بالظلم و الغبن الواقع عليهن و سوء اختيار الرجال ( فيها شئ من الحقيقة بطبيعة الحال ) ، و لزمت أخريات الصمت و زممن شفاههن في سخط احتجاجا على استخدام لفظ العانس ، في حين انشغلت أخريات بحوارات جانبية تقص كل منهن ما عن لها من قصص زواج أثرياء اشتعلت رؤوسهم شيبا بفتيات بعد في صهد الشباب !


وفاتت تلك الفئات كلها أن منبع هذه الكارثة التي صار ينظر لها على أنها واقع محتوم بدل محاولة تغييرها ، أن منبعها هو التقاليد الرثة البالية ، العالقة في مجتمعاتنا العربية كفطر سام . تلك التقاليد التي لا يفتأ المتحدثون و المثقفون و المتفيهقون يتشدقون بها على بلاهتها و سخفها ، فضلا عن عدم كونها من الدين في شئ . إن السطور التاية قد تغضب البعض و قد تسعد آخرين ، و ما إلى الأول رميت و لا الثاني قصدت ، و ليس للغاضب علي يد فأعتذر له ، و لا لي عند الراضي حاجة فأتقرب إليه . و إنما هو لفت انتباه إلى وضع مائل ينبغي تصحيحه ، و الكل مساهم في الخطأ بحصته ، فإما عود إلى الحق و نهوض بالأمة ، أو إصرار على الباطل و التقدم إلى الخلف .

نعم إنها التقاليد و الأعراف المعظمة ! التقاليد الظالمة التي تحكم على المرأة بالموت و هي بعد في باكورة تفتحها على الحياة ، في حين تفتح أبواب الحياة على مصراعيها أمام من يستعد لدخول قبره ! تقاليد تقسر المرأة على أن تجلس في المطبخ تقشر البصل و هي تبكي سوء طالعها ، و اليوم الذي تعدت فيه الثلاثين ، و ما تدري أدموعها المنهمرة من البصلة أم من ظلم المجتمع !! الأعراف التي زرعت في رأس تلك المسكينة أنها ما خلقت إلا للرجل ، فإن لم يأتها الرجل فهي لا شك معيبة ، و ينبغي أن يتوقف قطار حياتها عند أولى المحطات التي يفترض أن تبدأ منها انطلاقتها . ليس من حقها أن تعيش كامرأة بل كإنسانة ، و إنما مصيرها محدد به هو ، فإما زوجة و إما عانس و إما مطلقة و إما أرملة و لا خامس لها ، اللهم إلا أدوارها الطبيعية كأم و ابنة و أخت و جدة و عمة و .. . التقاليد التي لا تزال تزدري و تقلل أعمال من لم تتزوج ، فمهما عملت و قدمت فهي موصومة بوصمة " العانس " ، و لا تزال النفوس في شك منها مريب . الأعراف التي تلغي تلك " العانس " من الوجود و تمنعها من ممارسة حياتها كامرأة طبيعية محترمة ، و الكل يراها إما حاسدة ، أو حاقدة على بنات جنسها ، أو مريضة نفسية ، أو بها خلل جسيم صرف عنها نظر الملوك و الأمراء ! و المستثنيات معدودات و إنما المعول على السائد لا المتفرد .

و هي هي نفس التقاليد التي تنظر للرجل نظرة المتعاطف الرحيم ، فهو و إن بلغ الخمسين دون زوجة ، إنما هو ضحية مجتمع لم يوجد له تلك الدرة الثمينة ، التي تليق بمقام جنابه و ترضي غروره . و ما يضيره ألا يتزوج ؟؟ إنما هو حر طليق يريد أن يعيش حياته بلا قيود !! أو لربما هو مفكر مثقف لا وقت عنده لثرثرات الزوجات ! مهما يكن السبب فهو دوما ليس فيه ما يعيبه ! إنه كامل الأوصاف في كل الأعمار . تلك هي الأعراف المجتمعية التي لا تفرق بين الذكر و الرجل !

الأعراف التي تضيق الخناق عليها و ترخيه عنه ، حتى يجعلها كالبضاعة المزجاة في الثلاثينات ، و البائرة في الأربعينات ، و الفاسدة في الخمسينات . التقاليد التي تجعلها تلقي بأنفسها مرغمة على أول طارق لتهرب من عار يداها منه نظيفتان ! التقاليد التي تظهره بصورة المنقذ المتعطف المتكرم عليها ، إذ انتشلها من الطين الذي رماها فيه المجتمع ، ليضحك عليها بعد ذلك و هي مكسوة بالوحل ! التقاليد التي تحرمها حق الاختيار و تطلقه له !

المجتمع الذي يصيح فيه الصائحون بحقوقها الدستورية و الانتخابية والتشريعية و الخروج للعمل و التعري من كل فضيلة ، ثم هم يخرسون عما تريده هي ! يستقلون عليها أن تكون زوجة مصونة محترمة ، ثم يستكثرون عليها أن تعيش مكرمة دون زوج إلا أن يصموها بوصمة العانس! يا لكم من أغبياء ! هل ستحتضن الدستور و تهدهده حتى ينام ؟؟ أم تراها سترضع الكرسي التشريعي حتى يرتوي ؟؟ أم ستنتظر من رئيسها في العمل أن يقول لها ماما ؟؟!! نصبتم جيوشا بأكملها لتتحدث بلسان القليلات ، و تركتم الباقيات دون حماية !! أيها المجتمع المريض المتناقض ! ألست أنت من زين لها أن تنضو عنها كل أثواب الفضيلة ، و ترمي ورائها أحلام أمها أن تصير جدة ، و تنطلق لتعيش حياتها ! فأي حياة تلك ؟! تركتموها معلقة ، فلا هي بلغت ما تريده هي و ما كانت تنتظره من حقوق التحرر ( المزعوم) ، و لا هي احتفظت بأغلى ما يمكن أن تحتفظ به ، ثم ليس مسموحا لها بعد ذلك أن تعد نفسها طبيعية دون زوج !! أيها المجتمع المتخلف ! جريتم وراء دعاوى لا يمكن أن تنسجم و لا تنطبق لا مع الدين و لا مع الفطرة السوية و لا مع العقلية العربية ! هم يزنون يتخنثون يتعروون ، لا مشكلة بتاتا ! أما هنا فلا ! ناديتم بحل لمشاكلها فزدتموها تعقيدا ، فلا الالتزام محمود ، و لا العري مقبول ، و لا العنوسة متروكة و شأنها !

ليتكم تكفون عن المرأة ! ليتكم تلجمون ألسنتكم عن الدفاع عنا ! و ما نبغي من مجتمع شرع الخالق فيه غير متبع ! و متبعه غير محمود ! و تاركه غير مذموم ! أيها المجتمع الرجعي ! متى تتحرر من تلك التقاليد الرثة و تنزع عنك تلك الأقنعة المتمدنة الخبيثة الكريهة ؟؟ متى تتحرر و تدرك أن الخيرة فيما اختاره الله لها ، لأنه خالقها .. أيها المجتمع الظالم !! متى تعود لشرع الخالق الذي خلقك أيها المجتمع الجاهل ! ( و من أصدق من الله قيلا ) ، (أفغير الله أبتغي حكما و هو الذي أنزل عليكم الكتاب مفصلا ) .


" وما أدراك ماتحرر المرأة!!!

مصطلح له معنيي:.
المعنى الأولوضعه لنا العلمانيون ووضع بياناته وبنوده وفرضه علينا... ونحن بكل طيبة وسذاجةقبلنا ... ليس لأننا نذهب مع من ذهب ونعود مع من عاد ....
بل بسبب بعدنا وجهلنا في أمور ديننا وعقيدتنا ...
ولكنك اختي لا تعلمي أنه ( نَحَرَكِ ) ولم ( يُحَرِرُكِ )

المعنى الثاني له:وهو المستمد والممتد من ديننا الحنيف وسنتنا النبويةالشريفة وعقيدتنا ...
تحريرة من العبودية والوئد ... تحريرك من استغلالك كممثلة وغانية وراقصة ومنحلة ... تحريرك من أن تكوني عبدة المال والدرهم والشهوات إلى ملكة عفيفة طاهرة شريفة من منزلها ومقامها ... " ( 1)




نعم إنها التقاليد و الأعراف المعظمة ، و نظرة المجتمع المعتبرة المدققة ! التقاليد التي تستطيب زواج كهل من صبية ! و تبارك عقد الصفقة ! و ما ضر الجمال أن يكون مصحوبا ببنك متنقل ؟! و هي هي ذات القاليد التي تستنكر عليها حين ينضج رشدها أن تأنف من كهل طبع عليه الدهر بصمته ، و تُجَرِّمها إذا تطلعت لمن يدانيها سنا و فكرا بعد ذلك ! كمن يزرع الزهرة في غير تربتها ثم يستغرب أن تذبل عند الإزدهار ! هو هو ذلك المجتمع الجاهل الذي لا يدرك أن منزلا أُسِّس على التقوى خير و أبقى ممن أسس على شفا جرف هار ، و أموال طائلة و أشكال جميلة ! هو المجتمع الذي اقتصر فهمه على " تلاعبها و تلاعبك " ، وقصر عن " بكرا " ، عن ضرورة الاعتدال في فرق السنين و التقارب العقلي و سائر ما يقوم عليه بيت بحق ، لا مصيف على البحر ! و ليس أدل على ذلك من تفشي ظاهرة تزوج الأثرياء و رجال الأعمال لسكرتيرات أو حتى شابات يعمينهن بسحر الثروة ، و يصم آذان المجتمع برنين المال ، و كأنها ليس سوى سلعة لمن يغالي الثمن ! و يستنكر المجتع المتجني و يستجرم أن تفعل المرأة تلك الفعلة ، رغم كونها دنيئة و غير مقبولة من الطرفين . و نجاح تلك الزيجات – إلا ما رحم ربي – رهن بسيولة الأموال ، و نزوة صاحبها ، كأنما صارت العلاقة بين مصرف و عميل ، حتى إذا أفلس المصرف أو عافه العميل ... فالمصارف كثيرة ، و العميل بدله مئات !!!

ثم هي التقاليد التي تقضي بأن الرجل إنما يريد في المرأة الجمال و الرشاقة !! و كأنما هي ليست سوى دمية لا تَفْرِق عن غيرها من الدمى إلا بمقدار جمالها و لون عينيها و طول شعرها ، و الدمى على سواء خاوية جوفاء من الداخل . و لئن كان صدق زعم الأستاذ و بعض الذكور بأن الرجل إنما يبحث عن الجمال الشكلي في المرأة ، فإنه لا يعدو في نظري كونه طفلا كبيرا يبحث عن دمية يلهو بها ! ذلك أن الجمال الشكلي لا تستقيم به حياة ، و لا تقوم عليه أسرة ، و لا يزرع المودة و الرحمة بين الزوجين ! إن الحالات المتفردة التي تكون فيها المرأة فاتنة أو جميلة فوق العادة إنما هي هبة من الله ، لا دخل لها – إن كانت سوية – فيها ، أما الجمال الحقيقي جمال الروح و العقل ، فإنما يكتسب بمجاهدة النفس و المران فيسمو بصاحبته و يرضي عنها ربها .
الجمال الشكلي بمثابة شمعة لابد مع مرور الزمن أن تخبو و تنطفئ ، أما جمال الفكر و الروح فهو معين ماؤه لا ينضب ، تغترف منه متى شئت فيروي عطشك و ينعش في أطرافك الحياة . هو جمال الروح الذي يربط الروحين ، و يجمع المضغتين ، فتتآلفان و تتحابان ، و إن كره أحدهما من إِلْفِه خُلُقاً رضي منه آخر ، فيسير مركب الحياة بهما متمهلا ، قد تهب عليه عواصف من كل نوع ، غير أن التقوى و خشية الله و الرغبة في مرضاته و الخوف من عقابه و الحكمة و التفكير السليم ... كل هذه الدعائم تتشابك لتسد الثقوب في القارب ، فلا تقلبه العاصفة ، و جمال الشكل ليس إلا الجزء العلوي من المجداف ، و إن كسر فإن التوازن لا يختل .

و ليست تلك دعوة للنفور من الجمال و الرضى بما دونه – و إن كلا لمن الله – و لكن العبرة الكبرى بجمال الروح و الخلق ، و وعي العقل و النضج الفكري ، فإنما هو التقاء روحين قبل جسدين ، و كيف تسكن روح إلى أخرى متنافرة بعيدة عنها كل البعد ؟!! و في حديث الحبيب المصطفى عن المرأة الصالحة ، قصة طريفة بين زوجين أسوقها لكم لعل فيها عبرة لمن يعتبر :
" مرت شهور على زواجي ، وبدأت أعباء البيت ومسؤولياته تأخذ كثيراً من وقتي واهتمامي ..لم أنتبه إلى أنني صرت أهمل في مظهري .قل اهتمامي بأن أبدو جميلة أمام زوجي ، لم أعد أجلس طويلاً أمام المرآة ..هل هو الاطمئنان إلى أن عبد الرحمن يحبني ولن ينصرف عن الاهتمام بي ؟ أم هي مشاغل البيت التي لم تعد تترك لي الوقت الكافي الذي أهتم فيه بنفسي ؟!!
كما قلت فإني لم أنتبه إلى إهمال مظهري إلا حين فاجأني عبد الرحمن بسؤاله :
ألم تعاهديني على أن تكوني زوجة صالحة ؟ وقفزت إلى ذهني على الفور صلاتي ؛ هل يتهمني عبد الرحمن بالتقصير فيها ؟ إني محافظة عليها وعلى أوقاتها !
أم أنه يريد حجابي الذي أحافظ عليه كما يأمر الإسلام ؟ ربما قصد طاعتي له ..!
مرت هذه التساؤلات والخواطر سريعاً وأنا أنظر إلى عبد الرحمن وعيناي تفيضان تساؤلاً واستنكاراً..!
قلت : وهل وجدت ما ينقض صلاحي ؟
ابتسم وقال : أجل .
قلت : هل رأيتني أضعت صلاة من الصلوات ؟
قال: لا.
قلت : أم تراني أخرتها عن وقتها ؟
قال : ولا هذه .
قلت : هل عصيتك في أمر ؟
قال : حتى اليوم ولله الحمد ،أنتِ تطيعينني في كل أمر .
قلت : إذاً أنت تعني حجابي .. لكني ملتزمة به كما أمرني ربي .
قال : وأنا أشهد أنك ملتزمة بهذا .
قلت بانفعال : ما الذي نال من كوني زوجة صالحة إذاً ؟
قال : يبدو أنك لن تحزريه .
قلت مستسلمة : لن أحزره .. قل ما هو ؟
قال : ألا تلاحظين أنك بدأت تهملين في زينتك لي ؟
قلت صارخة : وما دخل هذا في صلاحي ؟
رد مبتسماً : له دخل كبير !
قلت مغضبة : اسأل من شئت من المشايخ والعلماء … فلن يوافقك أحد على أن زينتي
لك من صلاحي .!
قال : لن أسأل أحداً .
قلت بشيء من الانتصار : لأنك تعرف أنه لن يوافقك أحد على ما تدعيه .
قال : لن أسأل أحداً لأن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قرر هذا .. ومن ثم فلا أحتاج موافقة أحد منهم .
قلت : لم أقرأ في حياتي حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه المرأة المتزينة لزوجها امرأة صالحة ..!
قال : أمتأكدة أنتِ ؟
قلت : هات .. قل …إذا كان كلامك صحيحاً ؟
قال : حسنٌ .. استمعي إلى الحديث الذي يرويه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء ؟ : المرأة الصالحة ، إذا نظر إليها سرته ، وإذا غاب عنها حفظته ، وإذا أمرها أطاعته )). “ رواه أبو داود والحاكم"
قلت : النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل من تتزين لزوجها امرأة صالحة !
قال : لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث صفات للمرأة الصالحة ، وأول صفة من هذه الصفات ، وأول الخصال قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا نظر إليها سرته )) أليس كذلك ؟
قلت : بلى .
قال : وكيف تدخل المرأة السرور إلى قلب زوجها إذا نظر إليها ..؟ أليس بمظهرها الحسن ؟
أدركت غاية عبد الرحمن ، وعرفت أنه كان على حق ، وفهمت لماذا قدّم لي بهذا الحوار الذي أثارني به ليجعلني أصل معه إلى هذه الحقيقة .
قلت : هذا يعني أن ظهور المرأة أمام زوجها بمظهر يسره … جزء هام من صلاحها .
قال : أحسنت يا سارة .. ولكن كيف عرفتِ أنه جزء هام ؟
قلت : لأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ به الخصال الثلاث .. وجعله أو خصلة من خصال صلاح المرأة .
قال : ولو أردنا أن نعطي بكل خصلة من الخصال الثلاث نصيباً واحداً لكان نصيب كل خصلة 33% تقريباً من صلاح المرأة .
قلت : إن كثيراً من الزوجات يجهلن هذا .. يجهلن أن اهتمامهن بمظهرهن أمام أزواجهن جزء هام من صلاحهن .
تابعت ضاحكة : بل أنا نفسي كنت من هؤلاء الزوجات قبل قليل .
قال : ما عليك يا سارة …يكفيك فخراً أنك حين تدركين الحق تسلمين به حالاً فلا تجادلين ولا تمارين.
قلت : هذا من فضل الله علي .. ثم بفضل توجيهك الدائم لي وحلمك عليّ.
قال : هذا من فضل الله وحده .
قلت : يخطر في ذهني وجيه آخر نفهمه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال متهللاً مشجعاً : قولي يا سارة .
قالت : لقد قال رسول الله صلى الله علي وسلم : (( إذا نظر إليها سرته )) ولم يقل إذا نظرت إليها جارتها ، أو نظرت إليها صديقتها ، أو نظرت إليها ضيفتها ، أو نظرت إليها أمها .. ونحن نشاهد لنساء هذه الأيام يتزيّن للنساء من حولهن .. زائرات أو مزورات أكثر مما يتزينّ لأزواجهن .
قال : بارك الله فيك يا سارة .
قلت : وهناك أمر آخر .
قال وعلائم فرح أستاذ بتلميذه النجيب قد ظهرت على واضحة وجهه : وهو ؟
قلت : صلاح المرأة بتزينها لزوجها يؤدي إلى صلاح زوجها نفسه .
قال : كم أنتِ رائعة يا سارة .
تابعت كلامي : فالزوج حين يرى من زوجته ما يسره لا ينظر إلى غيرها .. وتعف نفسه عن سواها .. ويغض بصره عن النظر إلى النساء .
قال: صدق من قال : [ رب تلميذ فاق أستاذه ] ..وأنت تفوقت اليوم عليّ يا سارة. " ا.هـ.


____________________

بعد أن صببنا جام غضبنا على المجتمع و موازينه المائلة و معاييره المزدوجة ، بقي أن نورد قول الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتر يغيروا ما بأنفسهم " . و علامة الاستفهام التي تطل برأسها في حيرة : من المخطئ ؟؟!! لا لا أعني هذه العلامة ، بل أقصد الأخرى التي أطلت برأسها تتساءل في جدية : ما الحل ؟ لها إجابات متعددة بلا نهاية ، و لكني بعد تفكير ، انتقيت منها واحدة ، واحدة لكنها لو طبقت ، فعلا طبقت ، ستتغير الموازين . إنني أجد نفسي مضطرة أن أشير إليكِ .. نعم أنتِ . أنت محور القضية و بيدك حلها ، بيدك أن تخرسي المتحدثين نيابة عنك بأن تنهضي انت لتقولي ما تريدينه حقا ! و الحل درجات ، لك في كل دور من أدوار حياتك فيها درجة ، و لكن أهم درجتين هما دورك كزوجة ، و دورك كعروس طال وقت انتظارها للزفاف ، و أوقفت قطارها في الوقت الذي يمرق فيه الآخرون بعرباتهم ! دورك أن تكوني :

امـــــرأة تهفو إلى مثلها القــــلـــوب

http://guidanceforall.wordpress.com/2008/10/09/like-her/


أنـــــــــــت أسـعد حظــا بالإسلام




إذا ضاقت بك الدنيا .. إليه ففري



( 1)ذلك هو التحرر .. فتحرري




حينما يموت حلمك الصغير ... ابني حلما آخر




تعلمي .. ليس من حقك أن تكوني جاهلة






و بعد حبيبتي في الله ...


ما تلك إلا قطوف قطفتها لك من حديقة الله تعالى

و لك أن تنتقي ما شئت بعد ذلك

و الحديث يطول و يطول

و قد يكون لنا بعد جلسات إن شئت


و لكن الآن وقد انتهى بنا المقام و أزفت ساعة الرحيل


فإني لا أملك إلا أن أدعوك لتشاركيني حلمي و هدفي و شعاري



يـــا رب ... أينما تستعملني سأخدمك و سأجتهد بكل إخلاص


أتشاركينني ؟؟